يونان: ما هو جوهر إيماننا المسيحيّ؟
وبعد صلاة القيامة ورتبة السّلام، وبعد زيّاح داخل الكنيسة، ألقى البطريرك عظة، جاء فيها بحسب إعلام البطريركيّة:
"عيد الفرح لنا جميعًا، كبارًا وصغارًا، وهو أعظم أعيادنا المسيحيّة، لأنّ يسوع خلّصنا بآلامه وموته على الصّليب وقيامته. إنّه سرّ الفداء، فيسوع برّرنا بموته وقيامته، لنستطيع أن نعود متصالحين مع الله الخالق والمحبّ والمدبّر.
نؤمن أنّ إلهنا إله محبّة، وليس الإله الّذي يحاكم ويسرع لمحاسبة الإنسان على أخطائه، لكنّه ينتظر الإنسان حتّى يرجع إليه. الله هو المحبّة والرّحمة الغزيرة الّتي لا نستطيع أن نشرحها بشكلٍ كافٍّ ولا أن نفهمها. المسيح قام بقوّته الإلهيّة منتصرًا على الخطيئة والموت.
هذا هو إيماننا، وإذا لم نكن نؤمن أنّ المسيح قام من بين الأموات، فإيماننا باطل. وإن لم نكن نؤمن أنّنا سنقوم مثلما قام المسيح، فلا معنى لكرازتنا وتبشيرنا.
القيامة هي جوهر وأساس إيماننا المسيحيّ. نحن نجيء إلى قدّاس منتصف اللّيل مع أولادنا الأعزّاء صغاراً وكباراً، وأهنّئكم على ذلك، هل يكفي أن نأتي ونحضر القدّاس ونعود - لا سمح الله - إلى رتابة حياتنا ونكون مسيحيّين بالاسم فقط؟ كلّا، يجب أن نعرف أن نستفيد من هذه النِّعَم التي يعطينا إيّاها الله في هذا العيد العظيم، كي نستطيع أن نكون حقيقةً تلاميذ للرّبّ يسوع وإخوة وأخوات له".
وفي حديثه عن رتبة السّلام، طلب من الرّبّ "أن يحلّ أمنه وسلامه في وطننا لبنان، ويجعل من المسّؤولين الّذين اختارهم الشّعب حقيقةً مسّؤولين نزيهين يفكّرون بالمحتاجين من المواطنين وبالشّباب الّذي يهاجر، ويعملون بشفافيّة لخير هذا البلد، وليس لتجميع الأموال واللّهث وراء مصالحهم الشّخصيّة ومصالح عائلاتهم وقراهم وطوائفهم".
وفي نهاية عظته، طلب أيضًا من الرّبّ "أن يعطينا نعمة السّلام، ويجعلنا فاعلي السّلام، وشركاء معه كي يحلّ السّلام في كلّ منطقتنا في الشّرق وفي العالم، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، كي نستحقّ أن نعيّد دائمًا بالفرح والسّرور عيد قيامته من بين الأموات: المسّيح قام، حقًّاً قام".