العراق
10 شباط 2023, 14:20

يونان واصل زيارته إلى بغداد وتوجّها بقدّاس في كاتدرائيّة أمّ الشّهداء

تيلي لوميار/ نورسات
إستكمل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، يومي الأربعاء والخميس، زيارته إلى أبرشيّة بغداد يرافقه وفد كنسيّ. فالأربعاء صباحًا، زار رئيس مجلس وزراء العراق المهندس محمّد شياع السّوداني، بحضور وزيرة الهجرة والمهجّرين إيفان فائق جابرو والنّائب العراقيّ دريد جميل، شدّد خلالها على مطلبه الأساسيّ والوحيد "أن يحفظ الرّبّ العراق، وأن يعيش أولادنا فيه المواطنة الصّالحة، ليحيوا في أرضهم ويشاركوا في بنائها مع إخوتهم من المواطنين النّزيهين". كما ثمّن "البادرة الوطنيّة والأخويّة للحكومة العراقيّة نحو المنكوبين في زلزال سوريا وتركيا".

ثمّ لبّى يونان ظهرًا دعوة جابر في دارتها في العاصمة بغداد، بحضور الوفد الكنسيّ ورئيس حركة بابليون الشّيخ ريّان الكلدانيّ، والنّائبين دريد جميل ووهبة القسّ. خلال اللّقاء، تمّ تناوُل الأوضاع العامّة في العراق، ولاسيّما شؤون المكوّن المسيحيّ، وأهمّيّة تعزيز أواصر المحبّة والسّلام بين سائر المكوّنات.

ومساءً ترأّس يونان القدّاس الإلهيّ على نيّة ضحايا الزّلزال، في كنيسة مار بهنام وسارة- بغداد، مصلّيًا من أجل العثور على المفقودين وشفاء الجرحى ومعونة المنكوبين والمتضرّرين.

هذا وقام يونان بزيارة رسميّة إلى رئيس مجلس النّوّاب العراقيّ المهندس محمّد الحلبوسي، ثمّن خلالها جهودهم في دعم ومساندة حقوق المكوّن المسيحيّ في الأرض لتعزيز وجوده في العراق، لاسيّما فئة الشّباب، وذلك عبر نشر المحبّة ومبادئ الإيخاء والألفة والسّلم الاجتماعي، مؤكّدًا "انفتاحنا كمسيحيّين على جميع إخوتنا من كلّ الأديان، على أساس الأخوّة والاحترام المتبادَل والمساواة في الحقوق والواجبات".

وفي إطار جولاته، لبّى يونان دعوة السّفير البابويّ في العراق المطران متيا ليسكوفار إلى مقرّ السّفارة البابويّة في بغداد، معربًا عن شكره ومحبّته وتقديره لليسكوفار ولتفانيه في خدمة الكنائس في العراق، متمنّيًا له دوام النّجاح والتّوفيق.

ومن جهته، عبّر السّفير البابويّ عن فرحه باستقبال يونان وتلبيته دعوته مع الوفد المرافق، مثنيًا على الزّيارة الرّسوليّة والرّسميّة الّتي يقوم بها إلى بغداد، ولاسيّما اللّقاءات النّاجحة مع الرّئاسات والمسؤولين في بغداد، داعيًا له بالصّحّة والعافية والعمر المديد لمتابعة رعايته الصّالحة للكنيسة السّريانيّة ودوره الرّياديّ في الحفاظ على الحضور المسيحيّ في الشّرق.

أمّا الخميس، فلبّى يونان دعوة رئيس الجمهوريّة عبد اللّطيف جمال رشيد الّذي أولم على شرفه مكرّمًا إيّاه بمناسبة زيارته الرّسوليّة والرّسميّة إلى العراق، وذلك في القصر الرّئاسيّ في بغداد، بحضور الوفد الكنسيّ المرافق، والسّيّدة الأولى شاناز أحمد رشيد، والوزيرة إيفان فائق جابرو والنّائب دريد جميل.

في تمام السّاعة الخامسة والنّصف من مساء يوم الخميس، احتفل يونان بالقدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة (أمّ الشّهداء)، في الكرّادة- بغداد، عاونه فيه المطرانان ديونوسيوس أنطوان شهدا ويوحنّا بطرس موشي، بحضور لفيف من الأساقفة والإكليروس وجمع غفير من المؤمنين، بحضور النّائب دريد جميل ورئيس ديوان أوقاف الدّيانات المسيحيّة والإيزيديّة والصّابئة المندائيّة رعد كجه جي، مختتمًا بذلك زيارته الرّسوليّة والرّسميّة إلى الأبرشيّات السّريانيّة في العراق.

في عظته دعا يونان إلى محبّة الله والكنيسة والقريب محبّة حقيقيّة ليس بالكلام أو بالعادة وإنّما بالفعل ونشر الخير والحوار والاحترام المتبادل "كي تكون كنيستنا شعلة إيمان ومحبّة". وحثّ المؤمنين إلى محبّة أرضهم أيضًا، أرض الآباء والأجداد، "مهما كانت الظّروف صعبة والأهوال والأزمنة السّابقة مرعبة ومخيفة ومخيّبة للآمال"، لافتًا إلى أنّه "علينا أن نحبّ أرضنا ونكون مواطنين صالحين، لا نستجدي حقوقنا، بل نقوم بواجباتنا الوطنيّة، وهكذا نفرض احترامنا ما بين الآخرين وحتّى على المسؤولين".

وأنهى عظته ضارعًا "إلى الرّبّ يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء سيّدة النّجاة، والّتي تبقى هي أمّنا السّماويّة وحاميتنا مهما حصل، وبشفاعة جميع القدّيسين والشّهداء، ولاسيّما بشفاعة شهداء هذه الكاتدرائيّة، الشّهداء الثّمانية والأربعين، الكاهنين الشّابّين والأطفال والشّبّان والكبار، سائلينه تعالى أن يبقى معنا ويذكّرنا على الدّوام أنّنا أولاده وأحبّاؤه، كي نعيش المحبّة الحقيقيّة".

وكان المطران يوسف عبّا قد وجّه كلمة ترحيب وشكر للمناسبة. وبعد البركة الختامية، انتقل يونان إلى قاعة الرّعيّة، حيث استقبل الجموع الغفيرة من المؤمنين الّذي قدّموا التّهاني للمطران الجديد يونان حنّو بمناسبة رسامته الأسقفيّة.