يوحنّا العاشر يلبس المتروبوليت صيقلي التّاج المذهّب في يوبيله السّتّين
خدمت القدّاس الجوقتان الرّوسيّة والأبرشيّة، وسط حضور رسميّ ودينيّ وبلديّ ودبلوماسيّ واجتماعيّ وأمنيّ وإعلاميّ وشعبيّ.
وفي الختام، ألقى البطريرك يوحنّا العاشر كلمة جاء فيها بحسب إعلام البطريركيّة: "يطيب لي أن أكون بينكم ومعكم في هذا اليوم برفقة إخوتنا المطارنة تكريمًا للمطران نيفن باليوبيل السّتّين لكهنوته، بحيث أمضى 60 عامًا عاملاً في حقل الرّبّ ولا زال، 60 عامًا كان ولا زال سفير دفء محبّة أنطاكية، 60 عامًا وصليبه هو عكّازه، فنتمنّى له دوام الصّحّة والعافية مستذكرًا إنجازاته ومحطّاته الّتي طبعت يوبيله الكهنوتيّ السّتّين.
لا أنسى استقبال أبناء هذه الأبرشيّة لشخصي غير المستحقّ في العام المنصرم، ولا أنسى قلوب أبنائها الدّافئة على اختلاف أطيافهم، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ أنّنا كأناس مشرقيّين تجبلنا المحبّة وربّ السّلام الّذي شاءنا جميعنا على هذه الأرض".
هذا وتذكّر المطرانين يوحنّا وبولس المخطوفين، سائلاً الله عودتهما سالمين، رافعًا الصّلاة من أجل استقرار وسلام لبنان وسوريا وسائر المنطقة.
وتابع متوجّهًا إلى المتروبوليت إيلاريون وقال:" حضوركم بيننا اليوم يؤثّر فينا لاسيّما أنّنا نكنّ لكنيسة روسيا كلّ محبّة وتقدير، وتجمعنا معكم وحدة الدّمّ والشّهادة والشّركة المسيحيّة، فأنقل سلامنا ومحبّة كنيسة أنطاكية لصاحب القداسة البطريرك كيريل ولتحفظكم بركة مؤسّسي الكرسيّ الأنطاكيّ بطرس وبولس".
بعدها ألبس البطريرك يوحنّا العاشر المطران صيقلي التّاج المذهّب تكريمًا لكهنوته السّتّين، قبل أن يلقي مدير دائرة العلاقات الخارجيّة في بطريركيّة موسكو المتروبوليت إيلاريون كلمة البطريرك كيريل والّتي عبّر فيها عن فرح الكنيسة الرّوسيّة لمشاركتها في هذا الحفل التّكريميّ للمتروبوليت نيفن صيقلي الّذي اتّصف بالوداعة والاتّضاع والخدمة المعطاءة على أراضي روسيا، فقال:
"إنّ أساقفة الكنيسة في روسيا وعلى رأسهم قداسة البطريرك كيريل يكنّون لسيادته محبّة كبيرة يعجز اللّسان عن وصفها، لقد جعل من الأمطش الأنطاكيّ في موسكو واحة محبّة وتلاق وحقّق نجاحات مباركة لا تعدّ ولا تحصى، وليس وجودنا اليوم معكم سوى دليل على عمق العلاقات المتينة والمتجذّرة بين الكنيستين الأنطاكيّة والرّوسيّة واصفًا لبنان ببلد القداسة والقدّيسين". وقدّم إيلاريون للمكرَّم أنغولبيون عربون محبّة وتقدير.
من جهته، عبّر راعي الأبرشيّة المتروبوليت أنطونيوس الصّوريّ عن فرح الأبرشيّة بهذا اليوم القياميّ، وقدّم للمطران نيفن عصا رعائيّة باسم أبناء الأبرشيّة.
هذا وقلّد الرّئيس إيلي الفرزلي، باسم رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون، المتروبوليت نيفن صيقلي وسام الاستحقاق اللّبنانيّ المذهّب من الدّرجة الأولى تقديرًا لعطاءاته وخدماته.
ثمّ شكر المتروبوليت صيقلي الجميع مؤكّدًا أنّ "الأهمّ في التّكريم هو تأجيج روح التّجلّي في زحلة، فالخدمة هي هاجسي وعملي وحياتي، وعندما سافرت في العام 1977 إلى بلد كانت سياسته هي الإلحاد، استطعت أن أتغلّب على تلك السّياسة بالإيمان والصّبر والرّجاء، وبالتّالي إذا لم تقترن أعمالنا بالمساهمة الشّخصيّة منّا فإنّها حكمًا ستسقط أمام النّفوذ والمال والسّلطة الّذين هم إلى زوال".
في ختام كلمته، قدّم المتروبوليت نيفن للبطريرك يوحنّا العاشر أنغولبيون العذراء عربون محبّة وتقدير.
بعد القدّاس، وُضع حجر الأساس لمتحف المتروبوليت نيفن للأيقونات البيزنطيّة والرّوسيّة، ولأوّل كنيسة ذات طابع روسيّ على طريق ضهور زحلة مقابل مقام سيّدة زحلة والبقاع، على اسم والدة الإله "سيّدة الفرح"، بتقدمة من المتروبوليت صيقلي لمناسبة اليوبيل السّتّين لكهنوته.