العالم
22 أيلول 2025, 10:20

يونان شارك في الهند بذكرى اتّحاد الكنيسة السّريانيّة الملنكاريّة الكاثوليكيّة بكرسيّ روما

تيلي لوميار/ نورسات
واصل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان زيارته الرّسوليّة إلى الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة الملنكاريّة في كيرالا- الهند، حيث كانت له خلال عطلة نهاية الأسبوع سلسلة من النّشاطات.

يونان الّذي تابع يوم الجمعة جولاته، ترأّس عند الظّهيرة، مع كاثوليكوس الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة الملنكاريّة الكاردينال باسيليوس اقليميس، جلسة لسينودس أساقفة الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة الملنكاريّة في الهند، وذلك في دار مطرانيّة أبرشية باثانامثيتّا، بمشاركة مطارنة الكنيسة الملكنكاريّة، وحضور المطارنة: برنابا يوسف حبشش، مار أفرام يوسف عبّا، المونسنيور حبيب مراد والأب كريم كلش.

‎بعد الظّهر، احتفل يونان واقليميس بالقدّاس الإلهيّ بمناسبة عيد اتّحاد الكنيسة السّريانيّة الملنكاريّة الكاثوليكيّة بكرسيّ روما، من بلدة أدور، في أبرشيّة باثانامثيتّا، كيرالا، الهند.

هذا وأقيم حفل استقبال على شرف يونان في دار المطرانيّة، حيث استُقبل وسط ترحيب حار من مطران الأبرشيّة إيريناوس صموئيل، ومن سلفه المطران المتقاعد كريسوستوموس يوحانون، يحيط بهما إكليروس الأبرشيًة.

شارك في الحفل الكاردينال باسيليوس اقليميس وجميع المطارنة آباء السّينودس المقدّس للكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة الملنكاريّة. وشارك أيضًا في الاستقبال جمع كبير من الإكليروس والعلمانيّين العاملين في مختلف أبرشيّات الكنيسة الملنكاريّة في كيرالا.

أمّا السّبت فاحتفل يونان واقليميس بقدّاس ذكرى اتّحاد الكنيسة السّريانيّة الملنكارية بكرسيّ روما، على مدرج كبير نُصِبَ في ساحة مدرسة جميع القدّيسين الرّسميّة، في مدينة أدور– أبرشية باثانامثيتّا، 

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى الكاثوليكوس باسيليوس اقليميس موعظة روحيّة أعرب فيها عن "عميق الامتنان" ليونان على مشاعره، واستذكر "العلاقات الأخويّة والرّسوليّة الوطيدة الّتي تجمع بين الكنيستين الشّقيقتين"

ورفع "الصّلاة من أجل الكنائس في الشّرق الأوسط، وبخاصّة الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة والكنيسة السّريانيّة المارونية"، مؤكّدًا "نحن جميعنا كنائس ذات تقليد سريانيّ عريق، وأعضاء في عائلة الكنائس السّريانيّة. رجاءً، فلنصلَّ جميعنا من أجل المطارنة والكهنة والمؤمنين في الكنيسة بأسرها في كلّ مكان، كي يتابعوا نشر رسالة بشرى الإيمان السّارّة حيث دعاهم الرّبّ".

وقبل البركة الختاميّة، أهدى يونان صليب يد بطريركيًّا مذهَّبًا، عربون محبّة وتقدير وإكرام. أمّا البطريرك يونان فقدّم للكاثوليكوس أيقونة سيّدة النّجاة كهديّة تذكاريّة.

وبعد القدّاس، شارك يونان في الإحتفال المركزيّ الّذي أقيم بهذه المناسبة، ووجّه كلمة إلى الحاضرين أعرب في مستهلّها عمّا يجيش في قلبه من مشاعر في هذه المناسبة المبارَكة، فقال بحسب إعلام البطريركيّة: "لا نستطيع أن نصف ما عشناه واختبرناه من فرح وفخر خلال مشاركتنا في هذا الاحتفال الرّائع للقدّاس الإلهيّ بمناسبة الذّكرى السّنويّة التّسعين لاتّحاد كنيستنا الشّقيقة السّريانيّة الملنكاريّة مع كرسي روما. فمنذ مئة سنة، كان بطريركنا الأنطاكيّ المثلَّث الرّحمات مار إغناطيوس أفرام الثّاني رحماني هو المحرِّك والدّاعم للقاء رجل الله مار إيفانيوس واتّحاده بالكرسيّ الرّومانيّ، وهو الّذي نأمل أن يتمّ إعلان تطويبه قريبًا بمعونة الرّبّ. وسنكون سعداء جدًّا أن نشارككم تلك المناسبة المفرِحة، مناسبة البركة والفرح والاعتزاز بالكنيسة السّريانيّة الملنكاريّة العزيزة".

وقدّم "التّهنئة الأخويّة القلبيّة إلى غبطة الكاثوليكوس مار باسيليوس اقليميس الّذي يحتفل هذا العام باليوبيل الفضّيّ لرسامته الأسقفيّة، مع أطيب التّمنّيات لغبطته بحياة مديدة حافلة بالرّعاية الصّالحة والأعمال الجبّارة والإنجازات الكثيرة الّتي لطالما أغنى بها الكنيسة على مختلف الأصعدة. نسأل الله أن يمتّعه بالصّحّة والعافية ويديمه لسنوات كثيرة".

ونوّه بأنّ "الرّبّ يسوع أوصى تلاميذه أن يكونوا واحدًا بالمحبّة، لأنّ العالم سيعرف أتباع يسوع فقط حين يحبّون بعضهم بعضًا، إذ لا يمكننا أن نتصوَّر حياتنا كمسيحيّين إن كنّا لا نحبّ بعضنا بعضًا. وبما أنّنا تكلّمنا عن بطريركيّة أنطاكية، فإنّ أتباع يسوع عُرِفوا أوّلًا أنّهم تلاميذ يسوع وأنّهم مسيحيّون لأنّهم كانوا يحبّون بعضهم بعضًا. لذا، فالمحبّة هي علامة كلّ مسيحيّ مهما كانت وظيفته ومكانته، إكليريكيًّا أو مكرَّسًا أو علمانيًّا في المجتمع، فجميعنا مدعوّون للشّهادة للرّبّ يسوع بِحُبِّ بعضنا بعضًا".

ولفت إلى أنّنا "نفرح، مع الوفد الّذي يرافقنا، أن نشارك معكم فرحة استذكار مؤسِّس كنيستكم العزيزة. الموارنة الأنطاكيّون الموجودون بغالبيّتهم في لبنان وسوريا أيضًا هم من أتباع بطريركيّة أنطاكية، وهم جميعهم يتشاركون معكم ومعنا هذا التّراث العريق والغنيّ للتّقليد واللّيتورجية السّريانيّة للكنائس ذات التّراث السّريانيّ. ونحن نسعى لجمع الكنائس السّريانيّة، سواء الشّرقيّة والغربيّة، كي نوحّد عملنا معًا لإبقاء تراثنا السّريانيّ حيًّا. ومن هذا المنطلق، شاركنا أوّل أمس فرحة يوبيل الذّكرى الأربعين لتأسيس معهد مار أفرام للدّراسات المسكونيّة SEERI".

وأكّد على أنّنا "لا نستطيع أن نعبّر عن الشّكر والامتنان كما السّرور والاعتزاز أن نكون بينكم، ونسألكم أن تذكرونا على الدّوام في صلواتكم، لأنّ المسيحيّين في الشّرق الأوسط، لاسيّما في العراق وسوريا ولبنان والأراضي المقدّسة، يجابهون الصعّوبات الجمّة في إقناع شبيبتنا كي يبقوا في ديارهم، متجذّرين في أرض آبائهم وأجدادهم. فنحن السّكّان الأصليّين لتلك الأرض، ولكن نقولها بكلّ حزن، بأنّنا قاسينا ونقاسي الكثير من التّحدّيات والاضطهادات، وبخاصّة تجاهُل العالم، ولاسيّما تلك البلاد الّتي من المفترَض أن تساعدنا لمتابعة شهادتنا وحضورنا في أرضنا في الشّرق".

وإختتم كلمته بالقول: "نسألكم أن تستمرّوا بالصّلاة من أجلنا، وأن تدعموا مطالبتنا بالدّفاع عن حقوقنا، كي نحافظ على الحضور المسيحيّ في تلك المنطقة، لنستطيع جميعنا أن نشهد للرّبّ بالمحبّة والسّلام. نجدِّد شكرنا الجزيل من أعماق القلب، ونتمنّى أن نراكم مجدَّدًا في مناسبات قادمة، وبشكل خاصّ في إعلان تطويب رجل الله مار إيفانيوس، بإذن الله. شكرًا جزيلًا".

وألقى الكاثوليكوس مار باسيليوس اقليميس كلمة بهذه المناسبة، استهلّها بحمد اسم الرّبّ يسوع وشكره على عطاياه، معبِّرًا عن أنّنا "مأخوذون كثيرًا بشعور بالتّأثّر والاهتمام للمشاعر العميقة الّتي وجِّهَت إلينا في هذا وقت النّعمة المميَّز الّذي فيه ننال مواهب الرّوح القدس، في حين تحتاج الكنيسة إلى المزيد من التّمييز لِما يريده الرّوح القدس منها لمتابعة شهادتها للرّبّ في ظلّ التّحدّيات الرّاهنة والمتغيّرات الكثيرة الّتي يشهدها عالمنا اليوم".

وأردف قائلًا: "إنّ سنة احتفالي بيوبيلي الأسقفيّ الفضّيّ تعني لي الكثير، فهي تشدّد عزيمتي في خدمتي الأسقفيّة، وتعزِّز وعدي بتقديم 25 بيتًا جديدًا للمحتاجين والفقراء. إنّها مناسبة للعرفان بالجميل والشّكر للرّبّ، فرقم 25 له رمزيّة في الكنيسة والمجتمع. رسالة الكنيسة تقوم على نشر كلمة الرّبّ وخدمة الأكثر حاجة، أسال الله أن يؤهّلني كي أتابع خدمتي وأكون راعيًا صالحًا بحسب قلبه القدّوس".

وتوجّه بالشّكر الجزيل إلى "سيّدنا صاحب الغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان على حضوره ومباركته لنا في هذه المناسبة، ممّا أضفى عليها هالة من الأصالة والعراقة، فضلًا عن قدسيّة اللّحظة الّتي تجمعنا ككنيسة سريانيّة واحدة. نسأل الرّبذ أن يديمه ويحفظه راعيًا صالحًا للكنيسة، وأن يمتّعه بالصّحّة والعافية. كما نشكر مع غبطته صاحبَي السّيادة والخوارنة والكهنة والرّاهبات الّذين يرافقونه لمشاركتنا هذا الإحتفال، ونتمنّى لهم إقامة طيّبة في كيرالا".

وشكر "سيادةَ أخينا المطران مار قوريلّوس توماس مطران أبرشيّة تيروفالا وأمين سرّ سينودس كنيستنا السّريانيّة الملنكاريّة، والّذي نسّق ونظّم اجتماعنا هذا، ونشكر الأساقفة والخوارنة والكهنة والمسؤولين المدنيّين والمؤمنين الحاضرين معنا اليوم، بارككم الرّبّ جميعًا".

وألقى رئيس وزراء حكومة كيرالا Pinarayi Vijayan كلمة أشاد فيها بالحضور العريق والمميَّز للكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة الملنكاريّة في الهند عامّةً، وفي ولاية كيرالا بصورة خاصّة، مثمّنًا الجهود الّتي يبذلها اقليميس وسائر الأساقفة والكهنة في رعاية شؤون المؤمنين، مثنيًا على الازدهار الملموس الّذي تعيشه هذه الكنيسة بحياتها الرّوحيّة ومؤسّساتها وأبنائها، ومهنّئًا إيّاها بهذه المناسبة المباركة.

كما ألقِيَت كلمات من مسؤولين مدنيّين وأساقفة وكهنة، شدّدت على أهمّيّة هذا الاحتفال.

أمّا الأحد صباحًا، فاحتفل البطريرك يونان بالقدّاس الإلهيّ بمناسبة الأحد الأوّل بعد عيد الصّليب، في كاتدرائيّة القديس مار يوحنّا الحبيب، في مدينة تيروفالا.