أوروبا
19 نيسان 2023, 11:15

يونان ترأّس قدّاسًا إلهيًا في كنيسة الوكالة البطريركيّة السّريانيّة في روما

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان مساءً، بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة مريم العذراء في الوكالة البطريركيّة السّريانيّة في روما، عاونه فيه لفيف من المطارنة بمشاركة عدد من الآباء والكهنة والشّمامسة والرّهبان والرّاهبات وحشد من المؤمنين القادمين من: لبنان وسوريا والعراق وبلدان أوروبيّة عدّة، جاؤوا للمشاركة اليوم في احتفال تكريس نصب مار أفرام في باحة جامعة اللّاتران في روما.

وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، أعرب يونان عن فرحه بالاحتفال بهذا القدّاس حيث "تلتقي كنيستنا بمناسبة تاريخيّة في حياة كنيستنا المعاصرة، في هذه الكنيسة الّتي تجاوزت 100 سنة لاستخدامها كوكالة بطريركيّة لكنيستنا السّريانيّة. ومنذ أكثر من 100 سنة، وتحديدًا عام 1920 أعلن قداسة البابا بنديكتوس الخامس عشر مار أفرام ملفانًا أيّ معلّمًا للكنيسة الجامعة، وكثيرون من الشّرق والغرب ينتعشون روحيًّا عندما يتأمّلون بتعاليمه وكتاباته".

ودعا جميع المشاركين "إلى الصّلاة من أجل أخ لنا في الأسقفيّة، دعاه الله كي يترك هذه الفانية، المثلَّث الرّحمات المطران مار غريغوريوس الياس طبي، رئيس أساقفة أبرشيّة دمشق سابقًا، والّذي توفّي بعد ظهر يوم الأحد الماضي في القامشلي– سوريا. نصلّي من أجل راحة نفسه، كي يمتّعه الرّبّ بالسّعادة الأبديّة في ملكوته السّماويّ صحبةَ الرّعاة الصّالحين والأبرار والصّدّيقين".

ووجّه  الشّكر إلى جميع الحاضرين الّذين جاؤوا للمشاركة بهذه "الفرحة"، قائلاً: "وباسمكم جميعًا نشكر سيادة المطران رامي قبلان الّذي سعى لإقامة احتفال تكريس نصب مار أفرام في باحة جامعة اللّاتران بروما قبل ثلاث سنوات، كما سنرى غدًا. وكنّا نأمل أن نكرّس هذا النّصب في حينه، لكن بسبب الظّروف، ولاسيّما انتشار وباء كورونا، تأخّر الاحتفال حتّى اليوم".

ولفت إلى أنّه "في رسالة مار بولس الثّانية إلى تلميذه تيموثاوس، والّتي تُلِيَت منذ قليل، يطلب رسول الأمم من تلميذه أن يكون قويّ الإيمان، ويجاهد رغم كلّ الصّعوبات والتّحدّيات الّتي يواجهها الرّسول الحقيقيّ الّذي يريد اتّباع الرّبّ يسوع"، مؤكّدًا أنّ "علينا جميعًا أن نكون أقوياء، راسخين في الإيمان، وثابتين في الرّجاء، رغم كلّ ما يحيط بنا من مصاعب وآلام، أكانت سابقًا حيث أُرغِم الكثيرون منكم على الهجرة، أو راهنة اليوم، حيث تحدّيات المجتمع الغربيّ المعروفة".

وتوقّف عند "التّحدّيات الّتي تواجه العائلة في مجتمعاتنا اليوم، فقد تربّينا في عائلاتٍ تعرف الإيمان وتعيشه، مؤلَّفة من رجل وامرأة وأولاد. ورغم كلّ المتاعب والاضطهادات، بقي أهلنا صامدين في إيمانهم، مدركين أنّ الأولاد هديّة وعطيّة من الله".

ونوّه إلى أنّنا "سمعنا الإنجيل المقدّس بحسب القدّيس يوحنّا، هذا الظّهور الرّائع الّذي قام به الرّبّ يسوع لتلاميذه في العلّيّة بعد قيامته من بين الأموات بثمانية أيّام وتوما معهم، إذ أنّ مار توما يبقى مثالاً لنا بإيمانه ومحبّته للرّبّ يسوع"، مشيرًا إلى أنّ "لقيامة يسوع سردٌ مختلفٌ بحسب كلٍّ من الإنجيليّين الأربعة، لكنّهم كلّهم يقرّون أنّ الرّبّ يسوع قام من القبر بقوّته الإلهية. وتبقى القيامة سرًّا علينا أن نقبله ونؤمن به، فمار بولس يؤكّد لنا إن كنّا لا نؤمن بقيامة يسوع، فلا يمكننا أن نؤمن بقيامتنا".

وحثّ الجميع كي "نجدّد إيماننا بقيامة الرّبّ وثقتنا بأحكامه ومحبّتنا له، حتّى نستطيع أن نشهد له في حياتنا رغم كلّ ما يصيبنا من آلام وأوجاع".

وإختتم يونان عظته بالقول: "لقد لبّى قداسة البابا بنديكتوس الخامس عشر طلب ورغبة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني رحماني، بإعلان مار أفرام ملفانًا للكنيسة الجامعة، وكان ذلك سبب فرح لكنيستنا وللكنائس السّريانيّة وللكنيسة الجامعة. نسأل الرّبّ يسوع، بشفاعة مار أفرام السّريانيّ، هذا القدّيس المتواضع الّذي نتغنّى به وننشد أناشيده إلى اليوم، أن يعلّمنا معنى التّكرّس الكامل له والخدمة المتواضعة، طالبين أيضًا شفاعة أمّنا مريم العذراء وجميع القدّيسين".

وكان لمطران رامي قبلان قد ألقى كلمة رحّب فيها بالبطريرك يونان، شاكرًا حضوره وترؤّسه احتفال تكريس نصب مار أفرام، داعيًا له بالصّحّة والعافية والنّجاح في كلّ ما يقوم به في رعاية الكنيسة في هذه الظّروف الصّعبة.

وبعد القدّاس، التقى الجميع حول يونان في لقاء عائليّ طالبين بركته الأبويّة.

وكان يونان قد استقبل ظهرًا، كاثوليكوس الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة الملنكاريّة في الهند باسيليوس اقليميس، في مقرّ الوكالة، والمتواجد في روما تلبية لدعوة يونان للمشاركة في احتفال التّكريس اليوم. وخلال اللّقاء، كان تأكيد على العلاقات الأخويّة المتينة بينهما والرّوابط المميّزة الّتي تجمع الكنيستين.