سوريا
05 كانون الأول 2022, 12:50

يونان احتفل برتبة تولية وتنصيب رئيس أساقفة أبرشيّة الحسكة ونصّيبين

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، مساء الجمعة، برتبة تولية وتنصيب يعقوب جوزف شمعي مطرانًا رئيس أساقفة لأبرشيّة الحسكة ونصّيبين، وذلك في كاتدرائيّة سيّدة الانتقال- الحسكة، عاونه فيه رئيس أساقفة حلب ديونوسيوس أنطوان شهدا، ورئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركيّ لأبرشيّة الموصل وتوابعها وأمين سرّ السّينودس المقدّس أفرام يوسف عبّا، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، وأمين السّرّ المساعد في البطريركيّة الأب كريم كلش، وكاهن رعيّة مار بطرس وبولس في القامشلي الأب يوسف عاصي. كما شارك لفيف من الإكليروس من مختلف الكنائس، بحضور فعاليّات وجموع غفيرة من المؤمنين.

وللمناسبة، ألقى يونان كلمة جاء فيها بحسب إعلام البطريركيّة: "في هذا المساء، جئنا إلى بيت الله كي نشترك في احتفال تولية المطران الجديد، التّولية الرّسميّة لرعاية أبرشيّتكم العزيزة، أبرشيّة الحسكة ونصّيبين المبارَكة.

هذه التّولية تأتي في ظروف صعبة جدًّا، فقد زرناكم في العام الماضي، حيث قمنا بجولات أبويّة راعويّة تفقّدْنا فيها مختلف المدن والمناطق حيث يتواجد شعبنا والمؤمنون من كنائسنا والإخوة من الدّيانة الإسلاميّة الكريمة، وحيث قابلْنا المسؤولين المدنيّين كما الأحزاب الّتي تتولّى هنا المسؤوليّة لخدمة الشّعب، وليس لإكراههم وللضّغط عليهم وخلق الصّعوبات والمشاكل لهم، فيكفينا عذابًا مدّة إثنتي عشر سنة!

سوريا الحبيبة تعاني ما لم تعانيه أيّ دولة في هذا الزّمن الحاضر!

يكفينا تشريد أبنائنا وبناتنا إلى بلدان مختلفة عبر البحار والمحيطات!

يكفينا الضّيق المعيشيّ، ويكفينا القلق بالنّسبة إلى المستقبل!

لقد سعينا وسنسعى دومًا كي ننقل صوتكم إلى العالم أجمع، إنّكم شعب يستحقّ العيش بكرامة، شعب هو سليل الحضارات القديمة المعروفة عالميًّا، تلك الّتي مرّت بها سوريا الحبيبة وعرفَتْها ونقلَتْها إلى العالم أجمع.

سنبقى دومًا الصّوت الصّارخ باسمكم، والمُنادي كي تزول العقوبات الجائرة على بلدنا الحبيب سوريا، لأنّ هذه العقوبات تطال أوّلاً وآخرًا الشّعب البريء، والّذي يريد أن يعيش بكرامة وبروح وطنيّة صادقة.

سننقل كلّ همومكم وآمالكم ورجائكم إلى حيث نستطيع، وقد كنّا في شهر تشرين الأوّل الماضي في زيارات إلى مصر وتركيا وأوروبا، كي ننقل هذا الوضع المحزن الّذي أنتم فيه.

نضرع إلى الرّبّ تعالى، ينبوع الرّحمة والرّجاء الوطيد لكلّ المؤمنين، كي يبارككم، ويخفّف عنكم هذه الضّيقات، وكي يحلّ أمنه وسلامه بالعدل والمساواة في هذه المحافظة المباركة، محافظة الحسكة، كما في محافظتَي دير الزّور والرّقّة.

بشفاعة والدة الإله مريم العذراء سيّدة الانتقال، الّتي هي أمّنا السّماويّة، والّتي أعطَتْنا بولادتها كلمة الله- يسوع الخلاصَ والنّجاةَ من جميع الشّرور، فلتحلّ بركة الله على جميع الحضور وعلى الغائبين وعلى كلّ من يريد أن يتمّم مشيئته تعالى بصدق ونزاهة وأمانة، ولله المجد والشّكر والتّسبيح على الدّوام، الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين".

ثمّ كانت كلمة للمطران شمعي قال فيها: "في البداية، تحيّة لأرواح المثلّثي الرّحمات الّذين خدموا هذه الأبرشيّة، وخاصّةً سلفي المباشر المثلّث الرّحمات مار يعقوب بهنان هندو، سائلين الرّبّ أن يتقبّل خدمتهم ويتغمّدهم بمراحمه.  

لا بدّ لي أن أشكر الرّبّ أوّلاً على عنايته الإلهيّة الّتي غمرني بها وجعلني خادمًا لأبرشيّة الحسكة ونصيبين، وخادمًا لشرائح هذا المجتمع الجزراوي الّذي يشكّل نسيجًا رائعًا مزيَّنًا بالمحبّة والأخوّة.

أشكركم يا صاحب الغبطة على الثّقة الّتي أوليتموني إيّاها ومعكم آباء السّينودس الأسقفيّ المقدّس، وموافقة الكرسيّ الرّسوليّ. أدعو لكم بالعمر المديد لتتابعوا رعايتكم الصّالحة للكنيسة في كلّ مكان، وأعدكم أن أسعى كلّ جهدي لأكون راعيًا أمينًا، أسهر على إيمان وأمان أبنائنا الأحبّاء، في ظلّ هذه الظّروف الأمنيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة القاهرة.

أشكر عائلتي الّتي ربَّتْني وأرضعَتْني حبّ الرّبّ يسوع المسيح منذ طفولتي، سائلاً الرّحمة لمن تركوا هذه الحياة، والنّعمة والبركة والصّحّة للمستمرّين في مسيرة الحبّ الإلهيّ.  

أشكر أبناء وبنات الأبرشيّة الّذين قبلوني بكلّ محبّة وتقدير، وأعاهدكم على العمل معًا من أجل رفع شأن أبرشيّتنا العزيزة.

أشكر كلّ الفعاليّات العسكريّة والسّياسيّة والقبائليّة والاجتماعيّة لما لمسْتُ منهم من ترحيب وتفهُّم واحترام، وأعاهدهم بالتّعاون معهم للحفاظ على نسيج مجتمعنا الرّائع والمميَّز بالأخوّة والاحترام المتبادَل.

لقد بنيتُ حياتي منذ صغري على الإيمان بالله وبتدبيره الخلاصيّ لنا، لمّا، في ملء الزّمن، اتّخذ جسدًا من مريم العذراء، وصار إنسانًا، وعلّمنا الحبّ الإلهيّ، بالعطاء والخدمة المجّانيّة. شفى المرضى، وأطعم الجائعين، وعلّم النّاس التّواضع والاحترام والصّفح والمسامحة، ودعاهم لعمل الخير للجميع.

إنّ الرّبّ حاضرٌ معنا دائمًا، بالرّوح القدس مانح المواهب، وهو الّذي يقودنا ويذكّرنا بدورنا ومسؤوليّتنا تجاه بعضنا البعض.

أيّها الأحبّاء، لقد لخّصتُ بشعاري الأسقفيّ إيماني بالصّليب المقدّس الّذي تمّ به الخلاص، والمرساة وهي علامة الثّبات برجائنا بالرّبّ يسوع، والقلب موضوع الحبّ الإلهيّ، وكفَّتَي الميزان بالعدالة الإلهيّة، والألف والتّاء، البداية والنّهاية.

لكم كلّ محبّتي واحترامي وتقديري، وبارخمور سيّدنا".

وبعدما منح يونان البركة الختاميّة، التقى بالمؤمنين الّذين عبّروا عن فرحهم العارم بلقاء أبيهم الرّوحيّ العام. وهنّأ الجميع المطرانَ الجديد، داعين له بالنّجاح والتّوفيق في خدمته.