لبنان
20 آذار 2024, 09:10

يونان: علينا أن نعيش دعوتنا إلى القداسة كما تقدّس مار يوسف الذي كان يعيش البرارة أمام اللّه وأمام النّاس

تيلي لوميار/ نورسات
في الأحد السّادس من زمن الصّوم، وفيه تذكار أعجوبة شفاء الأعمى في أريحا، وبمناسبة عيد القدّيس يوسف، ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان، القدّاس الإلهيّ في كنيسة مار يوسف في الزّاهرية – طرابلس، شمال لبنان. بعد الإنجيل المقدّس، ألقى يونان عظة بعنوان "ويوسف كان رجلاً بارًّا"، جاء فيها بحسب إعلام الأبرشيّة:

"أن نكون معًا في هذه الكنيسة الجميلة التي بُنِيَت لتمجيد اسم الرّبّ القدّوس، فنحتفل بالقدّاس الإلهيّ، ونحن نعاين أيقونة مار يوسف والطّفل يسوع التي تترفع فوق المذبح، وما يلفت نظرنا أنّ مار يوسف مصوَّرٌ فيها وهو يرافق يسوع الطّفل.

نحتاج فعلاً اليوم أن نتأمّل بهذه الأيقونة، إذ أنّ على الآباء والأمّهات أن يرافقوا أولادهم بكلّ حنان ومحبّة وصبر. وهذا هو التّحدّي الكبير لعائلاتنا المسيحيّة في هذا الزّمن، أكانت العائلات المهجَّرة قسرًا من أرض آبائها وأجدادها، كما غالبيّتكم مهجَّرون من قره قوش وبرطلّة وسائر قرى وبلدات سهل نينوى والموصل بشمال العراق. نشارككم هذا التّحدّي الكبير والوقت العصيب الذي تمرّون به هنا في لبنان، وتعرفون وترون وتلاحظون المشكلات الكبيرة التي تحلّ بلبنان، كما حلّت سابقًا ولا تزال في سوريا وفي العراق، فضلاً عن الحرب الدّائرة في الأراضي المقدّسة.

نحن شعب الله المدعوّ إلى القداسة، كما سمعنا من مار بولس، نحن مدعوون كي نكون قدّيسين، ليس فقط بالكلام وبإظهار العلامات والإشارات المسيحيّة، أكان على أيدينا أو صدورنا، لكن علينا أن نعيش دعوتنا إلى القداسة كما تقدَّس مار يوسف الذي كان يعيش البرارة أمام الله وأمام النّاس.

لم نسمع بأيّ كلمة على لسان مار يوسف، وهذا يدلّ على أنّنا لا نتقدّس فقط بالكلام والوعظ والنّصائح. فلنتذكّر أنّ القدّيسين كانوا ودعاء وقضوا حياتهم وهم يتأمّلون بصمت في كلام الله ويعملون بحسب إرادته، ونحن هنا لسنا ببعيدين عن أديرة القدّيسين والقدّيسات في شمال لبنان، فقد كانوا يعيشون دعوتهم من كلّ قلوبهم، مقتنعين أنّهم مدعوون إلى عيش القداسة بالتّأمّل والصّلاة.

نسأل شفاعة مار يوسف، وهو شفيع العائلة المقدسة، من أجل الكنيسة، فمار يوسف كان الشخص الأقرب إلى يسوع ومريم، وهو الذي كان الرّجل البارّ البسيط، كان نجّارًا، ولم يكن يعيش في قصور الملوك. وبإمكاننا أن نسمّيه أبًا للكنيسة بكلّ مراحلها، لاسيّما اليوم في هذه الأزمنة الصّعبة التي نمرّ بها، ليس فقط في بلاد الشّرق، بل في العالم كلّه، فالكنيسة تجابه صعوبات وتحدّيات كبيرة.

نحن معكم، أيّها الأحبّاء، نشارككم المعاناة التي تعيشونها، ونحن نعرفها جيّدًا، ونعرف أنّ أولادكم وشبابكم يعانون الكثير. لكنّكم أنتم، كآباء وأمّهات، تضحّون بكلّ شيء كي توفّروا لهم الحياة الكريمة بالفرح الحقيقيّ مع الرّبّ يسوع أينما كانوا، في غرب العالم أو شرقه أو شماله أو جنوبه. سنظلّ نتابع شهادتنا لإيماننا المسيحيّ ومحبّتنا للرّبّ يسوع، ومحبّتنا وإكرامنا للعذراء مريم ولمار يوسف.

نهنّئكم بهذا العيد، ونطلب من الرّبّ أن يبارككم، وأن يجعل هذا اليوم الجميل السّاطع بشمسه مشعًّا ومضيئًا في قلوبكم ونفوسكم بعطايا الرّوح القدس، كي تتقدّسوا مثل مريم ومار يوسف وجميع القدّيسين والشّهداء".