يوحنّا العاشر: كفى قهرًا للشّعب الفلسطينيّ وللشّعب السّوريّ وللشّعب اللّبنانيّ!
في ختام الصّلاة، عبّر البطريرك يوحنّا عن أهمّيّة كنيسة أنطاكية، وقال: "أنطاكية الكنيسة الأمّ الّتي صدّرت للعالم كلمة مسيحيّين، إذ فيها دعي التّلاميذ أوّلاً مسيحيّين، وأطلقت هذا الاسم إلى العالم أجمع وأرقصته طربًا على أفواه النّاس،
أنطاكية الكنيسة الّتي أعطت للعالم أجمع وللمسكونة رجالًا عظماء كبارًا، قدّيسين وقدّيسات، قدّموا الخير والفضيلة،
أنطاكية الّتي أعطت القدّيس إغناطيوس الحامل الإله، والقدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفمّ، والقدّيس يوحنّا الدّمشقيّ، أعطت في الآونة الأخيرة، البطريرك غريغوريوس الرّابع، البطريرك الياس الرّابع والبطريرك إغناطيوس الرّابع، واليوم نكرّم الشّهيدين في الكهنة نقولا وحبيب خشّة الأنطاكيّين،...
كنيسة أنطاكية هي الكنيسة الشّاهدة والشّهيدة في آنٍ معًا... إنّنا مغروسون في هذا الشّرق وثابتون فيه".
من جهة ثانية، طالب أصحاب القرار في العالم بحقّ الشّعب الفلسطينيّ بإقامة دولته، متوقّفًا عند المأساة الّتي تجري في غزّة اليوم، وقال: "كفى قهرًا للشّعب الفلسطينيّ وللشّعب السّوريّ وللشّعب اللّبنانيّ".
وتساءل: "أين هو العدل؟ وأين هي حقوق الإنسان؟ نطالب أصحاب الحقّ بحقّنا العادل، بأن يكون لنا كرامة كسائر الشّعوب، وهنا أذكّر بالمطرانين المخطوفَين بولس ويوحنّا".
هذا وتوقّف عند سيرة القدّيسَين الأبوين نقولا وحبيب خشّة، متناولاً نقطتين:
"الأولى: أنّ القداسة مسيرة لكلّ مؤمن، وليست "فقط" للرّهبان والرّاهبات، القداسة هي مسيرة كلّ إنسان خيّر، وهي أن تنسى ما وراء، أيّ الظّلمة والقتل والرّذيلة وأن تمتدّ إلى الأمام، إلى السّيّد وإلى الفضيلة.
الثّانية: حول أهمّيّة العائلة. فالقدّيس نقولا والقدّيس حبيب، كلّ منهما وُلد في عائلة وربّى عائلة، فلنحافظ على عائلاتنا وأولادنا وأطفالنا"، ولفت إلى أنّ كلمات أب وأم وجدّ وجدّة وأخ وأخت هي كلمات مقدّسة علينا المحافظة عليها، وعلينا تربية أولادنا بحسب الكتاب المقدّس.
وتطرّق ختامًا إلى المؤتمر العلميّ العالميّ الّذي عقدته مؤخّرًا الكنيسة في البلمند، وإلى أعمال المجمع المقدّس، معبّرًا عن الوحدة الكامنة وعن القوّة الكامنة في كنيسة أنطاكية، هذه الكنيسة الممتدّة من أقاصي الأرض إلى أقاصيها. "هذه الكنيسة عبّرت عن الوحدة المتينة والتّعبير الأمثل الّذي كان في قرار إعلان قداسة الأبوين نقولا وحبيب خشّة، الّذي تهلّل له الجميع"، مؤكّدًا أنّ "إعلان القداسة ليس للافتخار والتّباهي والتّكبّر، ولكن للسّرور الآتي من لدن الله".
وفي الختام، كان زيّاح أيقونة القدّيسين الشّهيدين في الكهنة.