يوحنّا العاشر للبابا: أهلًا بكم في لبنان الوطن الرّسالة
"قداسة البابا،
أصحاب السماحة والقداسة والغبطة،
أيها الحضور الكريم،
قال اللاتين: Ex Oriente Luxمن الشرق نور. ومن نور هذا الشرق نرحب بكم قداسة البابا.
أهلاً بكم في لبنان، في البلد الذي ينمو صدّيقُ الرب كأرزه.
يسرني أن أرحب بكم بلغة الضاد باللغة التي عمدها المسيحيون ونحن في قلب هذا العالم العربي.
أهلاً بكم في الشرق، في الأرض التي اقتبلت المسيح طفلاً مولوداً وفي الأرض التي انغرس فيها صليبه واقتبلت أقدام تلاميذه ونقلت بشرى إنجيل قيامته إلى أقاصي الأرض.
أهلاً بكم في كنيسة أنطاكية، حيث تسمى التلاميذ مسيحيين. كنيسة أنطاكية بكل أطيافها الكنيسة الأولى التي أسسها بطرس الرسول تعانق بشخصكم الكريم كنيسة روما، الكنيسة التي أرست جذور الإيمان بالمسيح في أوروبا.
أهلاً بكم في لبنان الوطن الرسالة لقباً أطلقه شارل مالك ابن كنيستنا الأنطاكية الألمعي الذي كان له دوره الأساس في إقرار شرعة حقوق الإنسان، لقباً عاد وأكده قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في زيارته لبنان.
أهلاً بكم في هذا البلد الفريد الذي يتنفس برئتيه الإسلامية والمسيحية. أهلاً بكم في لبنان بلد العيش الواحد، بلد المكونات التي تتكامل وتتشابه، لا بل تنصهر لتكوّن لبنان.
أهلاً بكم في جوار سوريا وفي جوار فلسطين. في هذا الشرق الأوسط الذي اخترتموه أول محطٍّ لزياراتكم الخارجية الرسولية. وكأنكم تقولون إن مسيحيي الشرق هم في قلب اهتمام الكرسي الرسولي.
وجودكم ههنا بحد ذاته هو رسالة. نضع أمامكم هذا البلد وهذه الأرض بما ذكرنا من رمزية ونثق أننا في صلواتكم كما أنكم في صلواتنا.
وختاماً، أهلاً مجدداً في هذا الشرق. ووجه المسيح، المتمثل بحضور المسيحيين فيه المتآلف والمحب مع الإسلام المتسامح، لن يغيب عن هذا الشرق.
عشتم قداسة البابا، عشتم جميعاً وعاش لبنان.
