سوريا
19 تشرين الثاني 2018, 10:17

يونان من كنيسة سيّدة فاتيما: كلّنا نحتاج أن نتذكّر وأن نذكّر بعضنا بعضًا بأنّ علينا أن نسعى في حياتنا بالأفعال الصّالحة قبل الكلام

ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان قدّاسًا إلهيّا على مذبح كنيسة سيّدة فاتيما في حيّ القصور، دمشق، لمناسبة اليوبيل الذّهبيّ لتدشينها.

 

حضر القدّاس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسّريان الأرثوذكس مار اغناطيوس أفرام الثّاني، وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ، والسّفير البابويّ في سوريا الكردينال ماريو زيناري، والمطران لوقا الخوري ممثّلاً بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر اليازجي، ورئيس أساقفة دمشق للأرمن الأرثوذكس المطران أرماش نالبنديان، والنّائب البطريركيّ في دمشق للسّريان الأرثوذكس المطران مار تيموثاوس متّى الخوري، ومطران أبرشيّة الجزيرة والفرات للسّريان الأرثوذكس المطران مار موريس عمسيح، ورئيس السّينودس الإنجيليّ الوطنيّ في سوريا ولبنان القسّ بطرس زاغور، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والرّاهبات، وفعاليّات سياسيّة واجتماعيّة وحشد من المؤمنين بحسب ما أفاد موقع البطريركيّة.
 

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك يونان عظة بعنوان "أن تسلكوا كما يحقّ للدّعوة التي دُعيتم إليها، بكلّ تواضع ووداعة، وبطول الأناة، محتمّلين بعضكم بعضًا في المحبّة، مجهتدين أن تحفظوا وحدة الرّوح برباط السّلام" (افسس 4: 1-3)، ذكّر فيها "بالذّكرى الخمسين لبناء هذه الكنيسة المكرَّسة على اسم العذراء مريم والدة الله الكلمة، سيّدة فاتيما، بعد أن شاركنا في العام المنصرم، بمئويّة ظهورات هذه الأمّ السّماويّة لأطفال بسطاء أبرياء في قرية فاتيما بالبرتغال"، وشكر "المثلّثَي الرّحمات المطران جرجس ستيته والمطران اسطفان رحّال لأتعابهما وجهودهما في بناء هذه الكنيسة، وجميع الذين تعاقبوا على خدمتها، أساقفةً وكهنةً، مع الجوقات وفرق الكشّاف والأخويّات ولجنة الكنيسة الذين عملوا جاهدين طوال خمسين عامًا لاستمرار الخدمة في هذه الكنيسة حتّى وصلت إلى يومنا هذا، إذ نحيي اليوبيل الذّهبيّ لتأسيسها، واليوبيل هو وقفة للتّأمّل بما تمّ إنجازه في الماضي والسّير قدمًا نحو المستقبل بهمّة عالية، وبالاتّكال على الرّبّ الذي يسندنا ويقوّي ضعفنا"، طالبًا "أن يغمر جميع المواطنين الشّرفاء، بفيض نعمه وبركاته، كي ينطلقوا بعد تضحيات التّحرير من هجمات الإرهابيّين والمتآمرين، بورشة الإعمار بقلوب متّحدة وبرباط السّلام".
كما ذكر "الويلات الإجراميّة التي حلّت بسوريا والعراق، هذين البلدين الجارين، حيث عانى كلّاهما، وعلى مختلف المناطق والأطياف والأعراق من الهجمات الظّلاميّة التي فاقت كلّ تصوّر. ومنذ تسلُّمنا الخدمة البطريركيّة، لم نألُ جهدًا من زيارة الشّعبين الشّقيقين مع إخوتنا البطاركة والأساقفة، نكرّم ذكرى الشّهداء والشّهيدات، نزور الجرحى ونعزّي الحزانى، ونتفقّد شؤون المهجَّرين المقتلعين من أرض الأجداد، ساعين دومًا إلى بثّ الرّجاء في النّفوس، واثقين من غلبة الخير على الشّرّ، ليحلّ السّلام الذي تتوق إليه النّفوس. إنّكم في قلبنا وصلاتنا، وإنّكم البشارة للرّجاء، رغم المعاناة والدّمار، إذ ليس من أمر عسير لديه تعالى".
وعن إنجيل الأحد قال: "أحد بشارة زكريّا الكاهن بولادة ابنه يوحنّا السّابق، بهذه البشارة يبدأ التّدبير الخلاصيّ بحكمة ما كان بمقدور زكريّا الكاهن أن يفهمها، لأنّه وامرأته أليصابات كانا قد طعنا في السّنّ. بعد الرّؤيا في هيكل البخور، خرج هذا الكاهن البار شديد التّأثّر، يعتريه الخوف ومتسائلاً في عمق نفسه عن معنى الرّؤيا، وعن الحدث المبهج الذي بُشِّر به، متأمّلاً في قلبه في سرّ العطيّة التي ميّزه بها الله، لأنّ كثيرين سيفرحون بولادة يوحنّا السّابق للمسيح المخلّص. نحتاج اليوم إلى إيمان متجدّد بأحكامه تعالى، ونحن نقاسي الأمرّين في حياتنا: هموم يوميّة في المعيشة وقلق إزاء المستقبل. بدعوتنا التي حملتها لنا المعموديّة المقدّسة، وهي "أن تسلكوا كما يحقّ للدّعوة التي دعيتم لها..."، كما يقول بولس رسول الأمم، أيّ أن نحيا كأولاد الله، الأب لجميعنا، وأن نسلك في وحدة الرّوح، لأننا تبعنا ربًّا واحدًا هو الفادي يسوع".
واختتم قائلًا: "كلّنا نحتاج أن نتذكّر وأن نذكّر بعضنا بعضًا بأنّ علينا أن نسعى في حياتنا، بالأفعال الصّالحة قبل الكلام، لكي نبلغ إلى كمال قامة المسيح، أيّ أن نشاركه في عمل الفداء لإخوتنا وأخواتنا، لنضحي شهودًا وشاهداتٍ له، فيعرفنا العالم بأنّنا تلاميذه". وسأل "حماية العذراء، سيّدة فاتيما، وشفاعة جميع شهدائنا الأبرار، لكي تنقشع الغيمة السّوداء المظلمة والظّالمة من سماء سوريا الحبيبة، وأن ينعم الرّبّ على شعبها بالسّلام الحقيقيّ والمبنيّ على قبول الآخر والاعتراف بحقوق جميع المواطنين متساويةً، أكانوا من الأكثريّة أو من الأقلّيّات، لأنّنا جميعنا قد خُلقنا على صورته ومثاله تعالى، وجميعنا مدعوّون كي نشاركه في بناء ملكوته على الأرض، لنستحقّ أن نلاقيه وجهًا لوجه في ملكوته السّماويّ، حيث السّعادة ثمرة المحبّة".