العالم
20 تشرين الأول 2022, 11:50

يونان التقى بطريرك الأرمن الأرثوذكس في تركيا في جوّ من الأخوّة والمحبّة

تيلي لوميار/ نورسات
في محطّة جديدة له في تركيا، قام بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بزيارة رسميّة إلى بطريرك الأرمن الأرثوذكس في تركيا ساهاك ماشليان في إسطنبول، حيث استقبله الأخير أمام كاتدرائيّة مقرّ الكرسيّ البطريركيّ، وترأّسا صلاة مشتركة بحسب الطّقس الأرمنيّ، رُفعت على نيّة السّلام في تركيا والشّرق الأوسط والعالم.

وللمناسبة، ألقى البطريرك الأرمنيّ كلمة قال فيها بحسب إعلام بطريركيّة السّريان الكاثوليك: "إنّ زيارتكم إلى تركيا، يا صاحب الغبطة، جلبت الفرح إلى جماعة المؤمنين. زيارتكم إلى بطريركيّة الأرمن في تركيا هي مناسبة لمشاركة فرح جماعة كنيستنا السّريانيّة الشّقيقة. بالأصالة عن نفسي كبطريرك الأرمن في تركيا، وأعضاء المجلس الكهنوتيّ والإكليروس، يسرّنا أن نحيّيكم كأخينا بالرّبّ يسوع المسيح. أهلاً وسهلاً بكم.

خلال زيارتكم هذه إلى تركيا، افتتحتم كنيسة دير مار أفرام في ماردين، والّتي رمّمتموها للعبادة، ورسمتم الأب جيمي سركك كخادم جديد لجسد المسيح السّرّيّ. نشكر الرّبّ على هاتين المناسبتين المباركتين، ويسرّنا أن نؤكّد لكم أنّنا نشارككم في صلواتكم من أجل خير الكنيسة والمؤمنين.

الرّعاة الرّوحيّون للكنائس في بلدنا الأمّ، تركيا، يذكرون جيّدًا كلمات الرّبّ يسوع المسيح: "يا أبتي، بما أنّك أنت فيّ وأنا فيك، فليكونوا هم أيضًا فينا، ليؤمن العالم أنّك أنتَ أرسلتَني. لقد أعطيتُهم المجد الّذي أعطيتَني، لكي يكونوا واحدًا، كما نحن واحد". بهذا الاحترام، نحن واثقون أنّ العلاقات المسكونيّة في هذا البلد توجّه رسالة إيجابيّة للعالم، وأنّ هذه العلاقات الأخويّة هي منبع فرح روحيّ لنا جميعًا.

نجد معنى الأخوّة والوحدة في كتاب المزامير: "ما أجمل وما أحلى أن نعيش الوحدة، كإخوة وأخوات". في عالم اليوم، لا بدّ لنا أن نحتمي في كنف المسيح لمواجهة الأخطار الّتي تحدق بالإنسانيّة. إنّنا نمرّ بفترة وصلت معها النّزاعات ذات المنافع الاجتماعيّة والاقتصاديّة إلى حدود تهدّد العالم بكامله، فضلاً عن أنّ رغبة النّاس بالعيش بسلام في جوّ من المحبّة والاحترام المتبادَلين أضحت متجاهَلة. للأسف، في أيّام النّزاعات المحتدمة هذه، أضحينا شهودًا على المعاناة المستمرّة للشّعب المؤمن.

نصلّي من أجل السّلام في العالم، من أجل أولئك الّذين يسعون جاهدين لإحلال السّلام في العالم، تقودهم كلمات المسيح: "مبارَكون هم صانعو السّلام، لأنّهم أبناء الله يُدعَون"، ونستمرّ بالصّلاة دون كلل. لن تكون قوّتنا وحدها كافية لبناء السّلام، ولكن بقوّة الإيمان في قلوبنا، ومع كلمات الرّبّ يسوع: "إسألوا تُعطَوا، أطلبوا تجدوا"، إقرعوا يُفتَح لكم. لأنّ كلّ من يسأل ينَل، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يُفتَح له".

فليقبل الله كلّ صلواتنا. فلتصمت الأسلحة في العالم. ليت الشّعوب تحيا بموجب القيم الّتي تعتبرها سرّيّة ومقدّسة، كلٌّ بحسب معتقداته. فليحلّ الصّوت الإنسانيّ محلّ النّار. فلنصلِّ من أجل أن يسود السّلام في العالم. فليكفّ مستقبل البشريّة وفرح الأجيال عن أن يكون حلمًا، وليصبح العيش بسلام حقيقة مُعاشة.

بهذه المشاعر نستقبلكم ونحيّيكم، ومعكم إخوتنا بالرّوح أعضاء الوفد المرافق لكم، في حمى أمّنا مريم العذراء، سائلين شفاعتها، وجميع القدّيسين، ونحن نلتمس من الرّبّ يسوع أن يبارك صلواتنا وتضرّعاتنا.  

فلتكن نعمة ومحبّة وقوّة الآب والابن والرّوح القدس معكم جميعًا".

بدوره ردّ البطريرك يونان بكلمة قال فيها: "صاحب القداسة الأخ العزيز بالرّبّ يسوع،

إخوتي رؤساء الأساقفة والأساقفة والخوارنة والكهنة والشمامسة والجوق وشعب الله المبارَك،

أوصانا الرّبّ يسوع: "بهذا تُعرَفون بأنّكم تلاميذي، إن كنتم تحبّون بعضكم بعضًا".

صاحب القداسة،

لقد اختبرتُ، ولستُ فقط أتكلّم بالمشاعر، لكنّي متيقّنٌ أنّ محبّة الله تجمعنا كأبناء وبنات كنيستين شقيقتين، الكنيسة الأرمنيّة الرّسوليّة لبطريركيّة الأرمن الأرثوذكس، وكنيسة السّريان الكاثوليك الأنطاكيّة البطريركيّة. نعيش ما طلبه منّا يسوع أن "اذهبوا واشهدوا أنّ الرّبّ هو محبّة".

عندما قرأتُ وسمعتُ في الطّلبات خلال هذه الصّلاة الّتي أقمناها معًا، صلاة للبابا فرنسيس ولي كأخيكم البطريرك، سُرِرتُ جدًّا أن أعرف وألمس بأنّ المسيحيّين هنا في اسطنبول يعيشون وصيّة الرّبّ بأن يحبّوا بعضهم بعضًا.

وكما تعلمون، قداستكم، إنّ تلاميذ الرّبّ يسوع دُعُوا أوّلاً مسيحيّين في أنطاكية، هذه المدينة، مدينة الشّهداء الأوائل وآباء الكنيسة الّذين كان أسقفهم الثّالث مار اغناطيوس الّذي لا نزال نكرّمه، هذه الكنيسة لم تعد تعرف أيَّ بطريرك يقيم في تلك المدينة. إنّها مشيئة الله أن تتعرّض الكنيسة للتّجربة والامتحان، وقد وصلت إلى حدّ احتمال العديد من الملاحقات والمضايقات الاضطهادات والصّعوبات ومواجهة تحدّيات كثيرة في شهادتنا المسيحيّة في هذه المنطقة، سواء في الشّرق الأوسط أو في جمهوريّة تركيا.

أشكركم كثيرًا على استقبالكم الأخويّ، وأعدكم أنّي سأذكر جيّدًا وبفخر زيارتي إلى قداستكم وإلى هذه الكنيسة المباركة، كنيسة الأرمن الرّسوليّة في اسطنبول. سنُبقي الرّجاء فينا مشتعلاً، بأنّ يسوع لن يترك كنيسته أو يهملها أبدًا، بل سيبقى معها على الدّوام، سواء أكنّا أكثريّة أو أقلّيّة. فنحن شعب الله وأتباع الرّبّ يسوع، وسنظلّ مخلصين وأمناء للرّبّ يسوع إذا حافظنا على المحبّة والاحترام والصّلاة نحو الجميع.

شكرًا جزيلاً يا صاحب القداسة".

وبعد الصّلاة، انتقل البطريركان إلى الصّالون البطريركيّ حيث عقدا لقاءً أخويًّا دارت خلاله الأحاديث عن الأوضاع العامّة في منطقة الشّرق الأوسط والحضور المسيحيّ فيها، وبخاصّة الأوضاع الرّاهنة في تركيا ولبنان وسوريا والعراق وتداعياتها الخطيرة، ومن أبرزها هجرة المسيحيّين.

وخلال اللّقاء، وضع يونان ماشليان في أجواء زيارته إلى تركيا، معربًا عن فرحه بها، وأضاء على تاريخ كنيسته وواقع انتشارها. كما تناول البطريرك الأرمنيّ تاريخ كنيسته وكرسيه البطريركيّ، وتبادلا ختامًا الهدايا التّذكاريّة.