الخليج العربيّ
30 أيار 2022, 07:50

يوحنّا العاشر للمؤمنين خلال تدشين كنيسة حارث بن كعب- مسقط: أنتم مزروعون في قلب كنيسة أنطاكية، رسالة لا تنسونها

نورسات/ مسقط
دشّن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر وكرّس، يوم الجمعة، في إطار زيارته الرّعائيّة إلى مسقط- سلطنة عمان بدعوة من راعي أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت غطّاس هزيم، كنيسة القدّيس حارث بن كعب النّجرانيّ النور. فوسط حضور كنسيّ وشعبيّ وعلى وقع عزف الفرقة الموسيقيّة من فوج القدّيس يوحنّا المعمدان الكشفيّ، دخل إلى الكنيسة محاطًا بالإكليروس والشّعب المؤمن الّذي رصّ الصّفوف منتظرًا راعي الرّعاة البطريرك يوحنّا العاشر ليدوّن هذا اليوم التّاريخيّ في سجلّ الكنيسة الأنطاكيّة.

بعد الاستقبال، أقام خدمة تكريس الكاتدرائيّة، وبعدها القدّاس الإلهيّ بمشاركة المطارنة راعي الأبرشيّة غطّاس، الياس (أبرشيّة صيدا وصور وتوابعهما) باسيليوس (أبرشيّة عكّار وتوابعها)، أنطونيوس (أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما)، أفرام (حلب والإسكندرون وتوابعهما) والأساقفة ديمتري شربك، غريغوريوس خوري (الوكيل البطريركيّ)، أرسانيوس دحدل، ولفيف من الآباء الكهنة والشّمامسة.

وألقى يوحنّا العاشر عظة ممّا جاء فيها: "تعال وانظر، إلى هذه الكنيسة الّتي تعدّ نعمة كبيرة، نعمة في الإيمان والأصالة والثّبات أينما وجدتم، تعالوا جميعًا لنصرخ مع بطرس أنت المسيح إبن الله الحيّ، هذا هو الإيمان المسيحيّ الّذي يدخل إلى قلوبنا ويترجم بأقوالنا وأفعالنا، لذلك إنّ كلّ واحد منّا مدعوّ ليجعل من قلبه مسكنًا للرّبّ، مدعوّ ليتجدّد بالمسيح يسوع.

إنّ هذا الحدث الكنسيّ التّاريخيّ هو بمثابة بشرى الخلاص، بشرى النّور وهي الّتي يجب أن نحياها في قلوبنا.

إنّ هذه الرّعيّة المحروسة بالله هي في قلب كنيسة أنطاكيّة، وأشدّد أنّكم مزروعون في قلبها، هذه رسالة لا تنسونها، ونطلب من الرّبّ أن يزيدكم من خيراته الأرضيّة والسّماويّة".

في الختام، صافح البطريرك يوحنّا العاشر المؤمنين.

هذا وأقيمت أمسية موسيقيّة بعنوان" نشيدنا صلاة"، وسط  أجواء رجائيّة هبت نسماتها على ترانيم الأطفال مطعّمة بنفحات وبراءة الطّفولة، وذلك بمناسبة زيارة البطريرك يوحنّا العاشر الرّعائيّة إلى مسقط- سلطنة عمان، حضرها المطارنة، والآباء الكهنة، الشّمامسة وأبناء الأبرشيّة ومدعوّون.

خلال الأمسية، أبدع أطفال مدارس الأحد الأرثوذكسيّة في رعيّة مسقط، وحلّقوا بتراتيل تعانقت مع نشيد التّرحيب الّذي أعدّ خصّيصًا لاستقباله بقلم يارا حنّا.  

أمّا الجزء الثّاني من الأمسية، فتخلّلته معزوفات لفوج كشّاف القدّيس يوحنّا المعمدان- الكويت بقيادة قائد الفوج عمر الرّحباني، وقد حاكت المعزوفات الثّقافة وخطّت تراث الآباء والأجداد.

في ختام الأمسية، توجه البطريرك إلى الأطفال، الشّبّان والشّابّات والمشاركين بكلمة قال فيها: "ترتسم أمامي الآية الإنجيليّة "ها أنا والأولاد الّذين أعطانيهم الله"، واجتماعنا في هذه الأمسية يعبّر عن هذه الآية الإنجيليّة من جهة، ويؤكّد على تماسك العائلات وتنشئة الأطفال على محبّة الكنيسة والتّربية الصّالحة من جهة ثانية".

أضاف: "يا أحبّة، إنّ العائلة هي ركن أساس في مجتمعاتنا، أوطاننا وكنيستنا، وقد شعرنا في زيارتنا الرّعائيّة هذه بالمعنى الحقيقيّ للعائلة الواحدة، هذا المعنى الّذي يؤكّد أنّنا أينما وجدنا ما من شيء يفصلنا عن بعضنا البعض وعن محبّة المسيح، لذلك حافظوا على وديعة الإيمان هذه".

 

وإختتم: "أشكر الأطفال وفوج الكشّافة فردًا فردًا وأثني على أدائهم المتميّز وأتمنّى لهم المزيد من الاستمراريّة، وأطلب من الرّبّ أن يحميهم ويحمي الجميع كي تبقى هذه البلاد رمزًا للسّلام والمحبّة، واسمحوا لي أن أشدّد أنّ هذه الزّيارة قد سجّلها التّاريخ في أنطاكية، أنطاكية الشّهادة للحقّ والإنجيل المقدّس".

أمّا السّبت فاستقبل السّفير اللّبنانيّ لدى سلطنة عمان ألبير سماحة البطريرك يوحنّا العاشر، وراعي أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت غطّاس هزيم والوفد المرافق، وذلك في مقرّ السّفارة اللّبنانيّة- مسقط- سلطنة عمان.

كما التقى البطريرك يوحنّا العاشر مجلس الرّعيّة وأبناء مدارس الأحد في مسقط بحضور راعي أبرشيّة بغداد وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت غطّاس هزيم، وراعي أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت أفرام معلولي، ولفيف من الآباء الكهنة والشّمامسة.

بداية، استمع إلى شجون وهموم أبناء الرّعيّة وتطلّعاتهم المستقبليّة تجاه ما يأملون تحقيقه على مختلف الصّعد واصفين زيارته بأنّها علامة رجاء للكنيسة.

بدوره، ردّ على تساؤلاتهم مثنيًا على عمل مجلس الرّعيّة الّذي يعمل لخير الرّعيّة بروح المحبّة والتّعاون، هذا المجلس الّذي لا يتوقّف حضوره على العمل فقط إنّما يستمرّ بالحضور، المشاركة والالتزام.

وأكّد أنّ الرّعيّة الصّغيرة تقاس بأعمالها كما أنّها تكبر مع راعيها بوحدتها، بتماسكها، بتعاونها وتضامنها، محيّيًا ثبات أبناء الرّعيّة وتمسّكهم بقيمهم وبالعائلة الّتي تشكّل المدماك الأساس في بناء المجتمع.

كما أشار إلى الصّعوبات والتّحدّيات الّتي قد تواجه أبناء الكنيسة لكن بالإمكان تحويلها إلى نعم وفيرة بفعل العين السّاهرة على الأبرشيّة المطران غطّاس هزيم وكاهن الرّعيّة الأرشمندريت ديمتري منصور.

وإلتقى أيضًا مجموعة من الجالية اليونانيّة الّتي عبّرت عن اعتزازها بهذه الزّيارة التّاريخيّة، لما تعطي من دعم معنويّ ورجاء كبير لأبناء الكنيسة.

بدوره، شكر البطريرك يوحنّا أبناء الجالية اليونانيّة على محبّتهم للكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة مؤكّدًا عمق الرّوابط التّاريخيّة الّتي تربط بين الكنيستين ومشدّدًا على ضرورة التّعاون وتكريس المحبّة لبناء العائلة الواحدة.

هذا واستقبل السّفير السّوريّ لدى سلطنة عمان إدريس ميا البطريرك يوحنّا العاشر وهزيم والوفد المرافق، في مقرّ السّفارة في مسقط.  

كما زار البطريرك يوحنّا العاشر نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العمانيّ فهد بن محمود آل سعيد، وحضر اللّقاء من الجانب العماني وزير الخارجيّة بدر البوسعيدي ووزير الأوقاف والشّؤون الدّينيّة الشّيخ عبدالله السّالمي، ومن الجانب الأنطاكيّ المطران غطّاس هزيم والمطران أفرام معلولي والأرشمندريت ديمتري منصور.

وللمناسبة، رحّب آل سعيد بالبطريرك وبالوفد المرافق، وأكّد أنّ السّلطنة كانت وستبقى منبرًا للتّسامح والإخاء، ونوّه بطيب العلاقة مع بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق مؤكّدًا على نهج السّلطنة في ضرورة مدّ جسور التّواصل والانفتاح سبيلاً إلى رقيّ الإنسان والمجتمعات.

من جهته، أعرب البطريرك يوحنّا العاشر أثناء اللّقاء عن تقديره لسلطنة عُمان لما قدّمته وتقدّمه من تسهيلات لأبناء الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة، مثمّنًا قيم التّسامح والانفتاح والمحبّة الّتي تسود في السّلطنة. كما أعرب عن شكره للتّسهيلات المقدّمة لبناء الكنيسة في مسقط. وتمنّى لعمان وللشّعب العمانيّ دوام التّقدّم والازدهار. وأكّد على قيم المواطنة والعيش الواحد مع سائر الأطياف.