سوريا
15 حزيران 2021, 05:00

يونان من زيدل: الرّوح القدس هو وحده القادر أن يملأ قلوبنا عزاء

تيلي لوميار/ نورسات
في كنيسة سيّدة النّجاة- زيدل- حمص، أقام بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان القدّاس الإلهيّ وصلاة الجنّاز لمناسبة مرور سنة على وفاة رئيس أساقفة حمص وحماة والنّبك المثلّث الرّحمات ثيوفيلوس فيليب بركات، بمشاركة مطران أبرشيّة حمص وحماة وطرطوس وتوابعها للسّريان الأرثوذكس تيموثاوس متّى الخوري، والمدبّر البطريركيّ لأبرشيّة حمص وحماة والنّبك الخوراسقف جورج الخوري، ولفيف من الآباء الخوارنة والكهنة والشّمامسة والرّهبان والرّاهبات من الكنيستين السّريانيّتين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، وجموع غفيرة من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى يونان عظة تحت عنوان "نعمًا يا عبدًا صالحًا وأمينًا، كنت أمينًا في القليل، أنا أقيمك على الكثير، أدخل إلى فرح سيّدك"، ذكر فيها أيضًا كلّ من المثلّث الرّحمات مار إيوانيس لويس عوّاد الّذي خدم الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة  في سوريا ولبنان وفنزويلا بعد البرازيل كأكسرخوس رسوليّ لمرور ستّة أشهر على رقاده؛ والخوراسقف يوسف فاعور الّذي رقد بالرّبّ قبل سبعة أشهر، والمثلّث الرّحمات مطران أبرشيّة حمص وحماة وطرطوس للسّريان الأرثوذكس سلوانس بطرس النّعمة، مؤكّدًا بذلك أنّ الكنيستين "كنيسة واحدة" في الفرح والحزن.  

ولفت يونان إلى أنّنا "نعيش في هذه الأيّام موسم حلول الرّوح القدس، العنصرة، ونعلم أنّ يسوع عندما قال لتلاميذه إنّه سيرسل إليهم الرّوح القدس، كرّر لهم مرارًا: أُرسِلُ إليكم المعزّي، المعزّي الّذي سيملأ قلوبكم عزاءً، لأنّي سأفارقكم. ولكن أيضًا المعزّي، لأنّنا نمرّ في حياتنا بما يمكن أن نسمّيه مطبّات، بمعنى مضايق وصعوبات، أكثرها ألمًا أن يفترق الأعزّاء عنّا، إن كانوا رعاةً روحيّين أو أعضاء من أفراد عائلاتنا وذوينا. فالرّوح القدس هو وحده القادر أن يملأ قلوبنا عزاءً، وأن يجعلنا نعيش الرّجاء الحقيقيّ، إذ لنا مسكن حقيقيّ ليس على هذه الأرض الفانية، لكنّنا ننتظر تلك الآتية".

وأكّد أنّنا "وإن كنّا نشعر حقيقةً بالحزن لفراق الرّعاة الصّالحين، وبشكل خاصّ مار ثيوفيلوس فيليب الّذي لم تمضِ على خدمته الأسقفيّة سنوات طويلة، وكان مشبعًا بالرّجاء كي يخدمكم ويخدم هذه الأبرشيّة بروح الرّاعي الصّالح. نعم نصلّي من أجله، ونحن نشعر بالأسى لفراقه، وفي الوقت ذاته، نتذكّر أنّنا مدعوّون إلى السّماء، إن كان بعد زمن قصير أو طويل، فالرّبّ سيحاسبنا كيف استثمرنا المواهب الّتي أعطانا إيّاها، والّتي يرمز إليها بالوزنات، كما سمعنا من الإنجيل المقدّس".

وأشار إلى ما جاء في الرّسالة إلى العبرانيّين "أذكروا مدبّريكم الّذين سهروا عليكم، نعم هؤلاء المدبّرون قاموا برسالتهم، ولم يقصّروا في الخدمة الرّعويّة لكم، وفي الوقت ذاته يستحقّون أن يستقبلهم الآب السّماويّ في ملكوته، ويكافئهم على أعمالهم".

وفي نهاية القدّاس، أقام البطريرك يونان رتبة جنّاز الأحبار الرّاقدين، ثمّ منح الحاضرين البركة الختاميّة، وانتقل إلى ساحة الكنيسة حيث تقبّل التّعازي.