أميركا
25 تشرين الأول 2017, 07:20

يوحنّا العاشر من الولايات المتّحدة: من حقّنا تقرير مصيرنا

التقى البطريرك يوحنّا العاشر أعضاء من الكونغرس الأميركيّ في إطار زيارته للولايات المتّحدة، بحضور مطران أميركا جوزيف زحلاوي والوفد المرافق.

وتطرّق البطريرك خلال لقاءاته، وفق ما ذكرت الصّفحة الرّسميّة للبطريركيّة على فيسبوك، إلى أحداث الشّرق وإلى ثوابت الكنيسة الأنطاكيّة ومبادئها في خضمّ ما يجري من أحداث في سوريا، مشدّدًا على الدّور المطلوب من الجميع في نقل صورة حقيقيّة عمّا يجري.

ورفض يوحنّا العاشر الحديث بمنطق الأكثريّة والأقلّيّة لأنّ "المسيحيّين أصلاء في الشّرق وكان لهم وما زال دور رياديّ سياسيّ ووطنيّ واقتصاديّ وثقافيّ في كلّ بلدان المشرق بما فيها سوريا ولبنان"، مشيرًا إلى أنّ منطق التّقسيم هو أسوأ ما يُمكن.

كما شارك في ندوة  في مركز هدسون للدّراسات، نوّه خلالها بدور الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة، النّاطقة بالعربيّة، والمسيحيّين المشرقيّين عمومًا في بناء جسور الحوار بين الشّرق والغرب والمسيحيّة والإسلام، لافتًا إلى الجهود الّتي تبذلها البطريركيّة عبر دائرة العلاقات المسكونيّة والتّنمية في مدّ يد المساعدة إلى كلّ إنسان.

هذا وشارك البطريرك يوحنّا في افتتاح مؤتمر "الدّفاع عن المسيحيّين"، ومؤتمر البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي وكان له كلمة جاء فيها:

"أعبّر عن فرحي لوجودي بينكم ولزيارتي للولايات المتّحدة ونضمّ صوتنا إلى صوت غبطته وننظر إلى حكومة الولايات المتّحدة آملين الدّفع باتّجاه إيجاد حلول سلميّة في العالم والشّرق الأوسط، في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وكلّ أنحاء المنطقة. نحمل دومًا وديعة السّلام وبشرى الخلاص والفرح والحقّ. والكنيسة هي عمود الحقّ وسط العالم المضطرب وتبقى شاهدة للحقّ حتّى لو رفعت على الصّليب على شاكلة سيّدها".

وأضاف: "أؤكّد من هذا المنبر أنّ مسيحيّي الشّرق الأوسط باقون هناك. نحن ولدنا حيث شاء الرّبّ أن نكون. وهناك نعيش وهناك سنموت. وكلّ ما يحصل من قتل وإرهاب وتكفير هو غريبٌ عنّا وعن الشّرق. وهو يحمل الدّمار والخراب وقتل البشر وهدم الحجر. نحن لا ننسى موضوع خطف مطراني حلب يوحنّا وبولس ودمار العديد من الأديرة والأوقاف الّتي دمّرت وحرقت وسرقت. لكن ومع كلّ ذلك، أؤكّد لكم ورغم كلّ هذه الظّروف القاسية، نحن باقون لأنّنا متجذّرون في تلك الأرض كأرز لبنان. نحن لسنا ضيوفاً. نحن أصحاب حقّ وأصحاب أرض. يسألوننا عن الوجود المسيحيّ. ونقول: نحن لا نستطيع تصوّر الشّرق الأوسط من دون مسيحيّين. وهذا ما يقوله المسلمون أيضًا في الزّمن الحاضر".

وتابع: "نسمع عن أقليّة وأكثريّة. نحن لسنا أقليّة. ودور المسيحيّين لا يُحسب بالتّعداد الرّقميّ. نحن نؤكّد على دورنا ونؤمن بالعيش الواحد المشترك. نحن رسل محبّة وسلام. وندعو إخوتنا للتّكاتف وبناء البلاد. نوّجه الدّعوة إلى كلّ الأسرة الدّوليّة والمجتمع الدّوليّ أن يعرفوا أنّنا هكذا وأن يدفعوا باتّجاه إيجاد حلّ سلميّ لكلّ ما يحصل في المنطقة وفي سوريا بالتّحديد. وأختم بقول الرّبّ: هو في وسطها فلن تتزعزع".

وختم البطريرك: "نحن نرفض الحلول المعلّبة. لسنا مجرّد تلاميذ صغار. لنا الحقّ بأن نُسمع ولدينا كلمة الحقّ لنقولها. نحن نريد سوريا واحدة موحّدة وآمنة. ونريد لبنان واحدًا وموحّدًا وآمنًا. من حقّنا أن نَنشُد وحدة بلادنا ومن حقّنا كمشرقيّين أن يكون لنا كلمة في تقرير شؤوننا ومصيرنا".