لبنان
16 أيلول 2019, 08:44

يوحنّا العاشر: إنّ أهمّيّة الحياة بالمسيح يسوع تكمن في أن نرفع الصّليب

رسم بطريرك الرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، يوم السّبت في عيد الصّليب، الأخ فريد أبو عضل شمّاسًا، ورقّى الشّمّاس بولس بدرة إلى رتبة الكهنوت، في قدّاس احتفاليّ ترأّسه في كنيسة الصّليب المقدّس- الصّقاع- دمشق.

 

أمّا يوم الأحد فترأّس البطريك يوحنّا العاشر قدّاس الإلهيّ في دير مار يعقوب الفارسيّ المقطّع- ددّه- الكورة، محييًا ذكرى ارتفاع صليب الرّبّ المقدّس مع جمهور الدّير، بمشاركة راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، والوكيل البطريركيّ الأسقف أفرام (معلولي)، والأرشمندريت الياس عبدوكا، ورئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ الأرشمندريت رومانوس الحنّاة، والأرشمندريت برثينيوس اللّاطي، والأرشمندريت جيراسيموس كبّاس، والأرشمندريت جورج يعقوب، والأب اليان خوري، وكاهن الدّير الأب جورج إسبر، ولفيف من الشّمامسة والرّاهبات، وفعاليّات المنطقة.

في عظته، أضاء البطريرك على أهمّيّة الصّليب في حياة الرّهبنة قائلاً نقلاً عن إعلام البطريركيّة:
"أجد نفسي عاجزًا عن التّعبير عمّا يختلج في داخلي مِن مشاعر تجاه هذا الدّير الشّريف المقدّس، وإذا أردت أن أتحدّث عنه فالكلام يطول، لأنّ الكلام يتدفّق لاسيّما أنّ القدّاس الإلهيّ يتزامن وذكرى رفع الصّليب، وتحديدًا في اليوم الثّاني الّذي يلي عيد الصّليب.

للدّير أهمّيّة كبيرة في كنيستنا المسيحيّة عامّة، والكنيسة الأرثوذكسيّة خاصّة، أهمّيّته توازي أهمّيّة الصّلاة في حياتنا كمسيحيّين، لأنّ الرّهبنة تلتصق مباشرةً بالصّليب، الصّليب الّذي يحمله الرّهبان والرّاهبات في حياتهم، ويتركون عائلاتهم ويكّرسون حياتهم للرّبّ.

إنّ الرّاهب الحقيقيّ هو أن يجذب إليه مَن يجالسه، ليشّع المسيح القائم مِن بين الأموات في حياة الرّهبنة، وهذا هو حال دير مار يعقوب- ددّه، حياة الدّير فيه هي حياة صلاة، نسك، تعب، عمل متواصل وبصمت دائم، تخلّي عن العالم الخارجيّ بالرّغم مِن أنّ مَن يعيش فيه هم أشخاص مِن هذا العالم، ولكنّهم في الوقت نفسه ليسوا مِن العالم نفسه، لأنّ كلّ واحدة مِن الرّاهبات أتت الى هذا الدّير مِن أجل حبّها وعشقها للمسيح مِن جهة، ولأنّها تؤمن أنّ ما مِن شيء يقوّينا في هذه الحياة إلّا الصّلاة مِن جهة ثانية".

وأشار إلى "أنّ أهمّيّة الحياة بالمسيح يسوع تكمن في أن نرفع الصّليب الّذي هو صدر الخلاص وينبوعًا للحياة الأبديّة، وبمقابل الصّليب هناك الموت المؤلم الّذي يوجب علينا أن نموت عن الخطيئة لنقوم مِن بين الأموات"، مشدّدًا على ضرورة أن يعود كلّ إنسان إلى نفسه واصفًا الأديرة بالمستشفيات الرّوحيّة.

بعد القدّاس، تبادل البطريرك يوحنّا العاشر ورئيسة الدّير الأمّ فيفرونيا كوستنتينيديس الهدايا التّذكاريّة، والتمس بعدها الشّعب بركة أبيهم.