سوريا
25 أيلول 2023, 07:50

يوحنّا العاشر من منتدى الشّباب المسيحيّ: أيّها الشّبّان والشّابّات ابتعدوا عن موضة العصر الهدّامة وتمسّكوا بقيمكم وأخلاقكم وتعاليم كنيستكم

تيلي لوميار/ نورسات
واصل منتدى الشّباب المسيحي أعماله ونشاطاته في دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركيّ في وادي النّصارى، برعاية بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر وبركته.

ففي اليوم الثّاني، ومنذ ساعات الصّباح، نشط الشّبّان والشّابّات في القراءات الإنجيليّة الفرديّة والأحاديث الرّوحيّة الّتي أتت تتمّة لمحاضرات اليوم الأوّل من اللّقاء، حيث قدّم كلّ شابّ وشابّة خلاصة عن المواضيع الّتي تمّ تدارسها، منها: "أساسيّات  العلاقة مع الله".

خلال المداخلات، شدّد الآباء الكهنة على ضرورة عيش المحبّة من خلال الإنجيل والابتعاد عن الخطيئة لتكون علاقتنا مع الله متينة.

وتميّز اليوم الثّاني من منتدى الشّباب المسيحيّ الّذي يضمّ أكثر من ثمانين شابًّا وشابّة بالأجواء الرّياضيّة الحماسيّة الّتي رافقها التّشجيع والهتافات والّتي أغنت الشّبيبة بالفكر والمعرفة. وبحسب المنظّمين والمشاركين، إنّ الرّياضة  تمثّل رياضة المجتمع وتقرّب الشّبيبة من بعضها البعض لتكون رمزًا للمحبّة والتّلاقي لأنّها بحدّ ذاتها ثقافة.

كما توزّع الشّبّان والشّابّات إلى مجموعات وتدارسوا وناقشوا مواضيع روحيّة تهمّهم وسط التّحدّيات الرّاهنة وشاركوا في صلاة الغروب الّتي أقيمت في كنيسة الدّير.

في السّياق، تخلّلت اليوم الثّاني فقرة Spiritual Lotto حيث يختار كلّ شابّ وشابّة ورقة تفيده بالتّعرّف على أخوته في المجموعات الأخرى الأمر الّذي عزّز من روح الأخوّة والمحبّة فيما بينهم.

في الختام، توّج الشّبّان والشّابّات اليوم الثّاني من اللّقاء بإقامة سهرة ثقافيّة روحيّة في إحدى قاعات الدّير تخلّلتها تراتيل أضفت أجواء من الأمل والخشوع.

وفي اليوم الثّالث، بدأ الشّبّان والشّابّات نشاطاتهم بدردشة إعلاميّة،  حيث رصدت كاميرا المركز الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ للإعلام لقطات عفويّة ولقاءات خاصّة من يوميّاتهم الصّباحيّة في مركز النّعمة.

من ثمّ، توجّهوا جميعًا إلى كنيسة الدّير وأقاموا صلاة الصّباح،  تلتها القراءات الإنجيليّة الفرديّة.

بعد ذلك، توزّعوا إلى مجموعات وتناقشوا في مواضيع روحيّة.

ثمّ، استمعوا إلى حديث روحيّ قدّمه راعي أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت أفرام معلولي عن أساسيّات العلاقة مع الله، حيث أصغى إلى مداخلات الشّبّان والشّابّات الّتي تناولت مواضيع: الصّوم، الكتاب المقدّس، الصّبر، التّوبة والأعمال الصّالحة.

وأكّد المطران افرام في حديثه: "أنّ الصّلاة هي حوار مفتوح مع الله سواء كانت الصّلاة جماعيّة أو فرديّة لكن المهمّ أن تكون الصّلاة صادقة نابعة من القلب بعيدة عن المصالح الذّاتيّة".

أمّا في فترة ما بعد الظّهر، فقام الشّبّان والشّابّات برفقة منسّق اللّقاء الأب إغناطيوس دروج والفريق الإعلاميّ بزيارة حجّ إلى دير مار ضومط في بلدة المقعبرة بمنطقة وادي النّصارى والّذي يعدّ الدّير الوحيد الّذي يحمل اسم "مار ضومط" في سوريا، وأقاموا في كنيسته صلاة الغروب، تلتها جلسة روحيّة حواريّة تحدّث فيها الأب إغناطيوس عن سيرة حياة مار ضومط متطرّقًا إلى التّحدّيات الّتي تعيق العلاقة مع الله منها الابتعاد عن الكنيسة، استخدام التّكنولوجيا بطريقة غير ممنهجة، عدم القيام بالأعمال الصّالحة، عدم الإصغاء وغير ذلك من التّحدّيات.

بعد الانتهاء من زيارة دير مار ضومط، تقاسم الشّبّان والشّابّات لقمة المحبّة، تبعتها  حلقات روحيّة مع الأساقفة والآباء الكهنة، قبل أن يتوجّهوا إلى إحدى قاعات الدّير الّتي تزيّنت بفقرات ترفيهيّة ثقافيّة من إعداد الشّباب المشاركين في المنتدى، آملين أن يستتبع هذا اللّقاء لقاءات أخرى لما يكسبهم المعرفة، ويشدّدهم بالمحبّة والإيمان وتبادل الخبرات.

وتتويجًا للقاء منتدى الشّباب المسيحيّ، أقام البطريرك يوحنّا العاشر، أمس الأحد، القدّاس الإلهيّ في كنيسة دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركيّ في وادي النّصارى.

شاركه في الخدمة المطارنة: نقولا بعلبكي (أبرشيّة حماه وتوابعها)، أثناسيوس فهد (أبرشيّة اللّاذقيّة وتوابعها)، أفرام معلولي (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما)؛ والأساقفة رومانوس الحناة الوكيل البطريركيّ، أرسانيوس دحدل، موسى الخصي، ورئيس دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركيّ الأرشمندريت جراسيموس كباس، ولفيف من الآباء الكهنة والشّمامسة، بحضور عدد كبير من الشّبّان والشّابّات سواء المشاركين في منتدى الشّباب المسيحيّ أو الوافدين من شباب دمشق، وكشّاف المشتاية وجمهور كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك يوحنّا العاشر عظة تضمّنت شؤونًا كنسيّةً ووطنيّةً قال فيها:

"يا أحبّة، اسمحوا لي أن أعبّر عن فرحي لوجودي معكم وبينكم في هذا الدّير المقدّس، ومع الأخوة السّادة المطارنة ورئيس الدّير الجديد والشّبّان والشّابّات المشاركين في لقاء الشّباب المسيحيّ، والوافدين من دمشق وكشّاف المشتاية، لكم منّي كلّ محبّة وتقدير".

تابع: "نسمع في هذه الأيّام الكثير من الكلام عن التّعب واليأس وسط الظّروف والأزمات المتعدّدة والمتنوّعة والصّعبة، فكلّ واحد في عائلته يسعى جاهدًا ليؤمّن الخبز اليوميّ لأولاده ويصرخ مع بطرس ويقول لقد تعبنا... لكن يا أحبّة، إذا ما اتّكلنا على الرّبّ ورحمته، فإنّه سيمنحنا القوّة ونعمة الصّبر، وعندئذ سنرى أنّ كلّ التّعب يزول أمام كلمة الرّبّ، لكن الأهمّ أن نتعمّق بمعرفة الكتاب المقدّس وكلمة الله وخصوصًا الشّبّان، الأمر الّذي سيساعدنا في حياتنا، فنتقوى ونصبح حكماء وسنتغلّب على كلّ قساوة عيش.

ووسط ضجيج العالم والأزمات والحروب الدّائرة نسأل عن السّلام؟ الجواب يا أحبّة وبكلّ بساطة:

"إنّ سلام العالم يأتي ويذهب، وضيقات العالم كذلك تتضاعف وتزول في آن معًا، لكن السّلام الّذي يأتينا من الله لم ولن يزول، وهذا هو السّرّ الّذي يعيشه المؤمن في حياته، من هنا أرفع الصّوت وأقول:

"ما من أحد يستطيع أن ينزع منك السّلام مهما كبرت التّحدّيات وتضاعفت الأزمات، لأنّ إرادة الرّبّ هي دائمًا منتصرة".

بعد الانتهاء من القدّاس، توجه الجميع إلى صالون الدّير، والتمس الشّعب المؤمن بركة البطريرك يوحنّا مهنّئًا الرّئيس الجديد للدّير برسالته الجديدة القائمة على المحبّة والخدمة والبشارة.

هذا وكان لقاء للبطريرك يوحنّا مع الشّبيبة في كنيسة دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركي- وادي النّصارى، رفع خلاله الصّوت  قائلاً: "أيّها الشّبّان والشّابّات ابتعدوا عن موضة العصر الهدّامة وتمسّكوا بقيمكم وأخلاقكم وتعاليم كنيستكم."

إنّه لقاء الأب الرّوحيّ مع أبنائه، لقاء المحبّة، الفرح، الأمل والرّجاء.

إنّها كلمات تعجز عن وصف لقاء البطريرك يوحنّا العاشر مع الشّباب والشّابّات المشاركين في منتدى الشّباب المسيحيّ، أو الوافدين من شباب دمشق وكشّاف قرية المشتاية في كنف كنيسة دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركيّ- وادي النّصارى، وذلك بحضور المطارنة والأساقفة والآباء الكهنة والشّمامسة.

بلغ التّوهّج الأنطاكيّ ذروته حين استهلّ البطريرك اللّقاء بالصّلاة والقراءات المستقاة من  الكتاب المقدّس متوجّهًا إلى الشّبّان والشّابّات بالقول: "أنتم سفراء الكنيسة وأملها في هذا العالم المتغيّر، نريدكم أن تأخذوا دور السّفراء بكلّ جدّيّة، وأن تعلموا أنّ الكنيسة بحاجة إلى اندفاعكم والتزامكم. ويقول القدّيس يوحنّا الإنجيليّ "أيّها الشّبّان والشّابّات، لا تخافوا فإنّكم قد غلبتم الشّرّير"؛ وأنتم أيّها الشّبّان بالحقيقة تستحقّون هذا القول لأنّكم تربّيتم على محبّة الكنيسة وأثبتّم أنّكم أقوى من كلّ الأزمات والتّحدّيات. فاثبتوا على ذلك، وتشدّدوا، واعملوا بكلّ محبّة وخدمة. إعملوا ورشة عمل في الكنيسة وأظهروا قدراتكم، وافتخروا بكنيستكم أنطاكية العظمى، فنحن معكم وإلى جانبكم".

من ثمّ، ألقت الإعلاميّة ليا عادل معماري كلمة لخّصت فيها نشاطات المنتدى وورشات العمل الرّوحيّة الّتي تمّ التّطرّق إليها.

بعد ذلك، استمع البطريرك يوحنّا إلى مداخلات من المشاركين في المنتدى حول انطباعاتهم وخبراتهم، الأمر الّذي حول اللّقاء إلى منصّة حوار حقيقيّة بين الأب وأبنائه.

بعدئذ، أجاب بشفافيّة أبويّة عن أسئلة الشّبّان والشّابّات الّتي تناولت مواضيع عديدة منها: الإنترنت وتأثير مواقع التّواصل على حياة الإنسان والمجتمع والكنيسة، كيفيّة الوصول إلى الكمال في حياتنا، أهمّيّة التّوازن بين الحياة الرّوحيّة والاجتماعيّة، ماذا يعني لنا القدّاس الإلهيّ، وغيرها من التّساؤلات. بالطّبع، أجاب البطريرك على التّساؤلات وهو المعنيّ بالحياة الرّهبانيّة، والشّبيبة، واللّيتورجيا، واللّاهوت، والملمّ بكلّ هذه القضايا.

وإعتبر أنّنا نحن كمسيحيّين عندما نأخذ إسم مسيحيّ، نصبح عضوًا في جسد المسيح وجنودًا للمسيح يسوع، نحيا بالحياة معه، لذلك، فإنّ مسعى المسيحيّة هو أن تتقدّس بالقلب النّقيّ والطّهارة، والصّلاة، والتّوبة، والمصالحة مع الذّات والآخر، وعلى كلّ واحدٍ منّا أن يلجأ إلى مرشده الرّوحيّ كي يساعده لينمو في حياة النّعمة والفرح والرّجاء والنّقاوة".

تابع: "أيّها الشّبّان والشّابّات، إنّ المجتمع يقوم عليكم أنتم بكلّ ما أعطاكم الرّبّ من وزنات، حافظوا عليها، وابتعدوا عن موضة العصر الهدّامة للقيم والأخلاق والعائلة والمبادىء، أبعدوها عنكم كي لا تستعبدكم، حافظوا على كنيستكم ولا تتأثّروا بمواقع التّواصل الاجتماعيّ، بل كونوا رسل للكلمة الحقّ البعيدة عن التّشويه والافتراءات".  

وعن التّحدّيات قال: "ما من أزمة ستدوم، كلّ الضّيقات والتّحدّيات هي وقتيّة، لذلك تشجّعوا، اصمدوا لا تخافوا، فبنعمة ربّنا سننتصر على كلّ هذه الصّعوبات لأنّنا أبناء الرّجاء".

وبعد دردشة طويلة مع الشّبيبة، أنشد الشّبّان والشّابّات نشيد اللّقاء، وتوجّهوا إلى باحة الدّير متّخذين الصّور التّذكاريّة معه لتكون شاهدة على صفحات مشرقة في تاريخ الكنيسة.

في فترة ما بعد الظّهر، شارك الشّبّان والشّابّات في صلاة الغروب.

بعدها، توزّعوا إلى مجموعات وناقشوا مواضيع روحيّة تناولت أساسيّات العلاقة مع الله وحضوره بيننا.

وتوّج الشّبّان والشّابّات يومهم الرّابع بسهرة ثقافيّة ترفيهيّة عبّروا خلالها عن عاداتهم وتقاليدهم المتّبعة في بلداتهم، كما قدّموا فقرات ومشاهد ترمز إلى مواضيع معيّنة، وذلك بحضور المتروبوليت أنطونيوس الصّوريّ (أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما)؛ الأسقف رومانوس الحناة- الوكيل البطريركيّ، الأسقف موسى الخصي، آباء كهنة وشمامسة.

في ختام هذا النّهار المميّز، عبّر الشّبّان والشّابّات عن فرحهم بهذا المنتدى الّذي أعطاهم السّلام الدّاخليّ الحقيقيّ.