يونان ترأّس في القدس رتبة تنصيب وتولية النّائب البطريركيّ الجديد على القدس والأراضي المقدّسة والأردنّ
البداية، كانت من كنيسة مار توما الرّسول- القدس، حيث أدّى صلاة الشّكر، بحضور المطران سمعان، وكاهن رعيّة بيت لحم الخوراسقف منصور متّوشا، وكاهن رعيّة عمّان- الأردنّ الأب ثائر عبّا، والشّمامسة، وجمع من المؤمنين من أبناء رعيّة القدس.
مساءً، استقبل يونان في دار النّيابة البطريركيّة في القدس، رئيس أساقفة سبسطية شرفًا المطران عطالله حنّا، موفدًا من بطريرك القدس للرّوم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثّالث.
أمّا السّبت صباحًا فاستقبل بطريرك القدس للّاتين سابقًا ميشال صبّاح، واحتفل مساءً بالقدّاس الإلهيّ لمناسبة عيد مار توما الرّسول ورتبة تولية وتنصيب المطران مار يعقوب أفرام سمعان نائبًا بطريركيًّا على النّيابة البطريركيّة في القدس والأراضي المقدّسة والأردنّ، وذلك في كنيسة مار توما الرّسول للسّريان الكاثوليك- القدس، عاونه فيه رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السّينودس المقدّس المطران أفرام يوسف، ممثّلاً المطارنة آباء السّينودس المقدّس.
وحضر الرّتبة: بطريرك القدس للّاتين بييرباتيستا بيتسابالا، والمطران إيسيخيوس ممثّلاً بطريرك القدس للرّوم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثّالث، والمطران سيفان غاريبيان ممثّلاً بطريرك القدس للأرمن الأرثوذكس نورهان، ومطران الكرسيّ الأورشليميّ للأقباط الأرثوذكس الأنبا أنطونيوس، ورئيس أساقفة حيفا للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران يوسف متّى، وأسقف الكنيسة اللّوثريّة في القدس المطران ابراهيم سني عازر، والمطران بولس ماركوتسو، والمطران جول زريعي، والقائم بأعمال السّفارة البابويّة في الأراضي المقدّسة المونسنيور جورج، والأب الرّبّان شمعون جان ممثّلاً النّائب البطريركيّ في القدس والأراضي المقدّسة والأردنّ للسّريان الأرثوذكس المطران كبريال دحّو، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشّمامسة والرّهبان والرّاهبات، بحضور فعاليّات رسميّة ومدنيّة من القدس وجموع غفيرة من المؤمنين.
خلال الاحتفال، ارتجل البطريرك يونان عظة روحيّة بعنوان "الرّاعي الصّالح يعرف رعيّته ورعيّته تعرفه"، ذكّر فيها بأنّ كنيسته "كنيسة صغيرة، ولكن كنيسة شاهدة وشهيدة في العقود الأخيرة، إن كان في العراق أو في سوريا، ونشارك اليوم الهموم الكثيرة الّتي يعانيها الشّعب اللّبنانيّ. لكنّنا نبقى كنيسة الرّجاء وشعب الرّجاء، ونضع ثقتنا بالرّب الإله الّذي قال لتلاميذه: لا تخافوا أنا معكم."
وأكّد يونان للحاضرين أنّه بالرّغم من عظمة التّحدّيات والصّعوبات، فإنّ المطران الجديد يضع ثقته بالرّبّ يسوع ويسير معه، واضعًا كلّ أمله فيهم، كي يعاونوه حتّى تزدهر هذه النّيابة البطريركيّة بالرّغم من قلّة عددها، وأن تكون مثالاً للمحبّة والعدل والرّجاء".
وأنهى عظته قائلاً: "هذا ما ندعو إليه ونسأل الرّبّ أن يكمّل مقاصد المطران النّائب البطريركيّ الجديد، متذكّرًا دائمًا أنّ عليه، كي يعرف رعيّته وكي تعرفه رعيّته وتحبّه، أن يتمثّل بالمعلّم الإلهيّ ربّنا يسوع المسيح، بشفاعة أمّنا السّماويّة مريم العذراء وجميع القدّيسين والشّهداء."
بعدئذٍ أجلس المطران الجديد على كرسيّ النّيابة البطريركيّة، مناديًا "أكسيوس" أيّ مستحقّ. ثمّ أمسك يونان العكّاز الأبويّ من الأعلى، يليه البطريرك بيتسابالا، والمطران يوسف عبّا، ويد المطران الجديد من أسفل. فرفع يونان يد المطران الجديد وسلّمه العكّاز ليبارك به المؤمنين.
وبعدها ألقى المطران الجديد كلمة تحدّث فيها عن أبرشيّته الجديدة، معربًا عن فرحه بأن تصادف هذه المناسبة مع الذّكرى السّنويّة الخامسة والثّلاثين لتكريس هذه الكنيسة وتدشين دار مار توما والنّيابة البطريركيّة في القدس، في الثّالث من تمّوز عام 1986، ومتأمّلاً بعظمة المسؤوليّة الملقاة على عاتق الأسقف كراعٍ للأبرشيّة، إكليروسًا ومؤمنين.
كما شكر البطريرك يونان على زيارته وترؤُّسه رتبة التّولية، وعلى رعايته الصّالحة للكنيسة في كلًّ مكان، معاهدًا إيّاه بالطّاعة والمحبّة البنويّة، شاكرًا المطارنة والإكليروس والرّسميّين والمؤمنين والضّيوف والأهل وجميع الحضور، وطالبًا منهم أن يصلّوا من أجله كي يوفّقه الرّبّ في خدمته لما فيه خير النّيابة البطريركيّة الجديدة.
وبعد الرّتبة، تابع البطريرك يونان الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ، بعيد مار توما الرّسول، يعاونه المطرانان أفرام سمعان ويوسف عبّا. وبعدها منح البركة الختاميّة، والتقى بالمؤمنين الّذين عبّروا عن فرحهم العارم بهذا اللّقاء وهنّأوا المطران الجديد داعين له بالنّجاح والتّوفيق.
أمّا الأحد فزار البطريرك يونان دير مار مرقس البطريركيّ للسّريان الأرثوذكس- القدس، حيث استقبله الأب الرّبّان شمعون جان ممثّلا النّائب البطريركيّ في القدس والأراضي المقدّسة والأردنّ للسّريان الأرثوذكس مار كبريال دحّو والغائب بداعي السّفر، والأب الربّان بولس خانو، ورئيس وأعضاء لجنة الدّير، وعدد من المؤمنين. فكانت بداية الزّيارة بصلاة شكر، أمّا ختامها فكانت بوقفة صلاة وتأمّل في الموضع تحت كنيسة الدّير، حيث العلّيّة الّتي تناول فيها الرّبّ يسوع العشاء الفصحيّ الأخير مع تلاميذه وغسل أقدامهم، وفيها ظهر لهم يوم القيامة والأبواب مغلقة، وفيها أيضًا حلّ الرّوح القدس على التّلاميذ يوم العنصرة.
وإختتم الزّيارة بالصّلاة أمام أيقونة العذراء مريم الّتي رسمها لوقا الإنجيليّ والموضوعة في كنيسة الدّير، حيث رفع الصّلاة من أجل السّلام والاستقرار في الأراضي المقدّسة ومنطقة الشّرق الأوسط.
هذا وزار البطريرك يونان بطريرك القدس للّاتين بييرباتيستا بيتسابالا الّذي أعرب عن سروره بهذه الزّيارة "إذ أنّه من النّادر أن يأتي بطريرك من خارج الأراضي المقدّسة لزيارة مؤمني كنيسته فيها"، مؤكّدًا اعتزازه بالبطريرك وبأعماله الجليلة وبمواقفه الرّائدة في الدّفاع عن مسيحيّي الشّرق والحضور المسيحيّ فيه في خضمّ التّحدّيات والصّعوبات.
من جهته، شكر بونان البطريرك بيتسابالا على ترحيبه الأخويّ، مؤكّدًا أنّه من واجبه الأبويّ والرّاعويّ أن يتفقّد أبناءه وبناته في كلّ مكان، فكيف إذا كانوا في الأراضي المقدّسة الّتي تقدّست لأنّ الرّبّ يسوع عاش فيها.
وتطرّق يونان إلى لقاء التّأمّل والصّلاة من أجل لبنان، مجدِّدًا التّأكيد على العمل المستمرّ من أجل تأمين خير المؤمنين في كلّ مكان، وبخاصّة من أجل تجذّرهم في أرضهم في الشّرق، تعزيزًا للشّهادة للربّ يسوع المخلّص ولإنجيل المحبّة والفرح والسّلام.
كما تناول البطريركان الأوضاع العامّة في منطقة الشّرق الأوسط، وشؤون الكنيسة الجامعة، والعلاقات المسكونيّة.
وفي نهاية اللّقاء تبادل يونان وبيتسابالا الهداية التّذكاريّة، ودوّن يونان كلمة في السّجلّ الذّهبيّ الخاصّ بالبطريركيّة، أعرب فيها عن فرحه بزيارة الحجّ إلى الأراضي المقدّسة، وبزيارة البطريركيّة بدعوة من البطريرك بيتسابالا الّذي يبقى متّحدًا معه بالرّوح والصّلاة من أجل السّلام والعدالة في الأراضي المقدّسة.