أوروبا
30 أيار 2023, 06:30

يونان زار إرساليّة العائلة المقدّسة في ليون للمرّة الأولى وحجّ إلى بلدة خوري آرس

تيلي لوميار/ نورسات
للمرّة الأولى، حطّ بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان رحاله مساء الأحد في مدينة ليون الفرنسيّة، في زيارة راعويّة لإرساليّة العائلة المقدّسة، فاحتفل للمناسبة بقدّاس أحد العنصرة على مذبح كنيسة مار بولس، عاونه فيه القيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، وكاهن إرساليّة العائلة المقدّسة في ليون الأب مجيد عطالله، بحضور ومشاركة كاهن الإرساليّة المارونية في ليون الأب جوزف عيد، وكاهن الإرساليّة الأرمنيّة الكاثوليكيّة في ليون الأب جورج.

في عظته، عبّر يونان للمؤمنين، الّذي أتوا كبارًا وشبابًا وصغارًا إلى الكنيسة للصّلاة ونيل البركة الأبويّة، عن فرحه بهذه الزّيارة، قائلاً: "طبعًا في السّابق زاركم أصحاب السّيادة الأساقفة، ولاسيّما سيادة أخينا الحبر الجليل مار يوحنّا بطرس موشي الّذي تعرفونه جيّدًا وتقدّرونه وتحبّون أن تستمعوا إليه وتستمتعوا بصوته العذب. أمّا بالنّسبة لنا، فهذه هي المرّة الأولى الّتي نزوركم في ليون، مع أنّنا زرنا مدنًا وأماكن كثيرة في فرنسا من الشّمال إلى الجنوب والشّرق فالغرب، وكنّا نسمع دائمًا عنكم أنّكم، بالرّغم من المآسي الّتي عشتموها في بلادكم الأمّ في الشّرق، بقيتم أوفياء وأمناء للرّبّ يسوع وللكنيسة ولتراثكم السّريانيّ العريق الّذي هو موضع فخرنا بين الكنائس كافّةً شرقًا وغربًا.

نفرح خاصّةً لرؤية جيل الشّباب بينكم بعدد كبير في الكنيسة، وهو ما نحبّه ونثمّنه جدًّا، ولو أنّها المرّة الأولى الّتي نأتي فيها لنلتقي بكم ونصلّي معكم، لكنّنا نتابع بفرح واعتزاز أخباركم الطّيّبة.

إنّها نعمة كبيرة أن نكون في فرنسا، هذا البلد الّذي يستقبلنا ويحترمنا كأفراد وكجماعات، ويؤمّن لنا الحرّيّة، وبشكل خاصّ الدّينيّة، حتّى نستطيع أن نتابع حياتنا ونشهد للرّبّ. نشكره تعالى لأنّه أعطاكم هنا في ليون كاهنًا شابًّا مليئًا بالغيرة الكنسيّة والتّفاني وبروح الرّبّ يسوع كي يخدمكم. كلّ إرساليّة في البداية صعبة، لقد قضينا ٢٢ سنة في كنيسة الانتشار، إذ خدمنا في الولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا ككاهن لعشر سنوات وكمطران لاثنتي عشرة سنة، ونحن ندرك ما هي التّضحيات الّتي يقوم بها الكاهن الأمين للرّبّ وللكنيسة، والّذي يبحث عن الرّعيّة ويتعرّف عليها بعطاء وبذل الذّات ويحبّها ويرافقها في مسيرتها نحو الرّبّ يسوع. وهذا ليس سهلاً أبدًا، فلا يمكن الاستمرار في خدمتنا ما لم نتّكل على الرّبّ ومعونة الرّوح القدس، لذلك نشكر الأب مجيد عطالله الّذي قَبِلَ أن يخدم هذه الجماعة المؤمنة الرّائعة بروح الرّبّ وبالمحبّة لكنيسته".

ولفت يونان إلى أنّه "على الشّباب أن يعرفوا أنّنا نحتاج إلى نعمة ربّنا كي نستطيع مواجهة الصّعوبات والتّحدّيات الّتي نجابهها في هذا المجتمع العلمانيّ، وهو مجتمع مدنيّ يفصل الدّين عن الدّولة. صحيح يجب أن يكون هناك تمييز ولا يجب إدخال الدّين في أمور المجتمع، لكن لا يمكن فصل الدّين عن المؤمنين. نطلب من المؤمنين أن يعيشوا إيمانهم بكلّ محبّة وباحترام للآخرين، ويعلنوا إنجيل الرّبّ يسوع الّذي هو إنجيل المحبّة والفرح والسّلام. لذا نشكر فرنسا لأنّها أعطتنا المجال وبكلّ كرم كي نكمل مسيرتنا بعيش إيماننا ودعوتنا باتّباع الرّبّ يسوع.

إنّنا نحتاج إلى روح الرّبّ يسوع، ونبتهل ونركع جاثين وضارعين إليه كي يرسل إلينا الرّوح القدس الّذي يعزّينا في شدائدنا، ويقوّينا في إيماننا، ويعلّمنا الحقّ، فنكون دائمًا رسل الحقّ بالمحبّة".

وإختتم عظته مبتهلاً "بكلّ تقوى إلى الرّبّ يسوع أن يملأكم حكمةً وقوّةً روحيّةً، ويجعلكم أمناء له، حتّى تكونوا شهود الإنجيل الحقيقيّين، وتعلنوا يسوع بالرّوح والحقّ".

وألقى الأب عطالله كلمة عبّر فيها عن فرح أبناء الإرساليّة بهذه الزّيارة الأبويّة، سائلاً الرّبّ أن يمتّع البطريرك يونان بالصّحّة والعافية. والعمر المديد. وقدّم له أيقونة العائلة المقدّس وصليب صدرعربون محبّة بنويّة وشكر ووفاء.

بعد البركة، التقى يونان بأبنائه المؤمنين في جو من البهجة والفرح.

هذا والتقى يونان رئيس أساقفة أبرشيّة ليون اللّاتينيّة  Olivier de Germayفي مقرّ المطرانيّة، يرافقه مراد وعطالله، بحضور النّائب العامّ لأبرشيّة ليون المونسنيور ماثيو وبعض الكهنة.

خلال اللّقاء، تطرّق الطّرفان إلى الأوضاع في بلاد الغرب، وتحدّيات البشارة والإيمان، بخاصّة في فرنسا، فضلاً عن المسيرة الإعداديّة لسينودس الأساقفة الرّومانيّ. وتحدّث يونان عن الدّور الّذي تؤدّيه الكنيسة في الشّرق للوقوف إلى جانب المؤمنين في هذه الظّروف العصيبة.

أمّا الإثنين، فاحتفل يونان بالقدّاس الإلهيّ في كابيلا قبر القدّيس جان ماري فيانّي، خوري آرس، في بلدة آرس- فرنسا، وقدّم الصّلاة على نيّة أساقفة الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة وكهنتها في كلّ مكان، طالبًا شفاعة هذا القدّيس الّذي "كان بسيطًا ومتواضعًا وغير مجتهد في دروسه، حتّى أنّ أحد الكهنة توسّط من أجله كي يكمل دروسه الإكليريكيّة ويرسمه المطران كاهنًا"، إلّا أنّه "كان مملوءًا من محبّة الله، ومن الإيمان والتّقوى، حتّى أنّ كثيرين كانوا يأتون إليه من مختلف المناطق الفرنسيّة، ويعترفون عنده ويقوم بإرشادهم. وهكذا اشتهر في هذه البلدة الصّغيرة، وأضحى قدّيسًا وشفيعًا للكهنة".

ثمّ زار ضريح خوري آرس ومنزله، حيث صلّى من أجل الأساقفة والكهنة المؤمنين في كلّ العالم، كما من أجل السّلام ولاأفمان والطّمأنينة والاستقرار.