لبنان
21 كانون الأول 2021, 07:30

يونان: إذا غادر شباب لبنان فإنّ مستقبل البلد سيكون في خطر كبير

تيلي لوميار/ نورسات
بعد عودته من سوريا، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بقدّاس الأحد السّابق للميلاد على مذبح كنيسة مار إغناطيوس الأنطاكيّ في الكرسيّ البطريركيّ- المتحف- بيروت، شارك فيه رئيس الأساقفة السّابق لأبرشيّة الموصل وتوابعها يوحنّا بطرس موشي، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، وأمين السّرّ المساعد في البطريركيّة الأب كريم كلش، والرّاهبات الأفراميّات، والمؤمنون.

وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، تحدّث يونان عن "الأحد السّابق للميلاد، وفيه نذكر أجداد الرّبّ يسوع بالجسد، من ابراهيم إلى يوسف. ففي الإنجيل بحسب القدّيس متّى الرّسول، وردت أسماءٌ كثيرةٌ من العهد القديم، ممّا يذكّرنا أنّ يسوع صار مثلنا، وانتسب إلى أناسٍ قبله. ونحن نعيد ذكر هؤلاء، وحتّى أنّ بينهم خطأة، كي يؤكّد لنا الإنجيليّ متّى أنّ طبعنا البشريّ هو ناقص وخاطئ، ومع ذلك، فإنّ الرّبّ يسوع، كلمة الآب السّماويّ، اتّخذ جسدًا من مريم العذراء بقوّة الرّوح القدس، وصار بشرًا، حتّى يشاركنا بضعفنا البشريّ دون أن يرتكب خطيئة".

ونوّه البطريرك يونان إلى أنّنا "نكرّم أيضًا إسم يسوع، ويسوع يعني يشوع أيّ الله مخلّص، وهناك كنائس في العالم تُسمَّى بإسم يسوع، وهو اسمٌ هامٌّ جدًّا، حتّى في العهد القديم كانت له أهمّيّة. فجميعنا نُعرَف بإسمنا الشّخصيّ، وإسم يسوع هو إسمٌ يجب علينا أن نقدّسه ونكرّمه ونعبده أيضًا لأنّه هو الله المخلّص".

وتناول البطريرك يونان في عظته زيارته الأخيرة إلى أبرشيّة الحسكة ونصّيبين والجزيرة السّوريّة، فقال: "نتابع هذا القدّاس وأفكارنا موجَّهةٌ نحو آلام وأوجاع شعبنا، أكان هنا في لبنان أو في العراق أو في سوريا. ندرك الآلام والأوجاع والتّحدّيات الّتي تصيب هؤلاء الأحبّاء من أولادنا، ونعلم جيّدًا أنّنا موجودون اليوم على مفترق طرق خطير جدًّا، وشاهدنا في زيارتنا الأخيرة إلى الجزيرة، أيّ الحسكة والقامشلي والدّرباسيّة وعامودا، كيف يهاجر أولادنا بصورة مخيفة، بعد أكثر من مئة سنة على هجرة أجدادنا من تركيا".

ولفت إلى أنّ "العيش في تلك المنطقة في الجزيرة ليس سهلاً أبدًا، لأنّها أصبحت منطقة ممزَّقة بين الحكومة والميليشيات والأحزاب. وكذلك أفكارنا موجَّهةٌ نحو أولادنا في العراق الّذين يقاسون الكثير، أقلّه من الفوضى وقلّة العمل، لاسيّما بين الشّباب المجرَّبين بالمغادرة والهجرة. وكذلك الأمر في سوريا، إن كان في الأوضاع المعيشيّة أو الأمنية أو سبل العمل للشّباب".

وتضرّع في هذا السّياق إلى الله "كي يحلّ أمنه وسلامه، في العراق، وفي سوريا، واليوم كما تشهدون في لبنان الّذي تتجاذبه التّيّارات المختلفة، من سياسيّة وطائفيّة، ويشهد النّقص والتّهاون في المسؤولين الّذين لا يقدرون فعلاً أن يجابهوا هذا التّحدّي الكبير بالنّسبة للأزمة الماليّة والمعيشيّة. نسأل الرّبّ أن يلهم هؤلاء المسؤولين كي يكملوا واجباتهم بنزاهة وأمانة، ويساعدنا، وبخاصّة الشّباب، كي يبقوا متجذّرين في أرضهم في لبنان، فإذا غادر هؤلاء الشّباب، فإنّ مستقبل البلد سيكون في خطر كبير."  

وطلب البطريرك يونان في الختام "من الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء ومار يوسف حامي العائلة المقدّسة، كي يمنحنا أن نكمل حياتنا تحت أنظار الرّبّ. وهكذا نستطيع أن نستقبل عيد الميلاد بفرح، رغم كلّ الأحزان الّتي تلمّ بنا وبشرقنا"، سائلاً إيّاه "أن يشفق علينا كي نتابع حياتنا بالشّهادة الحقيقيّة للخلاص الّذي تمّمه يسوع".