يونان احتفل بالعنصرة في باريس ورسم عشيّة العيد شمامسة وشمّاسات في تور
في عظته، أعرب يونان عن عميق فرحه "بالاحتفال بقدّاس عيد العنصرة في رعيّة مار أفرام المباركة الّتي نعرفها جيّدًا، وهي الأولى لنا في أوروبا، وخاصّةً في فرنسا، وسنحتفل قريبًا بيوبيلها المئويّ"، مستذكرًا "خدمة راعيها السّابق سيادة المطران مار أفرام إيلي وردة"، ومهنّئًا "راعيها الحاليّ الجديد الأب بيار النّادر المستعدّ للخدمة ومرافقة أبناء الرّعيّة في مسيرتهم نحو الرب"، ومتمنّيًا له "خدمة ناجحة ومباركة".
ونوّه يونان إلى أنّ "كنيستنا امتُحِنت بقوّة في العقدين الأخيرين، وقد عانت وقاست الآلام والضّيقات والتّجارب، كما أنّها تحمل الآمال والطّموحات والأفراح. فصحيح أنّنا جماعة صغيرة، لكن فلنتذكّر أنّ الرّبّ يسوع نشر بشارته في العالم من خلال اثني عشر رسولاً، وأعطاهم مسؤوليّة حمل كلمة الإنجيل والبشرى السّارّة في كلّ مكان من أنحاء العالم المعروف آنذاك".
ولفت إلى أنّنا "نعيّد اليوم عيد العنصرة، وتعني التّجمّع والاجتماع، وقد سمعنا من سفر أعمال الرّسل أنّه كما طلب يسوع من التّلاميذ، ظلّوا مجتمعين في العلّيّة، منتظرين أن يحلّ عليهم الرّوح القدس. وفي الإنجيل يؤكّد لنا الرّبّ يسوع أنّه سيرسل المعزّي إلى التّلاميذ، وهو سيُفهِمهم ماذا يجب أن يفعلوا. وفعلاً، إزاء هؤلاء النّاس المجتمعين من مختلف الأمم والأقوام والدّيانات واللّغات، حلّ الروح القدس على التّلاميذ، وبدأ بطرس والتّلاميذ يبشّرون بالإنجيل علانيّةً دون خوف".
وأشار إلى أنّ "بولس رسول الأمم كان يبشّر كلّ حوض البحر المتوسّط، بدءًا من دمشق وأنطاكية وآسيا الصّغرى، نهايةً بروما حيث استُشهِد. يقول له الرّبّ: لا تخَف، نعمتي تكفيك. أمّا بولس فيؤكّد أنّه ضعيف، ولكنّ ضعفه هو قوّته، لأنّه يتّكل على الرّبّ. وعلى مثاله نحن أيضًا، رغم كوننا كنيسة منتشرة ومشتَّتة في مختلف أنحاء العالم، سنبقى ثابتين بإيماننا ورجائنا مهما كانت التّحدّيات والصّعوبات".
وتوجّه إلى الشّباب الحاضرين بالقول: "إنّنا نتّكل عليكم كي تظلّوا ثابتين بإيمان آبائكم وأجدادكم الّذين قدّموا كلّ شيء في سبيل التّمسّك بالإيمان. أنتم الرّجاء والأمل لكنيستنا، لا تغشّكم كلّ هذه الوسائل والإمكانيّات المتاحة لكم، اجتماعيًّا وتقنيًّا وإعلاميًّا. لا تعتقدوا أنّنا خُلِقنا فقط لهذه الأرض، فدعوتنا هي أسمى وأرفع، إنّها مسيرة نحو السّماء. إعملوا بحسب طلب الرّبّ يسوع بالبقاء شاهدين لكلمته. سنبقى شعب الرّجاء، ونشجّعكم كي تبقوا أقوياء وأمناء في خضمّ الصّعوبات".
وشكر في الختام جميع المشاركين، سائلاً إيّاهم أن يبقوا دائمًا منفتحين على عطايا الرّوح القدس ومواهبه، وممتلئين من الفرح والسّلام والمحبّة".
وكان يونان الّذي وصل الخميس إلى فرنسا قد استهلّ زياراته يوم الجمعة بأبرشيّة تور حيث كانت له جولات ولقاءات توّجها السّبت بقدّاس عشيّة العنصرة رسم خلاله شمامسة قرّاء وأفودياقونيّين وشمّاسات مرتّلات لإرساليّة مار يوسف، وذلك في كاتدرائية القدّيس كاسيان في مدينة تور.