الأراضي المقدّسة
08 تموز 2021, 11:15

يونان إلتقى الأساقفة والكهنة الكاثوليك في الأراضي المقدّسة خلال رياضتهم الرّوحيّة السّنويّة

تيلي لوميار/ نورسات
إلتقى بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، الأساقفة والكهنة في الأبرشيّات الكاثوليكيّة في الأراضي المقدّسة، خلال رياضتهم الرّوحيّة السّنويّة تحت عنوان "القدّيس يوسف، مثال عظيم في حياة الكهنة"، وذلك في كنيسة ودير جبل الكرمل، في مدينة حيفا في الأرض المقدّسة.

شارك في اللّقاء مطران أبرشيّة حيفا وسائر الجليل للموارنة موسى الحاج، ورئيس أساقفة حيفا وسائر الجليل للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف متّى، وبولس ماركوتسو، والآباء الخوارنة والكهنة الكاثوليك من مختلف الكنائس والأبرشيّات في الأراضي المقدّسة بحسب ما أورد إعلام البطريكيّة. 

ورافق يونان النّائب البطريركيّ في القدس والأراضي المقدّسة والأردن والمدبّر البطريركيّ لأبرشيّة القاهرة والنّيابة البطريركيّة في السّودان مار يعقوب أفرام سمعان، ورئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السّينودس المقدّس مار أفرام يوسف عبّا، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، وكاهن رعيّة عمّان وسائر الأردن الأب ثائر عبّا.

تلا يونان صلاة الشّكر في كنيسة الدّير، وزار المغارة الموجودة في أسفلها، حيث شاهد إيليّا الغيمة المذكورة في الكتاب المقدّس.

ثمّ عقد لقاءً روحيًّا مع الأساقفة والكهنة، أعرب خلاله عن سعادته بلقائهم للمرّة الأولى، فهي "نعمة لي أن أكون معكم اليوم، وهذه ليست أوّل مرّة أزور فيها الأراضي المقدّسة، فقد أتيتُ لأوّل مرّة قبل 22 سنة حينما كنتُ مطرانًا في أميركا مع وفد من مطارنة أميركا بمناسبة يوبيل الألفين ذلك عام 1999، ومن ثمّ قمتُ بأربع زيارات في عهد بطريركيتي".

وتأمّل يونان بدور مار يوسف، موضوع الرّياضة الرّوحيّة، في الكنيسة اليوم، كحامٍ للكنيسة المقدّسة، وأشار إلى أنّه "في اللّغة السّريانيّة وبحسب إنجيل متّى، كان يوسف رجلاً بارًّا ܓܰܒܪܳܐ ܟܺܐܢܳܐ، أيّ ذاك الذي يعيش حقيقةً بالبرارة، ويقدّم نفسه كلّيًّا لله تعالى، ولا يلتفت إلى الوراء، بل هو مقتنع كلّيًّا بأنّ الله هو الذي يريده، وهو بالمقابل يصغي إليه ويتمّم مشيئته مثل كثيرين من الأبرار على هذه الأرض الفانية".

وأضاف: "نحن كمسيحيّين إزاء تحدّيات كبيرة، في الأرض المقدّسة كما في لبنان وسوريا والعراق وسواها من بلدان الشّرق، إذ يجب أن يكون المسؤولون ذوي حكمة وفطنة واعتدال، ليدركوا أنّ المسيحيّين هم ثروة للبلد، ويقدّموا أنفسهم للمساعدة في نهضة البلد من كلّ النواحي".

ولفت إلى أهمّية أن نتمكّن "بما أنّنا رعاة كنسيّون، أن نبني الجسور الصّحيحة مع إخوتنا المسلمين، إذ علينا أن نتطلّع إلى الأمام، متذكّرين أنّ الله هو أب للجميع ولا يميّز".

وعن الأزمة المخيفة التي تحيط بالمسيحيّين اليوم قال: "ولو أنّهم في الماضي عانوا الكثير، ولكن في الأيّام الحديثة الأزمة مخيفة، لأنّه لم يعد هناك مجال كي نقنع الأجيال الشّابّة بالبقاء متجذّرين في هذه الأرض، إذ لديهم سُبُل وإمكانيّات كثيرة، ويعرفون ماذا يحدث في العالم، ويريدون أن يكوّنوا ذواتهم. من قبل كانت هناك هجرات كثيرة، لكنّها كانت محصورة، لكن اليوم وبألم شديد، نحن كلّنا كمسيحيّين شرقيّين، من الصّعوبة بمكان أن نقنع شبابنا بعدم الهجرة، سواء في الأراضي المقدّسة أو في العراق أو سوريا، وللأسف اليوم حتّى في لبنان بعدما اختبرنا وعشنا ولا نزال نعيش هذه الأزمة الخانقة، سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا، والنّاتجة عن تدخّلات الخارج ومساهمة المسيحيّين الذين لا يعرفون أن يتّحدوا ويضحّوا بكلّ شيء من أجل خير لبنان".

وإعتبر أنّه "بطريرك كنيسة صغيرة العدد لكنّها منتشرة، هي كنيسة شاهدة وشهيدة، ومطلوب منّا أن نشهد للرّبّ يسوع، ولا يجب أن نخجل أو نستحي، لأنّ يسوع واضح في كلامه: من استحى بي أمام النّاس أستحي به أمام أبي الذي في السّماوات. يجب أن نشهد له لأنّه هو الرّبّ الذي حقّق لنا الخلاص بالسّلام والمحبّة والأخوّة الحقيقيّة، ونكون أيضًا مستعدّين أن نستشهد من أجل هذا الإيمان. لكن هنا أميّز، فاستشهادنا كأشخاص نقبله، لأنّنا إن كنّا أمناء للرّبّ يسوع نتبعه على طريق الصّليب، لكنّ الخطورة اليوم تكمن في أنّ كنائسنا الشّرقيّة المؤسَّسة على الرّسل هي المُهدَّدة بالهجرة ثمّ الزّوال".

وشدّد "على ضرورة أن تحفاظ الكنائس على الجذور والتّراث والرّوحانيّة والطّقوس، أمّا الخوف من الهجرة، فهذا الخوف نجاهر به أمام الجميع، وقد جاهرتُ به أمام قداسة البابا فرنسيس وأمام السّياسيّين الغربيّين والشّرقيّين، وقلتُ لهم بأنّنا كمسيحيّين مستعدّون للاستشهاد، لكن يجب أن تنتبهوا أنّنا كنائس رسوليّة، وإذا زالت هذه الكنائس، فهي خسارة كبرى، ليس لنا فقط، بل للكنيسة الجامعة، وحتّى للحضارة الإنسانيّة".

وإختتم شاكرًا منظّمي الرّياضة الرّوحيّة والمشاركين فيها "على دعوتهم إلى هذا اللّقاء الأخويّ، ونبقى نعيش الرّجاء رغم كلّ رجاء".