يونان لإكليريكيّي دير الشّرفة: كونوا دومًا المثال بالتّفاني والتّجرّد أمام الجميع
في عظته بعد الإنجيل المقدّس، أعرب البطريرك يونان عن فرحته "كبطريرك للكنيسة وأب لجميعكم، أن آتي إليكم لأحتفل معكم ونهنّئ بعضنا البعض بقرب حلول عيد ميلاد الرّبّ يسوع ورأس السّنة الجديدة، أنتم الّذين تعيشون هذه الفترة الزّمنيّة للاستعداد للكهنوت المقدّس. فترة التّنشئة هذه مهمّة جدًّا في حياتنا: فيها نتقدَّم بالرّوح والعلم، وفيها لدينا المساحة لنختبر بعضنا البعض، ونتعلّم كيفيّة قبول الآخر الّذي يعيش معنا في الإكليريكيّة، وفيها أيضًا نتعرّف على أمور كثيرة، لاسيّما في هذه الأيّام، عصر التّكنولوجيا، حيث يكاد لا يُخفى أيّ شيء على أحد".
ولفت الرّاعي إلى أنّنا "نمرّ في هذه الأيّام بصعوبات جمّة. ففي لبنان وسوريا، كما تعلمون، يعيش النّاس أوجاعًا شتّى، إن على الصّعيد الاقتصاديّ أو الاجتماعيّ أو الأمنيّ. أمّا في العراق، فهذا البلد لم يحصل بعد على استقراره الكامل. ولكن اليوم، نشكر الله، على أنّه أعطاكم أن تعيشوا في هذه الإكليريكيّة حياةً طبيعيّةً رغم كلّ الصّعوبات والضّيقات الّتي تحيط بكم. من هنا علينا أن نفكّر دومًا بالآخرين الّذين هم يعانون الحاجة والعوز، فلنشكر الله على نِعَمِهِ الّتي يغدقها علينا، ولنسعَ للعمل حسب مشيئته".
وتوجّه إلى الطّلّاب الإكليريكيّين قائلاً: "إنّكم على مسافة قصيرة من حصولكم على العطلة الميلاديّة، وفيها يذهب كلٌّ منكم إلى أبرشيّته وأهله. ففي هذا المحيط حيث نشأتم وكبرتم، كونوا شهودًا لحياتكم الإكليريكيّة، حتّى تستطيعوا أن تقدّموا كلّ عزاء وتشجيع ممكن لكلّ من تصادفونه. وكونوا على مسافة قريبة من الجميع، ففيها تشاركونهم معاناتهم وتخفّفون عنهم. لذلك كونوا دومًا المثال بالتّفاني والتّجرّد أمام الجميع، وتشارَكوا مع القريب كلّ ما تقدرون عليه.
ما سمعتموه من الرّسالة إلى العبرانيّين، حيث نتذكّر أنّ يسوع هو الكائن الأعظم الّذي قدّم ذاته لأبيه، فكان في الوقت عينه الكاهن والذّبيحة. أمّا في مقطع الإنجيل المقدّس الّذي تُليَ على مسامعكم بحسب القدّيس مرقس، يطلب منّا الرّبّ يسوع أن نكون دومًا متواضعين، فنصبح بالدّرجة الأولى خدّامًا للجميع، الكبير يخدم الصّغير، فلا نفتّش عن مصالحنا الذّاتيّة، أو نعمل سعيًا وراء مركز ما، وذلك حتّى نعيش هذه الفترة الزّمنيّة الاستعداديّة للكهنوت بكلّ غنى من نِعَم وبركات.
أهنّئكم جميعًا بعيد الميلاد المجيد وبالعام الجديد، وأرجو أن تنقلوا تهنئتي الأبويّة إلى أهلكم وأبرشيّاتكم ورعاياكم، متمنّيًا أن تعودوا إلينا بعد فترة الأعياد بالسّلامة، حتّى نكمل سويًّا مسيرة اتّباعنا للرّبّ يسوع، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النّجاة، والقدّيس يوسف، وجميع القدّيسين والشّهداء".
وبعد القدّاس، التقى يونان بالطّلّاب الإكليريكيّين وتبادل الجميع التّهاني بالأعياد المجيدة.