يونان يؤكّد على حاجة بلدان الشّرق إلى الرّجاء
وتوقّف يونان في عظته عند قول الملاك جبرائيل لزكريّا "لا تخف يا زكريّا"، مشيرًا بحسب إعلام البطريركيّة، إلى أنّ "كلمة لا تخف سوف تتكرّر كثيرًا في الإنجيل المقدّس، لا تخف أيّها القطيع الصّغير، لا تخافوا. فيسوع يرغب دائمًا أن يطمئننا حتّى نطرد الخوف خارجًا".
وتطرّق إلى الأحداث الّتي تمرّ بها منطقة الشّرق الأوسط، وخاصّةً لبنان وسوريا والعراق، مشدّدًا إلى حاجتها للرّجاء "كي نقدر أن نسترجع القوّة الرّوحيّة الّتي نستند عليها، وهي قوّة الرّبّ. فنتابع حياتنا رغم كلّ ما يحيط بنا من اضطرابات ومشاكل وقضايا شعبيّة وإنسانيّة على مستوياتٍ عدّة. وهكذا نكمل مسيرتنا المسيحيّة الّتي ترضي قلب الرّبّ".
وأشار إلى أنّ "الملاك جبرائيل يخبر الكاهن زكريّا أنّ مشروع الله هو أن يعدّ له شعبًا مكمَّلاً، شعبًا مزدانًا بالفضيلة، شعبًا يعيش دعوته كما يريدها الرّبّ بدون خوف، وفي الوقت عينه يعيش بالبرارة المطلوبة من كلّ إنسان مؤمن"، مذكّرًا أنّ "زكريّا كان رجلاً بارًّا، كيوسف والكثيرين من الأشخاص المذكورين في الكتاب المقدّس، والبارّ هو الّذي يعيش دائمًا بمحبّة الله ومحبّة القريب"، مؤكّدًا أنّنا "في الكنيسة نعلّم عيش المحبّة، رافعين الصّلاة إلى الله، ومعاهدين إيّاه على جعل المحبّة نهج حياتنا، فنعكسها في علاقتنا مع القريب الّذي يعيش معنا، مع جارنا، في مجتمعنا وفي بلدنا".
وعن الأوضاع الرّاهنة في لبنان، قال البطريرك يونان: "نحن نعرف ونسمع الصّرخات الّتي تصعد إلى الرّبّ الخالق والمعتني بخليقته، طالبةً العدل والحقّ والعيش بكرامة إنسانيّة في وطننا لبنان الحبيب الذي عانى الكثير، والّذي يجب أن يكون مشعلاً للحضارة والتّآخي بين كلّ الطوائف، وفي نفس الوقت أن يحافظ على حقوق الإنسان، وأن يتحلّى الحكّام والمسؤولون فيه بالنزاهة ونظافة الكفّ".
وأنهى سائلاً الرّبّ "أن يمنحنا القوّة والنعمة كي نستمرّ في مشوار حياتنا رغم كلّ ما يحيط بنا من مآسٍ وقلاقل، ليس هنا فقط في لبنان، بل في سوريا الجارة وفي العراق وأماكن شتّى في العالم".