لبنان
06 حزيران 2022, 13:30

يونان في العنصرة: نحتاج اليوم إلى مواهب الرّوح القدس بشكل خاصّ هنا في لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
في أحد العنصرة، رفع بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان الصّلاة في كنيسة مار إغناطيوس الأنطاكيّ- المتحف، وطلب الرّوح القدس ورشّ المؤمنين بالماء المقدّس خلال قدّاس إلهيّ عاونه فيه القيّم البطريركيّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسينور حبيب مراد، وأمين السّرّ المساعد الأب كريم كلش، بمشاركة الشّمامسة، والرّاهبات الأفراميّات، وجمع من المؤمنين.

وفي موعظته بعد الرّتبة، تحدّث يونان عن عيد العنصرة والمسمّى "الفنطيقوسطي"، مشيرًا بحسب إعلام البطريركيّة إلى أنّ "لفظة العنصرة "مأخوذة من اللّغة العبريّة، وتعني الاجتماع، حيث كان الشّعب العبرانيّ يحتفل به، فيجتمع في اليوم الخمسين بعد عيد الفصح". أمّا لفظة الفنطيقوسطيّ فهي "مأخوذة من اللّغة اليونانيّة، وتعني عيد الأسابيع"، مذكّرًا "أنّ المؤمنين من اليهود حتّى في بلاد الانتشار، كانوا يأتون إلى الهيكل كي يعيّدوا هذا العيد الهامّ، ويسمّونه عيد الأسابيع، وله علاقة بعيد الحصاد".

وتابع: "إنّ هذه الرّتبة، رتبة عيد حلول الرّوح القدس، تمَّمْناها حسب طقسنا السّريانيّ الأنطاكيّ بثلاث سجدات، نسجد للرّوح القدس حتّى يحلّ علينا كما حلّ على الرّسل بعد قيامة الرّبّ يسوع بخمسين يومًا. من هنا نحتفل بعيد العنصرة بعد عيد القيامة بخمسين يومًا، بمعنى أنّ الرّوح القدس حلّ على التّلاميذ وجعلهم يشهدون ليسوع بين كلّ الأمم الّذين كانوا ممثَّلين بكثيرٍ من الوفود القادمة من بلاد مختلفة ومن شعوب متعدّدة، كما سمعنا من سفر أعمال الرّسل. وقام بطرس وأخذ دوره كرئيس الرّسل، فتكلّم أمام هذه الجموع الغفيرة، مؤكّدًا لهم بأنّهم ليسوا سكارى، بل حلّ عليهم الرّوح القدس حتّى يبشّروا العالم بالرّبّ يسوع المخلّص".

ولفت إلى أنّ "مار بولس رسول الأمم يعلّمنا أنّ الله- الثّالوث يرسل الرّوح القدس كي يوزّع على المؤمنين المواهب المختلفة. ومن الإنجيل بحسب يوحنّا الرّسول، سمعنا أنّ يسوع يقول بأنّه "يجب أن أصعد إلى أبي كي يأتيكم الرّوح القدس". من هنا نفهم أنّ الكنيسة عيّنت هذا العيد بعد خمسين يومًا، وحثَّتْنا أن نؤمن بالإله الواحد المثلَّث الأقانيم: الآب والابن والرّوح القدس.

إنّنا نحتاج اليوم إلى مواهب الرّوح القدس بشكل خاصّ هنا في لبنان بعد الأزمات المخيفة الّتي حلّت بنا. نحتاج إلى روح الحقّ كي نَصدُق مع بعضنا البعض، ونطالب المسؤولين أن يكونوا صادقين ونزيهين. نحتاج إلى روح القوّة كي نكون أقوياء بإيماننا، حتّى وإن كانت الصّعوبات والأزمات عديدة حولنا. نحتاج إلى روح المحبّة والسّلام، ونحن ندرك أنّه للأسف في هذه الأيّام يتخلّى الإنسان عن عالم الرّوح ويتمسّك كثيرًا بالمادّة.  

صحيح أنّ هناك مَن يحتاجون إلى هذه المادّة كي يعيشوا بكرامتهم، لكن هناك من لا يتبعون الرّبّ يسوع أبدًا، ويركضون وراء المادّة، كما حدث هنا في لبنان. فقد هرّبوا الأموال لأنّ هؤلاء النّاس لا يؤمنون بالله النّزاهة والحقّ والمحبّة الّتي يجب أن تكون للجميع، ولاسيّما للمعوزين".

وأنهى سائلاً "الرّوح القدس أن يقوّينا بالإيمان والرّجاء مهما عصفت الزّوابع، زوابع الخطيئة، فنظلّ أمناء للرّبّ يسوع، وننشر حولنا بشرى السّلام والحقّ والمحبّة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء وجميع القدّيسين، ولاسيّما بشفاعة الطّوباويّين الشّهيدين الجديدين ليونار عويس ملكي وتوما صالح، وبشفاعة شفيع هذه الكنيسة مار إغناطيوس الأنطاكيّ الشّهيد، كي نتمّم دائمًا إرادة الرّبّ بالرّوح والحقّ".