لبنان
16 آب 2022, 12:30

يونان ترأّس عيد انتقال السّيّدة العذراء في دير سيّدة النّجاة- الشّرفة

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، صباح الإثنين، بعيد انتقال السّيّدة العذراء في قدّاس إلهيّ ترأّسه في دير سيّدة النّجاة- الشّرفة، بمشاركة لفيف من المطارنة والإكليروس، وجمع من المؤمنين من رعايا أبرشيّة بيروت البطريركيّة، ووفد قادم من الرّعيّة السّريانيّة في استوكهولم- السّويد.

في عظته، وبحسب إعلام البطريركيّة، تحدّث يونان عن "عيد انتقال أمّنا مريم العذراء بالنّفس والجسد إلى السّماء، وهو أعظم أعياد أمّنا السّماويّة، وعادةً نعيّد للقدّيسين والقدّيسات في ذكرى انتقالهم إلى الرّبّ، ومَن لدينا أعظم من العذراء مريم كي نعيّد لها بانتقالها إلى ابنها الرّبّ يسوع فادينا ومعلّمنا الإلهيّ!".

ولفت إلى أنّه "بحسب التّقليد الشّرقيّ، وخاصّةً في الكنيسة السّريانيّة، قبل أن تنتقل العذراء إلى السّماء، دعا ابنها الرّبّ يسوعُ التّلاميذَ الرّسلَ لكي يودّعوها، حتّى الّذين كانوا بعيدين. هذا التّقليد دليلٌ على أنّ الأمّ السّماويّة هي أمّ الكنيسة، يودّعها التّلاميذ الرّسل وهم لا يبكون، بل هم فرحون لأنّ العذراء تنتقل إلى السّماء".

وأشار إلى أنّنا "كنّا نأمل ونتمنّى اليوم، كما كلّ سنة قبل تفشّي الوباء المخيف، كورونا، أن يشارك عدد أكبر من المؤمنين والمؤمنات مع كهنة الرّعايا في هذا العيد الخاصّ بدير سيّدة النّجاة– الشّرفة، والّذي نحتفل فيه بعيد انتقال أمّنا السّماويّة إلى السّماء، وأنتم اليوم تمثّلون التّلاميذ الّذين أتوا من أماكن بعيدة، وجميعنا ندرك الصّعوبات والتّحدّيات الّتي نجابهها في هذا البلد العزيز، لبنان، من أزمات مخيفة، أمنيّة وسياسيّة، وبشكل خاصّ اقتصاديّة وماليّة، وكلّ ذلك بسبب تقاعُس المسؤولين السّياسيّين عن القيام بالحدّ الأدنى من واجباتهم الوطنيّة تجاه وطنهم وشعبهم الّذي ائتُمِنُوا على خدمته، وتغليبهم مصالحهم الخاصّة على المصلحة الوطنيّة".  

وذكّر بقول "كاتب الرّسالة إلى العبرانيّين إنّ المسيح أتى وشارَكَنا بطبيعتنا البشريّة ما عدا الخطيئة لكي يخلّصنا. هذه الحقيقة الإيمانيّة نردّدها دائمًا: الرّبّ يسوع، كلمة الله الآب السّماويّ، يتنازل إلينا نحن البشر حتّى يرفعنا إليه، وفي نفس الوقت يحتمل الآلام، فيساعدنا ويعيننا كي نحتمل ما يصيبنا من آلام وضيقات في هذا الزّمن، ونحن نعيش التّحدّيات ومصاعب الحياة".

ونوّه إلى أنّ "الإنجيل الّذي سمعناه من لوقا البشير، إنجيل قصير، لكنّه مليء بالمعاني: سيّدة من الجمع، بعدما سمعَت يسوع، هتفَت، وهذا الأمر معروف جيّدًا في بلادنا وعقليتنا السّاميّة، أيّ في شرقنا، حيث تخرج النّساء ويُهلِّلْنَ ويزغرِدْنَ ويُعلِنَّ فرحهُنّ عندما يلتقِينَ بشخصٍ يقدّرْنَهُ. ومَن لدينا أهمّ من الرّبّ يسوع!، فتقوم امرأة وتصيح أمام الجميع قائلة: مباركٌ البطن الّذي حملكَ والثّديين اللّذين رضعتَهُما. إنّه تعبيرٌ ساميٌّ، وإذا راجعْنا هذا الإنجيل، إنجيل لوقا، في اللّغات الأجنبيّة، يصعب على المفسّرين التّعبير عمّا جاهرَت به هذه المرأة الّتي تعلن بكلّ بساطة أمام الرّبّ يسوع أنّ مريم الّتي حملَتْكَ وأرضعَتْكَ هي المباركة. وهذا يظهر جليًّا أيضًا في إنجيل لوقا عندما زارت مريم نسيبتَها أليصابات الّتي قالت لها: مباركةٌ أنتِ بين النّساء ومباركٌ ثمرة بطنكِ يسوع".

وإختتم يونان عظته ضارعًا "إلى الرّبّ يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، أن يؤهّلنا جميعًا كي نحفظ كلام الرّبّ ونثمر ثمارًا صالحةً، فنكون كلّنا شهودًا حقيقيّين للرّبّ يسوع الّذي فدانا، ولأمّنا مريم العذراء الّتي تحمينا على الدّوام".

بعد البركة الختاميّة، انتقل يونان إلى باحة كنيسة الدّير، حيث أقام تشمشت (خدمة) والدة الإله مريم العذراء. ثمّ بارك العنب والثّمار والفواكه، وجرى توزيعها على المؤمنين بحسب العادة المتَّبَعة.