لبنان
16 شباط 2023, 06:00

يونان ترأّس قدّاس اليوم الثّالث من الجمعيّة السّينودسيّة القارّيّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشّرق الأوسط

تيلي لوميار/ نورسات
في اليوم الثّالث للجمعيّة السّينودسيّة القارّيّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشّرق الأوسط، ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان مساءً القدّاس الإلهيّ في كنيسة دار بيت عنيا- حريصا، بمشاركة البطاركة: إبراهيم إسحق، بشارة الرّاعي، يوسف العبسيّ، لويس ساكو وبيير باتيستا بيتسابالا، إضافة إلى الأمين العامّ لسينودس الأساقفة الرّومانيّ الكاردينال ماريو غريتش، ومنسّق الجمعيّة العامّة السّادسة عشرة لسينودس الأساقفة الرّومانيّ الكاردينال جان كلود هولريخ، ولفيف من المطارنة والإكليروس.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك يونان عظة روحيّة بعنوان "عرفاه عند كسر الخبز"، توقّف في مستهلّها عند "شخصيّتين استمعنا إليهما هما من أهمّ الّذين نقلوا إلينا بشارة الخلاص: بولس رسول الأمم من طرسوس، ولوقا الإنجيليّ من أنطاكية- سوريا. هاتان المدينتان قد تعرّضتا منذ أيّام إلى زلزال هو الأضخم في التّاريخ المعاصر"، مشيرًا إلى أنّه قد زار "حلب المنكوبة قبل أيّام، ورافقنا سيادة أخينا مار يوحنّا بطرس موشي، المطران السّابق للموصل- العراق. وعاينّا في وجوه السّاكنين هناك الخوف والقلق، ولكنّنا كم أُعجِبنا وتعزّينا بإيمان مَن التقينا وشهادتهم، وبعيشهم المحبّة الصّادقة والتّضامن الفعليّ بينهم، من أفراد وجماعات، بمختلف طبقاتهم الاجتماعيّة وطوائفهم وأديانهم".

وتأمّل يونان "بالحدث الرّائع الّذي تفرّد لوقا الإنجيليّ بسرده: ظهور الرّبّ يسوع المنبعث من القبر للتّلميذين على طريق عمّاوس، أحدهما مذكور اسمه كليوبا. كانا سائرين يتحادثان ويتجادلان حول ما حصل لمعلّمهما الإلهيّ، اللّذين كانا ينتظرانه مسيحًا جبّارًا يخلّص شعبه من احتلال الغرباء"، لافتًا إلى أنّهما "دون شكّ كانا خائفين وقلقين لأنّهما شعرا بالفشل. وإذا بيسوع المنبعث يأتي إليهما، ويرافقهما في الطّريق، ويشرح لهما سرّ آلامه وموته وقيامته، وعلى المائدة الإفخارستيّة يعرفانه، فينطلقان على الفور عائدين إلى أورشليم، كي يبشّرا إخوتهما بفرح القيامة".

ونوّه إلى أنّ بولس الرّسول يذكّر "بأنّ الرّوح القدس الّذي يرافق الكنيسة ويغمرها بمواهبه المتعدّدة، يجعل من المؤمنين بل يحوّلهم إلى أعضاء حيّة وموَحَّدة في جسد المسيح السّرّيّ. هو الرّوح القدس الّذي يوزّع العطايا الرّوحيّة، كما هو اليوم. يُلهِم ويقوّي ويرافقنا جميعًا، نحن المعمَّدين والمعمَّدات، نحن الإكليروس من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وشمامسة ومكرَّسين ومكرَّسات، للكرازة بالبشرى السّارّة بين إخوتنا وأخواتنا بشجاعة وحقّ وسلام".

ولفت إلى أنّ "نعمة الخلاص ليست حكرًا علينا ولا هي من امتيازاتنا، بل هي لخلاص جميع الّذين يتوقون إلى سماعها. وهي الشّهادة الحقّة والفاعلة الّتي ميّزت الكنيسة على مدى العصور، بالرّغم من الضّعف البشريّ والأخطاء. هذه المواهب ليست للاعتداد الشّخصيّ بالإنجازات العلميّة أو الاجتماعيّة، وليست للتّميُّز على الآخرين أو للمكافأة والكرامة، بل هي للخدمة بالوداعة والتّواضع حسب قلب الرّبّ".

وإختتم عظته بالإشارة إلى أنّه "حسب طقس كنيستنا السّريانيّة، نستعدّ في هذه الأيّام للدّخول في زمن الصّوم الكبير. والأحد القادم نحتفل بعرس قانا الجليل، وهو تذكيرٌ لنا بأنّ هذا الزّمن الطّقسيّ ليس للخوف والعبوس والقلق والإنغلاق على الذّات، بل هو زمن الفرح والرّجاء والانفتاح على الآخرين، لاسيّما الّذين يحتاجون إلى محبّتنا"، متسائلاً: "وكيف لا نعرف الرّبّ الفادي المنبعث من القبر الفارغ، ونحن نتابع الإحتفال بذبيحته الخلاصيّة؟".