لبنان
01 حزيران 2020, 06:30

يونان في أحد العنصرة: كم تحتاج الكنيسة اليوم إلى نعمة القوّة كي تبقى أمينة للمخلّص!

تيلي لوميار/ نورسات
"كم تحتاج الكنيسة اليوم إلى نعمة القوّة كي تبقى أمينة للمخلّص، فتشهد له، بشجاعة الرّسل، بالرّوح والحقّ، بدون مساومة على الحقيقة، وبدون خوف أو جبن". عن هذه الحاجة تحدّث بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان خلال عظة قدّاس أحد العنصرة الّذي ترأّسه في كنيسة مار إغناطيوس الأنطاكيّ في الكرسيّ البطريركيّ- المتحف- بيروت، وقد عاونه فيه: القيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة الأب حبيب مراد، بمشاركة أمينَي السّرّ المساعدَين في البطريركيّة الأب روني موميكا والأب كريم كلش، والشّمامسة والرّاهبات الأفراميّات وجمع من المؤمنين.

في عظته، غاص يونان في عيد العنصرة والمسمّى باليونانيّة "الفنطيقوسطي" أيّ "عيد الأسابيع"، شارحًا أهمّيّة عيد حلول الرّوح القدس على التّلاميذ في العلّيّة، فهو "تحقيق للمواعيد الّتي أعطاها الرّبّ يسوع بأنّه، بعد صعوده إلى أبيه السّماويّ، سيرسل إلى تلاميذه المعزّي، الفارقليط، روح الحقّ الّذي سيثبّتهم في الإيمان ويقوّيهم في رسالتهم، الكرازة بإنجيل الخلاص، وسيمنحهم المواهب".

وتابع يونان مشدّدًا على أنّ "الله هو روح وحقّ"، مشيرًا إلى أنّ "الرّموز الثّلاثة الّتي عبّرت عن حلول الرّوح القدس: الرّيح العاصفة، والنّار بشكل ألسنة، والتّكلّم بلغات عديدة"،  تدلّ إلى إنّ "عيد العنصرة هو انطلاقة الكنيسة لنشر الملكوت، فالتّلاميذ وتلاميذهم انطلقوا يبشّرون بيسوع، ليس فقط في أورشليم وكلّ منطقة اليهوديّة، بل نشروا البشارة في أقطار العالم المعروف آنذاك"، مشدّدًا على أنّ "المسيح يحيا ويعمل في كنيسته بواسطة الرّوح القدس الّذي يوزّع مواهبه على جميع المؤمنين، كلّ واحد بحسب الدّعوة الخاصّة به".

من جهة ثانية، تأمّل يونان بالعلامات الثّلاث للكنيسة الّتي انطلقت يوم العنصرة "الجماعة المصلّية، والجماعة المرتبطة بالمحبّة، والجماعة الشّاهدة للحقّ والشّهيدة من أجل الرّبّ الّذي هو الحقّ"، مذكّرًا بأنّ "الكنيسة مدعوّة كي تعيش عنصرة متجدّدة"، سائلاً الله أن يجدّد نعمة الرّجاء في كنائس الشّرق، داعيًا الجماعة المؤمنة إلى ضرورة عيش موهبة التّقوى كي "نعود ونجدّد علاقتنا بالرّبّ يسوع بصلاة حقيقيّة، سواء أكنّا في البيت أو في الكنيسة، ونقبل الظّروف الصّعبة والعصيبة الّتي تمرّ بها البشريّة برمّتها ويعاني منها العالم بأسره بسبب تفشّي وباء فيروس كورونا"، ضارعًا إلى الرّبّ كي يشفي جميع المصابين به، ويمنع انتشاره ويقضي عليه، ويلهم العلماء والمتخصّصين لإيجاد الدّواء الشّافي واللّقاح النّاجع، كي نستطيع أن نكمل حياتنا بمخافة الرّبّ".