لبنان
09 حزيران 2025, 10:20

يونان في العنصرة: نحن نحتاج كثيرًا إلى معرفة الحقّ والدّفاع عنه

تيلي لوميار/ نورسات
في كنيسة مار إغناطيوس الأنطاكيّ، في الكرسيّ البطريركيّ-المتحف، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بقدّاس أحد العنصرة، عاونه فيه المونسنيور حبيب مراد والأبوان كريم كلش وطارق خيّاط، بحضور ومشاركة الشّمامسة، وجمع غفير من المؤمنين ومن إرساليّة العائلة المقدّسة.

وتحت عنوان "أُرسِلُ إليكم الرّوح المعزّي الّذي يرشدكم إلى الحقّ"، ألقى يونان عظته على مسامع الحاضرين، تحدّث فيها عن رتبة العنصرة "هذه الرّتبة المميَّزة والخاصّة بعيد حلول الرّوح القدس، والمليئة بالمعاني والأناشيد، فكلّها غنى وروحانيّة، لأنّ الرّوح القدس، الأقنوم الثّالث من الثّالوث الأقدس، الإله الواحد، هو الّذي يقود المؤمنين ويرشدهم إلى الحقّ. ونحن نحتاج كثيرًا إلى معرفة الحقّ والدّفاع عنه، رغم كلّ ما نعانيه من ظروف أليمة، أكان في لبنان وسوريا والعراق والشّرق الأوسط والعالم، هذه الموجات الّتي تشوِّش العقول والقلوب. ونحن نفرح ونجدّد التّهنئة لأطفالنا الخمسة الأعزّاء الّذين تناولوا البارحة للمرّة الأولى القربان المقدّس، ووعدوا أن يبقوا دائمًا أمناء للرّبّ يسوع طوال حياتهم".

ولفت إلى أنّنا "من سفر أعمال الرّسل الّذي كتبه الإنجيليّ لوقا، ولوقا كان من أنطاكية وتعرّف على مريم العذراء وعلى الرّسل، سمعنا هذا النّصّ الّذي يخبرنا عن حلول الرّوح القدس في العنصرة. وعيد العنصرة كان ولا يزال عيدًا مهمًّا عند اليهود، وهو يعني اجتماع المؤمنين لحَمْل البواكير، بواكير ثمار الأرض، خاصّةً اليوم الحبوب، حيث كانوا يحملونها إلى الهيكل بأناشيد الفرح، لأنّ الرّبّ أنعم عليهم بهذه الثّمار، أنّه أعطاهم الحياة.

إنّ سفر أعمال الرّسل يخبرنا أيضًا أنّه كان هناك أناس كثيرون في أورشليم، وحلّ الرّوح القدس على الرّسل في العلّيّة، فابتدأوا يخبرون ويبشّرون بيسوع المسيح. وكلّ واحد من النّاس الموجودين في أورشليم والقادمين من بلدان كثيرة، سمعْنا بعضًا من أسمائها للتّوّ لأنّ اليهود كانوا منتشرين في العالم المعروف آنذاك، كانوا يسمعون الرّسل يتكلّمون بلغتهم، وكانوا يتساءلون كيف يكلّمنا هؤلاء بلغتنا؟!. هنا نتذكّر أنّ مِن مواهب الرّوح القدس، أنّه يعطينا الحكمة والقدرة على التّبشير بيسوع باللّغات الّتي يفهمها النّاس.

إنّ هذا الحدث المهمّ هو بداية الكنيسة، فقد سمعنا بطرس الّذي أنكر يسوع وكان خائفًًا، يقف بكلّ شجاعة ويجاهر أمام النّاس أنّه تمَّ اليوم ما تنبَّأ عنه الأنبياء في الماضي، أنّ الرّوح القدس يحلّ عليكم وعلى أولادكم وشبابكم وأبنائكم وبناتكم، فيصعنون عجائب، وينقلون البشارة بالرّبّ بلغات عديدة".

وأكّد البطريرك يونان أنّ "الكنيسة اليوم هي أنتم، أيّها الأحبّاء، فهي ليست فقط البطريرك والمطارنة والكهنة والشّمامسة، بل هي أنتم، الجماعة المؤمنة الّتي تبقى أمينة للرّبّ يسوع رغم كلّ التّحدّيات والصّعوبات. ونحن نعلم ونشعر معكم بهذه الصّعوبات والتّحدّيات، ولاسيّما مع المهجَّرين الّذين تركوا أرض آبائهم وأجدادهم مرغَمين.

أتمنّى لكم جميعًا ولجميع أبناء الكنيسة وبناتها في كلّ مكان حول العالم، إكليروسًا ومؤمنين، عيدًا مباركًا. وأضرع إلى الرّبّ يسوع أن يبارككم ويمنحكم روح الحكمة والقوّة والشّجاعة، كي تبقوا أمناء له على الدّوام، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النّجاة، ومار إغناطيوس الأنطاكيّ الشّهيد، وجميع القدّيسين والشّهداء".

وفي نهاية القدّاس، منح يونان المؤمنين البركة الرّسوليّة.