لبنان
09 كانون الأول 2019, 14:00

يوحنا العاشر: ندعو إلى الاستجابة إلى مطالب الحراك التي تعبّر عن تطلّعات الشّباب اللّبنانيّ وعن وجع النّاس

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، قداس الأحد في دير سيدة البلمند، عاونه فيه الأسقف قيس صادق ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة. وألقى البطريرك عظة جاء فيها بحسب إعلام البطريركيّة:

"أنطلق اليوم من رسالة القدّيس بولس الرّسول إلى أهل أفسس إذ يقول: "أطلب إليكم أن تسلكوا بكل تواضع ووداعةٍ وبطول أناةٍ محتملين بعضكم بعضًا في المحبّة مجتهدين أن تحفظوا وحدانيّة الرّوح برباط السّلام".
ونحن على أعتاب الميلاد المجيد، عيد السّلام الذي من العلى، أنطلق من رسالة اليوم موجّهًا كلام بولس إلى اللّبنانيّين جميعًا في هذه الأيام العصيبة التي يقف فيها لبنان على مفترق طرق. لبنان ينادينا جميعًا كي نتحمّل كلّنا رؤساءَ وحكوماتٍ ووزراء ونوابًا، سياسيّين وأحزابًا ومواطنين وحراكًا، مسلمين ومسيحيّين مسؤوليّتنا التّاريخيّة الملقاة على عاتقنا في النّهوض بهذا البلد. نحن اليوم أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة بين الجميع. المسؤوليّة تقع علينا جميعًا تجاه المواطن الذي يقبع تحت الفقر وتدهور اللّيرة والأوضاع المعيشيّة الصّعبة. لبنان أمانةٌ بيد الجميع وإنسانه أمانةٌ بيد الجميع. فلنضع هذا نصب أعيننا ولندرك أنّ تقاسم المسؤولية والتّكاتف هو المنقذ من الوضع الرّاهن في حين أن تقاذف المسؤوليّة والتّنافر هو الذي يؤدي إلى ما لا يراد.
وإننا، وأمام هذه الحالة، ندعو إلى الاستجابة إلى مطالب الحراك، تلك المطالب التي تعبّر عن تطلّعات الشّباب اللّبنانيّ وعن وجع النّاس وإرادتهم بقيام دولةٍ عادلةٍ وبناءِ وطنٍ بعيد عن الزبائنيّة والمحسوبية والفساد، وطنٍ يستجيب لأحلامهم ولتطلعاتهم ويوفّر لهم فرص العيش بكرامة وبحرّيّة. كما أننا نهيب بالمسؤولين أن يسارعوا إلى تشكيل حكومةٍ تستجيب لمتطلبات الشّعب المحقّة وتكون قادرةً على إنقاذ لبنان من الأزمة الاقتصاديّة الخانقة التي يعاني منها. ونذكّر هنا أن الإصلاح المرجو يتطلب إيمانًا بالقيم وترجمة لها في كلّ صعد الحياة.
وفي ظلّ هذه الظّروف المعيشيّة الصّعبة التي يرزح تحت وطأتها الشّعب، وفيما نستعد لاستقبال ميلاد المسيح، الذي عاش فقيرًا بين الفقراء، نشدّد على أهميّة ترجمة الحياة المسيحيّة أعمالًا تخفف من محنة الإخوة المحتاجين وتعاضدًا بين مختلف مكوّنات المجتمع وذلك كي يكون ميلاد المسيح مطفئًا كلّ جوع وبردٍ ومفيضًا دفء المحبّة في القلوب ومبزغًا فجر قيامة للبنان".