يونان: سنبقى شعب الرّجاء مهما ازدادت الصّعوبات والتّحدّيات
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى يونان عظة قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة:
"هذا الأحد الثّاني من زمن الصّوم الكبير، وفي آحاد الصّوم تذكِّرنا كنيستنا السّريانيّة ببعض الأعاجيب الّتي صنعها الرّبّ يسوع، كي نتيقّن أنّه قادر أن يصنع معنا أيضًا العجائب والمعجزات، على غرار هذا الرّجل المصاب بالبرص. فنجده يتوسّل إلى يسوع بقوله: يا سيّد إن شئتَ أنتَ قادر أن تطهِّرني. ويجيبه يسوع: لقد شئتُ فاطهُر. كلمتان تفوّه بهما يسوع ويبيّن فيهما مؤكِّدًا على حنوِّه وتحنُّنِه على هذا الشّخص المريض والمنبوذ من مجتمعه، ونحن نعلم أنّ البرَص كان في الماضي مرضًا مكروهًا جدًّا، حيث كان يتمّ عزْل المصابين به عن المجتمع.
الرّبّ يسوع قام بشفاء الأبرص، فانطلق هذا الأخير كي يعلن هذا العمل الجبَّار الّذي تمّمه الرّبّ له، لكنَّ يسوع يوصيه ألّا يخبر أحدًا، بل أن يبقى صامتًا. وهنا نتذكّر أنّه في صومنا، علينا ألّا نظهر للعالم أنّنا صائمون، بل بيننا وبين أبينا السّماويّ، هذه العلاقة البنويّة الحارّة بالصّمت والصّلاة والصّوم، وهكذا نقدِّس نفوسنا"، متأمّلًا "الإيمان العميق لهذا الأبرص وتسليمه الكلّيّ لذاته بين يدَي الرّبّ يسوع، وبحسب مشيئته المقدّسة، فهو الإله القادر على كلّ شيء، وهو مانح التّطهير والشّفاء".
وأضاف يونان: "إحتفلنا البارحة في السّبت الأوّل من زمن الصّوم الكبير بعيد مار أفرام السّريانيّ في كاتدرائيّة مار جرجس التّاريخيّة في الخندق الغميق– الباشورة، بيروت، بعد أن أنجزنا ترميمها بمعونة الله، فأضحت كاتدرائيّة نفتخر بها، وكثيرون من أبنائنا وبناتنا يتذكّرونها حين كانوا يصلّون فيها، إلى أن حدثت الحرب المشؤومة في السّبعينات من القرن الماضي، حيث تهدَّمت بشكل كامل.
اليوم أيضًا في مونتريال، وبعد القدّاس الّذي سيحتفل به سيادة أخينا المطران مار فولوس أنطوان ناصيف مطراننا في كندا، سيتمّ تكريم الأب إيلي يشوع من قِبَل نائبة في البرلمان، حيث ستقدّم له ميداليّة الملك شارل الثّالث. والأب يشوع في الأصل من رعيّة سيّدة البشارة في بيروت، ويخدم في كندا منذ عشرين سنة، وحين كنّا نخدم هناك جاء إلينا كشمّاس ودرس، ثمّ رُسِمَ كاهنًا منذ عشر سنوات. ويأتي هذا التّكريم اعترافًا بفضل هذا الأب وجهوده الجبّارة في جمع النّاس وخدمتهم بكلّ تجرُّد، ككاهن صالح حسب قلب الرّبّ يسوع، الرّاعي الصّالح. نحن نفتخر بهذا التّكريم بهذه الطّريقة العلنيّة أمام الشّعب الّذي يخدمه في كاتدرائيّة مار أفرام الّتي اشتريناها قبل عشرين سنةً حين كنّا مطرانًا للولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا، ونشكر الله أصبح لنا وجود جيّد هناك، بجهود مقدَّرة يبذلها في الخدمة سيادة المطران أنطوان ناصيف ومعه الأب إيلي يشوع".
وإختتم عظته مؤكّدًا أنّنا "سنبقى شعب الرّجاء مهما ازدادت الصّعوبات والتّحدّيات، وسنظلّ ممتلئين بهذا الرّجاء، لأنّ الرّبّ يسوع لا يخيِّب الّذين يثقون به ويصلّون ويعيشون دعوتهم المسيحيّة كما يطلب هو منهم. نسأله ونضرع إليه كي يحفظنا ويحمي عائلاتنا وأوطاننا، ولاسيّما سوريا الّتي تعاني وتتألّم في هذه الأيّام الأخيرة".