يونان رسم المونسنيور حبيب مراد خوراسقفًا
وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، بعنوان "تقوَّ بالنّعمة بربّنا يسوع المسيح"، لفت إلى أنّ كلام مار بولس هذا هو "موجَّهٌ لكلّ واحدٍ منّا، وبشكل خاصّ للّذين تكرّسوا لخدمة الرّبّ والشّهادة له بين إخوتهم وأخواتهم. هذه الدّعوة هي نعمة يهبها الله لنا بالرّبّ يسوع المسيح، حتّى نستطيع أن نكون تلاميذه الحقيقيّين الّذين يقدّمون نفسهم ويضحّون ويبذلون كلّ ما يستطيعون حسب دعوة الرّبّ، من أجل الشّهادة للرّبّ يسوع معلّمهم، وللكنيسة المقدسّة".
وأشار- بحسب إعلام البطريركيّة- إلى أنّه "في صلواتنا وأناشيدنا السّريانيّة، نرتّل دائمًا في كلّ سيامة: «ܛܽܘܒܰܝܗܽܘܢܠܥܰܒܕ̈ܶܐܛܳܒ̈ܶܐܡܳܐܕܳܐܬܶܐܡܳܪܗܽܘܢ܆ܘܡܶܫܟܰܚܠܗܽܘܢܟܰܕܥܺܝܪ̈ܺܝܢܘܰܒܟܰܪܡܶܗܦܳܠܚܺܝܢ... ܡܶܢܨܰܦܪܳܐܠܪܰܡܫܳܐ»،وترجمتها: "طوبى للعبيد الصّالحين الّذين حين يأتي سيّدهم يجدهم يقظين وعاملين في كرمه... من الصّباح حتّى المساء". نعم، المطلوب منّا أن نجهد لبذل كلّ ما نستطيع من أجل البشارة. وأنتم تعرفون أبونا حبيب الّذي كنّا نحن دائمًا نسمّيه "الملفونو ܡܰܠܦܳܢܳܐ"،أيّ "المعلّم"، لا يجتهد من الصّباح إلى المساء فقط، لكن أيضًا حتّى طوال اللّيل. وكنّا دائمًا نقول له: يا أبونا، على مهلك، شْوَي شْوَي، ارتَح، ولم يكن يقبل أبدًا أن يقطع أعماله وخدمته وأشغاله المتنوّعة".
ونوّه بأنّه "ليس هناك طلب طلبتُه من الأب حبيب أو خدمة كي يقوم بها، إلّا ولبّى، إلّا وقال: أنا مستعدّ، سأفعل كلّ جهدي كي أقوم بهذه الخدمة. وإخوته، أكانوا كهنة أو أساقفة، والبعض منهم وللأسف لا يعرفون أن يركّبوا جملة حتّى باللّغة العربيّة، يطلبون منه المساعدة دائمًا، وكان يلبّي على الدّوام طلبهم ويساعدهم، وذلك بالرّغم من كلّ أتعابه وكلّ التزاماته. وبالإمكان هنا، في هذا المثال، أن يُطبَّق قول الرّبّ يسوع: ليس هناك نبيّ مكرَّم في موطنه وبين أهل بيته. ولكن، مع ذلك، فهو يفهم أنّه كرّس ذاته، ليس كي يرضي البشر، إنّما كرّس ذاته كي يرضي ربّه، وكي يقوم بكلّ المطلوب منه، بل وأكثر".
وشدّد على أنّنا "نحن اليوم، وأنتم ترون كنيستنا السّريانيّة موحَّدة، وهذا بفضل قداسة أخينا البطريرك مار اغناطيوس أفرام، أطال الله بعمره وأعطاه الصّحّة، وأصحاب النّيافة. نحن كنيسة سريانيّة واحدة، نعم، نحن كنيسة شرقيّة، لدينا طقوسنا وقوانيننا وتقاليدنا، وخاصّةً لدينا روحانيّتنا الشّرقيّة الّتي نتمسّك بها، رغم كلّ الصّعوبات والتّحدّيات في هذه الأيّام".
ووجّه يونان الشّكر الجزيل إلى "قداسته وأصحاب النّيافة لمشاركتهم معنا بهذه الفرحة، وهذا دليل على محبّتهم وقربهم الأخويّ والوحدة المسيحيّة، وحدة كنائسنا السّريانيّة. ونرى أيضًا، إلى جانب أصحاب النّيافة من الكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة الشّقيقة، صاحب السّيادة المطران بولس عبدالسّاتر، يشاركنا ويمثّل الكنيسة الشّقيقة السّريانيّة المارونيّة، مع الآباء الخوارنة والكهنة الموجودين معنا. كما نشكر سيادة المطران كريكور روبير باديشاه ممثِّل الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة الشّقيقة، ونتذكّر دائمًا أنّنا جميعنا واحد في المسيح".
وإختتم عظته سائلًا "الرّبّ أن يبارك الخوري الجديد، طبيعيّ هو أبونا، الخوراسقفيّة هي درجة تحثّه كي يعمل أكثر وأكثر، ولو أنّنا لا يريده أن يزيدها في العمل. نطلب من الرّبّ أن يباركه بخدماته، ويعطيه الصّحّة والعافية، فيتطلّع إلى الرّبّ يسوع مثاله في التّفاني والخدمة، رغم كلّ ما يعترض سبيله من صعوبات وتحدّيات، لأنّنا كلّنا، مهما عملنا، فنحن عبيد بطّالون، والرّبّ هو الّذي يكمّل عملنا ويكافئنا، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، الّتي، وبحسب طقسنا السّريانيّ، نكرّس هذا اليوم لتهنئة أمّنا مريم العذراء بولادة المولود الإلهيّ، مخلّصنا".
وكانت بالمناسبة كلمة للخوراسقف الجديد حبيب مراد كلمة بعنوان: "من يحبّني يحفظ كلامي" (يو 14: 23)، جاء فيها: "في غمرة أفراح عيد ميلاد الرّبّ يسوع بالجسد الّتي نعيشها اليوم، ونحن نسير الهوينا خاشعين، نقف أمام مذود بيت لحم ونعاين باري البرايا وخالق الكلّ يحلّ طفلًا وضيعًا ملفوفًا بقمطٍ، هو الّذي يدبّر بإيماء إشارته العلى والعمق، على حدّ تعبير ملفان الكنيسة مار يعقوب السّروجي.
نعم، أحبّائي، في هذا اليوم المبارك، نهرع إلى أمّنا مريم العذراء "المباركة ܡܒܰܪܰܟܬܳܐ"،ونهنّئها بهذا الميلاد الأعجوبيّ الّذي تمّ في ملء الزّمن، وبه نلنا الخلاص. نفرح ونتهلّل ونشكر الرّبّ على هذه العطيَّة العظيمة الّتي منحنا إيّاها، بل هذا الفرح الّذي عمَّ المسكونة بأسرها، والّذي نسعى جاهدين لنشره حولنا، عملًا بقول رسول الأمم بولس: "إفرحوا كلّ حين".
في يوم تهنئة العذراء هذا، نتأمَّل مريم الّتي حملت فرح الميلاد بصمتٍ عجيبٍ، و"تأمَّلت به في قلبها"، وعاشته في حياتها برمّتها، فشكّلت لنا المثال والقدوة بحمل فرح الرّبّ أينما حَلَلْنا. وهذا ما نتعلّمه من الرّعاة أيضًا، هم الّذين لم يأبهوا بما قد يحلّ بالقطيع، بل حملوا فرح ميلاد الرّبّ، وتركوا كلّ شيء ليعاينوا الطّفل الإلهيّ المولود.
هذه الدّعوة المبارَكة، أن نحمل فرح الرّبّ وننشره ونتأمّل كلامه عاملين به في حياتنا، هي إيّاها الدّعوة الّتي يوجّهها إلينا الرّبّ يسوع بقوله "من يحبّني يحفظ كلامي"، بل ويتابع أكثر من ذلك "وأنا أحبّه وإليه نأتي وعنده نتّخذ منزلًا". فيسوع، الّذي "حلّ وسكن بيننا"، يجدّد دعوته الآنيّة لنا، أن نتبعه في درب حياتنا، حاملين فرحه الّذي لا تستطيع كلّ منغّصات العالم أن تنتزعه منّا، إذ هو "فرح لا يُنطَق به ومجيد".
في رتبة السّيامة الخوراسقفيّة، منذ قليل، صلّى غبطة أبينا البطريرك سرًّا متضرّعًا إلى الله:
«ܡܶܬܟܰܫܦܺܝܢܰܢܠܳܟ܆ܡܳܪܝܳܐܐܰܠܳܗܳܐ܆ܣܰܝܰܥܠܥܰܒܕܳܟܗܳܢܳܐܘܗܰܒܠܶܗܛܰܝܒܽܘܬܳܐܘܰܚܦܺܝܛܽܘܬܳܐܘܥܺܝܪܽܘܬܳܐܘܦܳܪܽܘܫܽܘܬܳܐܘܚܰܝܠܳܐܘܡܶܬܡܰܨܝܳܢܽܘܬܳܐ܆ܕܢܶܫܦܰܪܠܳܟܒܬܶܫܡܶܫܬܳܐܗܳܕܶܐܕܶܐܬܓܰܥܠܰܬ݀ܠܶܗ»
وترجمته: "نتضرّع إليك، أيّها الرّبّ الإله، أن تعضد عبدك هذا، وتمنحه النّعمة والحميّة واليقظة والتّميُّز والقوّة والقدرة، كي يرضيك بهذه الخدمة الّتي ائتمنتَه عليها".
ترتسم اليوم أمام ناظريَّ مراحل حياتي منذ الطّفولة حتّى يومنا هذا، فأجد نفسي أسعى جاهدًا، رغم ضعفي ومحدوديَّتي، لأكون تلميذًا يحفظ كلام الرّبّ ويعمل به. وقد صادفتني الكثير من المحطّات المُفرحة، والكثير الكثير من الخيبات والأحزان، لكنّي في هذه كلّها أتّكل على الرّبّ الّذي يعضد ضعفي ويُعينني كي أحيا على الدّوام ما تعهّدته منذ صغري، وما عاهدتُ به الكنيسة يوم رسامتي الكهنوتيّة أمام صاحبَي الغبطة والقداسة، أن ألهج بكلام الرّبّ ليل نهار.
أسأل الله أن يؤهّلني بنعمته كي أتابع خدمتي، وأسخّر ما حباني به من مواهب لتمجيد اسمه القدّوس وخير الكنيسة المقدّسة.
يتوجّه قلبي وفكري، بادئ ذي بدء، بالشّكر للعزّة الإلهيّة، الثّالوث الأقدس، الآب الّذي خلقني بنعمته، والإبن الّذي يرمقني برعايته، والرّوح القدس الّذي يشدّدني ويعزّيني ويوجّهني. ومن بعد الله، إلى أمّنا مريم العذراء، في يوم تهنئتها بالميلاد، طالبًا شفاعتها في كلّ دقائق حياتي.
شكري الجزيل وامتناني العميم وعرفاني اللّامحدود إلى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان، الأب والرّأس والرّاعي لكنيستنا السّريانيّة الكاثوليكيّة، هو الّذي خدم ولا يزال يخدم الكنيسة بعرق الجبين ودم القلب، مكرّسًا ذاته مذ كان فتى يافعًا، فشمّاسًا نجيبًا، وكاهنًا فاضلًا، وأسقفًا هُمامًا، وبطريركًا راعيًا صالحًا، بل خيرَ راعٍ لأخلص رعيّة. أكثر من نصف قرن من الخدمة والعطاء، اختصرتُها يومَ احتفال الكنيسة باليوبيل الكهنوتيّ الذّهبيّ والأسقفيّ الفضّيّ لغبطته، في أيلول 2021، بكلمتين: "إنّه أبي".
سيّدنا، مهما قلنا أو كتبنا أو عبّرنا، نبقى عاجزين وقاصرين عن إيفائكم اليسير من حقّكم، روحيًّا ورعويًّا وإداريًّا وتربويًّا، بل في كلّ ميدان لكم صولات وجولات، حتّى أنّه إن سكتَ هؤلاء لنطقت الحجارة مُخبرةً عن فضلكم، فأنتم بحقّ باعث نهضة كنيستنا في هذا العصر.
أدامكم الرّبّ، وأنا، كابنٍ لكم، نلتُ شرف مرافقتكم، وتعلَّمتُ منكم ولا أزال أتعلّم الكثير الكثير، لا يسعني إلّا أن أتوجّه إليكم بالشّكر الجزيل لكم على محبّتكم الأبويّة وتوجيهكم الحكيم وصبركم عليّ، سائلًا الله أن يمتّعكم بتمام الصّحّة وكمال العافية، ويديمكم راعيًا صالحًا ومدبّرًا حكيمًا، لسنين عديدة.
وإذ أشكركم جزيل الشّكر لإنعامكم عليَّ بهذه الرّتبة المقدّسة بكرمكم الأبويّ، أجدّد العهد أمامكم بالطّاعة الكاملة لكم في كلّ ما تأمرونني وتوجّهونني، ومن خلالكم للكنيسة المقدّسة، كي أبقى خادمًا أمينًا لها ما حييت.
معكم يا سيّدنا، أتوجَّه بمشاعر المحبَّة والإكرام والامتنان، إلى قداسة سيّدنا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثّاني، وأنا أقف بينكما إبنًا محبًّا يتطلّع إليكما كأبوَين راعيَين لكنيستنا السّريانيّة الواحدة.
سيّدنا البطريرك أفرام، لطالما غمرتموني بمحبّتكم الأبويّة، وميّزتموني بنبلكم، وأحطتموني بعناية خاصّة بارَكَتْني، وشكَّلَتْ مبعث فخرٍ واعتزازٍ لي. وما حضوركم اليوم، كما في يوم رسامتي الكهنوتيّة، وتقدّمكم جميع المشاركين في هذه المناسبة سوى دليل ساطع على محبّتكم وتقديركم وتكريمكم لي بما لا أستحقّ.
وها هو القاصي والدّاني يعاين ما قمتم وتقومون به من أعمال جبّارة رفعت شأن الكنيسة منذ اعتلائكم الكرسيّ البطريركيّ عام 2014 حتّى اليوم، حيث أنّ الإنجازات تشهد لفكركم الثّاقب وتدبيركم الحكيم على مختلف الأصعدة، وما تبذلونه، واصلين بياض نهاركم بسواد ليلكم في الخدمة والرّعاية.
أدامكم الرّبّ، ووفّقكم في كلّ ما تقومون به، ومتّعكم بالصّحّة والعمر المديد، لتتابعوا رعايتكم الصّالحة للكنيسة.
وفي هذا المقام، وأنا أقف بين صاحبَي الغبطة والقداسة، أستحضر أمامي آباءنا السّريان الميامين، وعراقة شعبنا السّريانيّ الواحد، ولغتنا السّريانيّة المقدّسة الواحدة، وتقاليدنا العريقة. ويا حبّذا لو تتمّ الوحدة بين كنيستَيْنا السّريانيتَيْن بجهود آبائنا المغبوطين.
يطيب لي أن أذكر بالشّكر الخالص، صاحب الغبطة والنّيافة الكاردينال مار باسيليوس اقليميس كاثوليكوس الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة الملنكاريّة في الهند، الّذي اتّصل بي اليوم مهنّئًا، وهو يشملني دائمًا بمحبّته، وهو المثال للرّاعي المحبّ والغيور على سريانيّته.
شكري الجزيل إلى أصحاب النّيافة والسّيادة الحاضرين معنا:
صاحب النّيافة مار ثيوفيلوس جورج صليبا، أبي ومعلّمي وصاحب الفضل الكبير عليّ، والرّاعي الصّالح الّذي أسأل الله أن يديم صحَّته ويبارك كلّ ما صنعت يداه.
صاحب النّيافة مار كريسوستوموس ميخائيل شمعون، الرّاعي الطّيِّب والمحبّ والغيور.
صاحب النّيافة مار سويريوس روجيه أخرس، الأخ العزيز وصاحب الفكر السّريانيّ الأصيل.
صاحب النّيافة مار كيرلّس بابي، الأخ الحبيب وصاحب القلب الطّيّب الّذي يرعى ويحتضن.
صاحب السّيادة مار بولس عبد السّاتر، العرّاب، الأخ الكبير والخادم الأمين الّذي لا يساوم على خير الكنيسة، ويرعى أبرشيّته رعاية صالحة.
وصاحب السّيادة مار كريكور روبير باديشاه، الأخ الحبيب والرّاعي الصّالح والمُحِبّ.
وأذكر بصلاتي أصحاب النّيافة والسّيادة الّذين هنّأوني، وأرادوا أن يشاركونا، فمنعَتهم الظّروف والالتزامات المسبقة، وهم:
مار باسيليوس جرجس القسّ موسى، مار غريغوريوس بطرس ملكي، مار برنابا يوسف حبش، مار أفرام يوسف عبّا، مار متياس شارل مراد، مار اسحق جول بطرس، مار اقليميس دانيال كورية، مار يوسف بالي، ومار أوكين القسّ.
أتوجَّه بالشّكر الجزيل من إخوتي الآباء الخوارنة والكهنة والرّهبان والرّاهبات والشمّامسة الحاضرين معنا، والّذين هنّأوني ولم يستطيعوا الحضور، مثمّنًا محبَّتهم ومساندتهم، وطالبًا صلواتهم من أجلي. وأخصّ بالذّكر اللّذين وقفا عرّابَين لي في هذا اليوم، سيّدنا المطران بولس عبد السّاتر وأبونا الخوراسقف مارون كيوان. كما أذكر الأباتي حنّا ياكو، والأب يوسف درغام، والأب طارق خيّاط من كنيستنا. وأشكر بشكل خاصّ الخوري الياس جرجس لتعبه معي منذ الطّفولة في تعليمي اللّغة السّريانيّة، والأخ العزيز الأب كريم كلش، والّذي نتشارك سويّة المحبَّة وفرح الخدمة.
أشكركم جميعًا، أيّها الحاضرون معنا، فردًا فردًا، من كنيستنا ومن الكنائس الشّقيقة، ومن الأهل والأصدقاء والأحبَّاء، من فعاليّات كنيستنا ورعايانا، ومن مدرستَيْنا، ليسيه المتحف ودير الشّرفة، ومجلس كنائس الشّرق الأوسط، ومراكز التّربية الدّينيّة، والحركات الشّبابيّة. أنتم جميعًا في قلبي، أُثمِّن حضوركم، وأرجو صلاتكم من أجلي، وأدعو لكم بكلّ خير وبركة. كما أشكر جميع الآباء الخوارنة والكهنة والأهل والأصدقاء من خارج لبنان، الّذين هنّأوني، وأتمنَّى لهم دوام الصّحّة والعافية.
أشكر جميع الّذين تعبوا في الإعداد لهذه المناسبة، مع أبونا كريم كلش، ولاسيَّما الأمّ هدى الحلو، والأخت إخلاص شيتو، مع أعضاء جوقة التّرتيل، والإكليريكيّ ماريو مجدي، وجميع العاملين في الصّرح البطريركيّ. وأشكر تلفزيون تيلي لوميار- نورسات الّذي ينقل هذا الإحتفال الرّوحيّ مباشرةً، وأدعو لهم جميعًا بفيض البركات.
في هذه اللّحظات المهيبة، شكري اللّامحدود يتوجّه إلى عائلتي الصّغيرة. أترحَّم عن روح والدي كبريال الّذي ينظر إلينا من السّماء، وأشكر تفاني والدتي عفاف في تربيتنا وتنشئتنا. وأذكر بالمحبّة الكبيرة شقيقي جاد مع زوجته مايا وأولادهما لوتشيانا وأدريانا وكبريال، وشقيقتي ميرا مع زوجها إيلي.
مهما فعلتُ سأبقى مقصّرًا تجاه محبّتكم واحتضانكم. أدعو لكم جميعًا بالصّحّة والعافية وبكلّ عطيّة صالحة، لتبقوا على الدّوام زارعي محبَّة وحنان حيثما حللتم. أحبُّكم حبًّا جمًّا.
ختامًا، أرجو أن تصلّوا من أجلي ليعينني الرّبّ في متابعة مسيرة خدمتي وفق ما يرتضيه، فأكون إناءً مختارًا لخدمته، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، وقدّيسينا مار اغناطيوس الأنطاكيّ، ومار حبيب الشّهيد، وببركة صاحبَي الغبطة والقداسة، وصلوات أصحاب النّيافة والسّيادة، والآباء، وجميعكم، وبارخمور."
وبعدما منح البطريركان يونان وأفرام الثّاني البركة الختاميّة، انتقل الجميع إلى قاعة البطريركيّة حيث تقبّل الخوراسقف الجديد حبيب مراد التّهاني.
