لبنان
05 تشرين الثاني 2018, 10:17

يونان: الكنيسة ثابتة على مدى الدّهور، ولن تستطيع أبواب الجحيم ولا أيّة صعوبات أو تحدّيات أن تقوى وتنتصر عليها

لمناسبة أحد تقديس البيعة، الأحد الأوّل من السّنة الكنسيّة، ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان أمس الأحد القدّاس الإلهيّ في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكيّ، في الكرسيّ البطريركيّ، وأحيى ذكرى شهداء مذبحة كاتدرائيّة سيّدة النّجاة في بغداد.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك عظة دعا فيها المؤمنين "إلى القداسة فرديًّا وجماعيًّا، فنحن كلّنا أعضاء في كنيسة مقدّسة، وعلينا أن نتقدّس". وتحدّث يونان عن العهد القديم "الذي يحدّثنا عن شعب خاصّ معيّن اختاره الله كي يأتي منه المخلّص"، وعن العهد الجديد "الذي يُنهي دور هذا الشّعب الخاصّ بتأسيس الكنيسة التي هي شعب العهد الجديد".
وأضاف يونان "إنّ الكنيسة ثابتة على مدى الدّهور، ولن تستطيع أبواب الجحيم ولا أيّة صعوبات أو تحدّيات أن تقوى وتنتصر عليها."
وعن لبنان، اعتبر يونان بحسب إعلام البطريركيّة أنّه "عارٌ الاهتراء السّياسيّ الحاصل والتّقاعس عن تشكيل حكومة تقوم بمهامها ومسؤوليّاتها، ممّا يضرّ بالشّعب الذي يفتّش عن لقمة العيش، ويؤثّر خاصّةً على التزام الشّباب بالبقاء في بلدهم والمساهمة في نموّه وتطوّره، هذا البلد الذي كان يُعتبَر دومًا قدوةً لبلدان الشّرق الأوسط. فاحتياجات شعبنا اليوم كثيرة جدًا، وخاصّةً في ما يتعلّق بالشّؤون المعيشيّة للمواطنين، من الكهرباء والقطاعات الاقتصاديّة التي تعاني التّردّي إلى درك غير مسبوق، فضلاً عن الفساد المستشري في الإدارات والمؤسّسات العامّة. المسؤولية عمّا آل إليه الوضع في لبنان تقع على عاتق الذين وعدوا أن يكون هذا العهد عهد النّهضة والازدهار ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدي. القول إنّ الحكومة رهنٌ بتدخّلات دوليّة يجب علينا أن ننفيه ونؤكّد عدم صحّته بالمبادرة بالتّشكيل، لأنّ اللّبنانيّين قادرون أن ينظّموا شؤونهم بمعزل عن كلّ مصلحة طائفيّة وحزبيّة وفئويّة. نحن اليوم في هذه الظّروف التي نعيشها في لبنان، يجب أن نصلّي من أجل وطننا حتّى يعرف المسؤولون عنه زمنيًّا أو سياسيًّا كيف يقدّمون مثالاً للمنطقة التي نعيش فيها"، سائلاً الله "أن يشفق على هذا البلد ويلهم المسؤولين عنه كي يعيشوا دعوتهم لخدمة البلد بنزاهة، حتّى يظلّ شبابنا متشبّثين ومتجذّرين ببلدنا ولا يهاجرون، وحتّى يحيا المواطنون بحرّية وكرامة إنسانية".
كما أحيا البطريرك ذكرى مذبحة كاتدرائيّة سيّدة النّجاة السّريانيّة الكاثوليكيّة في بغداد، فقال "مهما كانت الآلام والمعاناة سنبقى نجدّد إيماننا بالرّبّ يسوع الذي بنى كنيسته وجعلها واسطة خلاص وخير لجميع بني البشر".