سوريا
03 آذار 2023, 08:50

يوحنّا العاشر: يا أبناء حلب لقد حقّقتم أعجوبة في المحبّة والعطاء والخدمة نحن نتعزّى بقوّتكم ومعكم سنبقى أقوى من أيّ كارثة

تيلي لوميار/ نورسات
في إطار زيارته إلى أبرشيّة حلب لتفقّد أحوال المتضرّرين جراء الزّلزال والاطمئنان عليهم والاستماع إليهم، التقى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر بالمتطوّعين والهيئات الكنسيّة وكلّ سامريّ صالح في صالة كنيسة النّبيّ إيليّا- حلب. تضمّن اللّقاءعرض لخبرات عاشها المتطوّعون منذ لحظة وقوع الزّلزال ولغاية اليوم، خبرات تمّ ترجمتها من خلال الأعمال وتلبية نداء الاستغاثة الّذي أطلقه البطريرك يوحنّا العاشر.

وكانت كلمة لراعي الأبرشيّة المطران أفرام شكر فيها البطريرك يوحنّا على لفتته الأبويّة تجاه ما قام به مثنيًا على جهود المتطوّعين وعملهم المتواصل المفعم بالمحبّة والعطاء.

أمّا البطريرك يوحنّا العاشر فألقى كلمة رجائيّة قال فيها: "لقد أعطيتم للعالم كلّه درسًا مفاده العطاء مغبوط أكثر من الأخذ؛ أعطيتم درسًا في الصّمود والثّبات فأسّستم مدرسةً فريدةً من نوعها ستؤرّخ لعطاءاتكم ومحبّتكم.

نعم يا أحبّة، لقد أثبتنا للعالم أننا يدًا واحدةً، كما أثبتنا ككنيسة وبكلّ تواضع أنّنا كنّا إلى جانب شعبنا خطوة بخطوة بكلّ ما أوتينا به من امكانيّات، اختبرنا معه الألم والعطاء وتعلّمنا منه التّعاضد والتّكاتف.

يتحدّثون عن حقوق الإنسان وكرامته، أين هي هذه الحقوق والحقّ الأدنى له بالعيش غير موجود، حقوق الإنسان لن تتحقّق إلّا إذا تمّ رفع العقوبات عن سوريا وهذا مطلب إنسانيّ؛ لذلك آن الآوان للعمل عوضًا عن تلاوة الخطابات الّتي لا تفيد.

نحن لا نخاف الظّلام والظّلمة، نحن أبناء الحياة والنّور، لذلك لا تخافوا انظروا دائمًا إلى الأمام".

في حين، كان مسك ختام اللّقاء مع محافظ حلب حسين دياب الّذي شكر الجميع على جهودهم مؤكّدًا أنّ حلب ستعود أفضل ممّا كانت بفضل جهود المتطوّعين والمتطوّعات وكلّ إنسان يحبّ الخدمة والعطاء.

وإختتم يوحنّا العاشر زيارته إلى الأبرشيّة بصلاة النّوم الكبرى في كنيسة النّبيّ إيليّا- حلب، بمشاركة معلولي ولفيف من الآباء الكهنة والشّمامسة بحضور عدد كبير من أبناء الأبرشيّة.

تخللت الصّلاة كلمة لراعي الأبرشيّة المطران أفرام قال فيها: "يا أحبّة، بعد الكلمات الصّلاتيّة الّتي تلاها غبطته بخشوع وبقلوب حزينة، أستمدّ من هذه الكلمات الآية الإنجيليّة هأنذا والأولاد الّذين أعطانيهم إيّاهم الله؛ هؤلاء الأولاد الّذين جادت قلوبهم بالمحبّة والعطاء أمام هزّات الأرض، واهتزت قلوبهم وأياديهم عندما قرّرت الطّبيعة أن تعرض قوّتها، هؤلاء الأولاد الحقيقيّين الّذين أبدوا المحبّة والعطاء، فأتت زيارتكم يا صاحب الغبطة لتعطيهم تعزية كبيرة أمام ألم المصاب ومحبّة أبويّة صادقة.

يا أحبّة، إنّ غبطته ومنذ لحظة دخوله الكنيسة قد شاهد جرسيّة الكنيسة المدمّرة وكلّ ما تصدّع فأخذ على عاتقه إعادة الكنيسة كما كانت على نفقة البطريركيّة، هذه الكنيسة الّتي التجأنا إليها وقت الزّلزال القاسي وكان غبطته من أوّل المتّصلين والمبادرين لذلك تسقط الكلمات اليوم أمام المثال العمليّ".

بعدئذ، ردّ البطريرك يوحنّا بكلمة حملت تعزية كبيرة توجّه فيها إلى المؤمنين بالقول: "آتيكم إلى حلب وها أنا معكم وفي وسطكم وبغصّة كبيرة، لقد كنت معكم في العام 2014 إبّان الأزمات والخطف ثمّ تتالت الزّيارات الّتي حملت محطّات عديدة، وها أنا بينكم اليوم بعد الزّلزال الّذي حصد العديد من الأرواح والجرحى والمشرّدين والمتألّمين. لقد استمدّيت التّعزية منكم، من إيمانكم العميق وأصالتكم ومحبّتكم لبعضكم البعض، لقد تحمّلتم الظّلمة والصّعاب لذلك نحن نعتزّ بكم ونؤكّد لكم أنّ حلب ستعود أجمل ممّا كانت بفضل محبّتكم لهذا البلد الطّيّب سورية وإخلاصكم لكنيستكم".

أضاف: "نصلّي من أجل نفوس كلّ الضّحايا وشفاء الجرحى، نصلّي من أجل بلسمة جراح المتألّمين، نصلّي من أجل السّلام والرّاحة والاستقرار في الأيّام المقبلة، ونرفع الدّعاء من أجل كلّ الّذين ساهموا وأعطوا في سبيل التّخفيف من معاناة النّاس".

وإختتم قائلاً: "نحن ككنيسة لم ولن ننسى أحد، وبرحمة الرّبّ سنبقى متمسّكين بإيماننا القويّ ونتعزّى بقوّتكم وصمودكم وصبركم".

بعد الصّلاة، وضع البطريرك يوحنّا العاشر حجر الأساس لترميم الكنيسة كخطوة أولى مدوّنًا عليه ترتيلة "قم يا الله واحكم في الأرض، لأنّك ترث جميع الأمم".

تبع ذلك رشّ الغار وعزف الفرقة النّحاسيّة أناشيد تعانق ولادة حلب من جديد.