يونان: على القطيع الصّغير ألّا يخاف لأنّ يسوع معنا
في عظته، قال يونان بحسب إعلام البطريركيّة: "هذا الأحد الّذي هو أحد الموتى المؤمنين، ففي الأحد الماضي سبق وصلّينا من أجل الأحبار والكهنة والشّمامسة الّذين سبقونا إلى دار الخلود، وفي هذا الأحد نخصّص صلاتنا من أجل موتانا، فجميعنا اختبرنا الألم لفراق أعزّاء لنا، علينا أن نصلّي دائمًا من أجلهم، كي يتغمّدهم الرّبّ يسوع بمراحمه، ويمنحهم ميراث الملكوت والسّعادة الأبديّة في السّماء مع الأبرار والصّدّيقين.
سمعنا مار بولس يتأمّل بسرّ الموت، هو الّذي ظهر له يسوع على الطّريق وهو متّجه إلى دمشق، كما يخبرنا سفر أعمال الرّسل، وذلك بعد أن مات يسوع ودُفِنَ في القبر وقام من بين الأموات في اليوم الثّالث. فإذن يحقّ لمار بولس أن يتكلّم عن هذا الطّريق الّذي نسلكه مع الرّبّ يسوع. نعم، علينا أن نتخلّى عن هذا الجسد المادّيّ وعن هذه المدينة الّتي نحن غرباء فيها، كي نتمجّد مع الرّبّ يسوع، هذا هو إيماننا. وبالطّبع ليس سهلًا علينا أن نقبل هذه الحقيقة، لأنّنا نعيش في هذه الضّبابيّة في حياتنا، فكيف نتخلّى عن هذه الحياة الجسديّة؟
إنّ الرّبّ يسوع يوصينا في الإنجيل المقدّس ألّا نخاف، ولو كنّا قطيعًا صغيرًا، ولو كان عددنا قليلًا، فنحن ندرك أنّ التّلاميذ في البداية كانوا قلّةً، وأنّهم انطلقوا يبشّرون بيسوع، ثمّ ازداد عدد المؤمنين. يذكّرنا يسوع أنّه على القطيع الصّغير ألّا يخاف لأنّ يسوع معنا، فهو خلّصنا وسيبقى معنا. ونحن في صلوات القدّاس نعلن: ننتظر مجيئك الثّاني".
وأكّد يونان أنّنا "نتابع هذا القدّاس بالإيمان الرّاسخ بأنّ حياتنا الأرضيّة، ولو اضطُرِرْنا أن نتركها، تتحوّل إلى حياة روحيّة، ونحن نتبع الرّبّ يسوع في مجد السّماء. لا يسعنا إلّا أن نؤمن بقول يسوع بالذّات وإعلانه حين سألَتْه مرتا كيف أنّه بعيدٌ عنهم، لأنّ مرتا وأختها مريم، مع لعازر أخيهما، كانوا أصدقاءً ليسوع، وحين مات لعازر، نجد مرتا تخاطب يسوع قائلةً: لو كنتَ معنا ههنا لَمَا مات أخي، أمّا يسوع فيسألها أن تؤمن به معلنًا: أنا هو القيامة والحياة".
وتضرّع البطريرك يونان "إلى الرّبّ يسوع كي يؤهّلنا أن نتأمّل به، هو القيامة والحياة، لنستطيع أن نتعزّى بفراق أحبّائنا، وأن نصلّي من أجلهم بإيمان ورجاء، وأن نتابع حياتنا بحسب قلب الرّبّ يسوع. إليه نبتهل كي يؤهّلنا وأمواتنا المؤمنين الرّاقدين على رجاء القيامة لنيل الحياة الأبديّة".
وفي نهاية القدّاس، أقام تشمشت (خدمة) الرّاقدين وصلاة الجنّاز راحةً لنفوس جميع الموتى المؤمنين.