لبنان
20 كانون الثاني 2023, 08:50

يونان رسم الأب الرّاهب يعقوب مراد خوراسقفًا استعدادًا لرسامته الأسقفيّة

تيلي لوميار/ نورسات
رسم بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان مساءً خلال قدّاس إلهيّ احتفل به في كنيسة مار إغناطيوس الأنطاكيّ- بيروت، الأب الرّاهب يعقوب مراد، المنتخَب مطرانًا رئيس أساقفةٍ لأبرشيّة حمص وحماه والنّبك وتوابعها، خوراسقفًا وذلك استعدادًا لرسامته الأسقفيّة في الثّالث من شهر آذار/ مارس المقبل.

شارك في القدّاس والرّسامة لفيف من الأساقفة والآباء الخوارنة والكهنة من الدّائرة البطريركيّة ومن أبرشيّة حمص وحماه والنّبك، ومن رهبان دير مار موسى الحبشيّ في النّبك، والرّاهبات الأفراميّات.

بعد الإنجيل المقدّس، وفي عظته الّتي ألقاها بعنوان "إن كنتم تحبّونني تحفظون وصاياي"، أعرب يونان عن فرحه بالاحتفال بالذّبيحة الإلهيّة، متوقّفًا عند الخوراسقفيّة قائلاً: "خوراسقف كلمتان تذكّراننا بالأساقفة الّذين كانوا يساعدون المطران الأصيل المعيَّن على أبرشيّة في توزيع الأسرار وزيارة الرّعايا في الأرياف. وقد حافظت كنيستنا السّريانيّة على هذه الدّرجة كي نؤكّد أنّنا سنبقى أمناء لتراثنا السّريانيّ العريق والغنيّ".

وتأمّل بعبارة "إن حفظتم وصاياي"، مشيرًا إلى أنّ "هذا التّعبير لمار يوحنّا هو شرط أساسيّ للّذي يحبّ الرّبّ يسوع. فالمحبّة ليست فقط بالكلام، بل هي بالحقيقة علاقة حميمة بيننا وبين الرّبّ يسوع، تبرهن عنها الأعمال الصالحة".

ولفت إلى أنّ "أبونا يعقوب (جاك) قَبِلَ ترشيح وانتخاب مجمعنا الأسقفيّ له، وتثبيت قداسة البابا فرنسيس لهذا الانتخاب، وقد أعلنّاه رئيس أساقفة لأبرشيّة حمص وحماه والنّبك. وهو يعرف أنّه صحيح أنّ الرّبّ يسوع يدعوه إلى الدّرجة والكرامة الأسقفيّة، لكنّه يدعوه دعوة خاصّة ومحمَّلة بالمسؤوليّات، ونسمّيها دعوة خطيرة اليوم، هي دعوة الأسقف، وجميعنا ندرك مقدار التّحدّيات والصّعوبات الّتي يجابهها الأساقفة اليوم، لاسيّما الأسقف الجديد".

وأضاف: "أبونا يعقوب لا يحتاج أن يزكّيه أحد، فهو، كما نعلم كلّنا، معترف الإيمان، جهاده الحسن والأمين للرّبّ يسوع جعله يتبع الرّبّ على درب الآلام، درب الصّليب، وقد شهد بآلامه لمحبّة الرّبّ يسوع للجميع، حتّى للّذين خطفوه واضطهدوه".

وأكّد على أنّه "من هذه الخبرة الّتي عاشها أبونا يعقوب سيستطيع أن يكتسب النِّعَم الضّروريّة للأسقف اليوم. فيكون الأب للجميع، والأخ للكهنة والرّهبان والرّاهبات، والرّاعي الصّالح لأبرشيّته الممتدّة على مسافات واسعة في سوريا، أبرشيّة حمص وحماه والنّبك. النّعمة هي التي ستكفيه كي يقوم بهذه الرّسالة، رسالة الخدمة الأسقفيّة، قبل أن نقول الكرامة الأسقفيّة، الخدمة على مثال الرّبّ يسوع الّذي قال: تعلَّموا منّي فإنّي وديع ومتواضع القلب".

وإختتم عظته مهنّئًا "الخوراسقف المرتسم الجديد لأنّه استجاب إلى الدّعوة الّتي إليها دعاه الرّبّ من خلال مجمع أساقفتنا. نشكره ونعده أن نرافقه بصلواتنا وأدعيتنا وتضامننا ودعمنا، كي يكون على مثال الرّبّ يسوع، الرّاعي الصّالح المحبّ الوديع والمتواضع القلب، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سلطانة الرّسل، ومار إغناطيوس الأنطاكيّ الشّهير بتعاليمه واستشهاده، كي نستطيع كلّنا أن نكون أمناء للرّبّ يسوع ولكنيسته المقدّسة".

وقبل البركة الختامية، ألقى الخوراسقف الجديد يعقوب مراد كلمة من القلب، شكر في مستهلّها الرّبّ على هذه اللّحظات، والبطريرك يونان "الّذي يعتني ويهتمّ بكنيستنا المُحِبّة للمسيح ويرعاها بأمانة وبحبّ الأب، وهذا ما نحن أحوج إليه اليوم". كما شكر الجميع، من أساقفة وكهنة ومؤمنين، خاصًّا بالذّكر المطران أنطوان بيلوني الّذي منحه السّيامة الكهنوتيّة.

وتوجّه إلى الحاضرين بالقول: "في قلبي حبٌّ كبيرٌ لكلّ واحد منكم، وصداقتنا ومسيرتنا معًا هي نعمة من الرّبّ تجعلنا نتابع معًا بالصّلاة المتبادلة. أطلب منكم أن تصلّوا من أجلي لأنّ المسؤوليّة الملقاة على عاتقي باختيار سينودس كنيستنا الموقّر لي لرعاية أبرشيّة حمص وحماه والنّبك هي مسووليّة غير سهلة، فالرّعاية لا تعني فقط التّدبير في الخدمة الأسقفيّة، إنّما هي مسؤوليّة تجاه الأشخاص، تجاه كلّ تلميذ ليسوع. وهنا، وكما قال لي غبطة أبينا البطريرك، إنّ مهمّة الأسقف ليست فقط رعاية المؤمنين، إنّما أيضًا الاهتمام بالكهنة، وهنا المهمّة ليست بسهلة أبدًا".

وأنهى طالبًا صلاتهم ليتمكّن "من متابعة خدمة هذه الأبرشيّة، كي تزدهر لأجل مجد المسيح، ولأجل السّلام"، مشدّدًا على حاجة الكنيسة ورعاياها وشعبها إلى الشّعور بشيء من السّلام المفقود على صعيد المنطقة سياسيًّا، مؤكّدًا أنّ الكنيسة قادرة روحيًّا على زرع الفرح والسّلام بين النّاس.

بعد القدّاس، تقبّل الخوراسقف الجديد يعقوب مراد التّهاني.