سوريا
24 تشرين الثاني 2021, 06:55

يوحنّا العاشر ترأّس في الكاتدرائيّة المريميّة رسامة أرسانيوس دحدل أسقفًا مساعدًا

تيلي لوميار/ نورسات
فرحت الكاتدرائيّة المريميّة في دمشق بالرّسامة الأسقفيّة للأرشمندريت أرسانيوس دحدل بلقب أسقف جرابلس (ايرابوليس)، والّتي استُهلّت مراسمها مساء الجمعة في صلاة الغروب ترأّسها بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، بعد استدعاء الأسقف المنتخَب إلى القاعة البطريركيّة، فافتتحها دحدل وتلا في نهايتها اعتراف الإيمان.

أمّا صباح السّبت فترأّس البطريرك يوحنّا العاشر القدّاس الإلهيّ، وعاونه فيه المطارنة: الياس (صور وصيدا)، سابا (حوران)، جاورجيوس (حمص)، باسيليوس (عكّار)، أنطونيوس (زحلة)، نيقولاوس (حماه)، أثناسيوس (اللّاذقيّة)، أفرام (حلب)؛ والأساقفة: موسى الخوري، ديمتري شربك ويوحنّا بطش، ولفيف من الآباء الكهنة والشّمامسة، بحضور القائم بأعمال السّفارة اليونانيّة السّفير نيقولاوس بروتونوتاريوس، وقنصل اليونان في سوريا وعدد من أعضاء مجلس الشعّب ورسميّين وحشد كبير من المؤمنين.

في نهاية القدّاس، وبعدما وضع البطريرك التّاج على رأس الأسقف الجديد وسلّمه عصا الرّعاية، كانت ليوحنّا العاشر كلمة عدّد فيها- بحسب إعلام البطريركيّة- "مناقب الأسقف الجديد وأثنى على الإيمان الّذي تربّى عليه في عائلته الصّغيرة. هذا الإيمان الّذي دفع بالأسقف أرسانيوس أن يكرّس نفسه لخدمة الكنيسة ومعلّمه يسوع المسيح".

بعدها ألقى الأسقف أرسانيوس كلمة جاء فيها: "سيِّدي ومولاي، صاحبَ الغبطة، البطريركَ يوحنّا العاشر، بطريرك مدينة الله أنطاكية العظمى وسائر المشرق الكلّيّ الطّوبى والجزيل الاحترام.

أصحابَ السِّيادةِ، المطارنةَ أعضاء المجمع الأنطاكيّ المقدّس والأساقفة الجزيلي الاحترام.

السّادة الرّسميّين

قدسَ الآباءِ الأجلاء

إخوتي الرّهبان والرّاهبات

أيّها الأحبّاء

مجدًا لله أرفعُ وشكرًا وتسبيحًا لحنوّهِ أسجدُ.

إذ أهّلني أنا غير المستحقّ لشرف وعظم رئاسة الكهنوت.

أشكركم يا صاحب الغبطة وأشكر أصحاب السّيادة آباء المجمع الأنطاكيّ المقدّس على الثّقة الّتي منحتموني إيّاها.

وبالوقت عينه إذ أشعر بعظمة خدمة رئاسة الكهنوت ويشملني الخوف والرّعدة، أمام سموِّ المسؤوليّةِ والأمانةِ الّتي تودعوني إيّاها اليوم، أترجّى أن تحملوني بصلواتكم لأكون أهلاً للنّعمة والثّقة المعطاة لي، كي أظهر أمام عرش السّيّد بلا لوم، حينما يأتي ليدين الكلّ.  

صاحب الغبطة للكاتدرائيّة المريميّة أمّ كنائس دمشق، أثر كبير في قلبي، ففيها ترعرعت وعلى قرّايتها رتّلت، وبين آبائها عشت.

هنا التقيت صاحب الغبطة المثلّث الرّحمات إغناطيوس الرّابع الّذي كان لحنوّه الأبويّ وقع عميق في قلبي، فرغم مغادرتي عام 1994 إلى الدّير لعيش الرّهبنة وغيابي الطّويل بسبب دراستي في اليونان، لم ينسني وعاد وطلبني من صاحب السّيادة المطران جاورجيوس (خضر) وأعادني لأخدم تحت جناحيه في هذه الكاتدرائيّة عام 2010.

ولا أنسى المرتّل الأوّل للكرسيّ الأنطاكيّ المقدّس المرحوم ديمتري كابلانيس الّذي رعاني كإبن له وزرع فيَّ حبّ الموسيقى الكنسيّة.

هنا يا صاحب الغبطة في هذه الكاتدرائيّة، تعوّدنا كلّ صباح خدمة ليتورجية أن نأتي لنعيش عظمة الأرثوذكسيّة وجمالها اللّيتورجيّ، وعبق أريج قدّيسيها الفوّاح الّذي يملأ الكون.

هنا أمّ الإله جمعتني مع كثيرين من أترابي واصطادتني بطهارتها وفضائلها، فانسكب فينا عشق المسيح، وحبّ الخدمة ألهبنا.

فصرنا مع مرشدينا في مدارس الأحد الأرثوذكسيّة ننطلق إلى الرّيف وننشئ الجوقات ونخدم التّعليم في القرى، ونقيم السّهرانيّات.

واليوم إذ أهلّني الرّبّ بنعمة روحه القدّوس لدرجة رئاسة الكهنوت، تتضاعف الوزنة وتزداد الخدمة وأشعر أنّ العذراء تدعوني من جديد لأخدم ببركتكم وبإرشاداتكم أبناء هذه المدينة المباركة، أخوة يسوع، متشبّهًا بمعلّمي الّذي ائتزر وغسل أرجل التّلاميذ.

فرئاسة الكهنوت خدمة معمّدة بحبّ التّضحية ورعاية إخوة يسوع، هي بذل وصلب مع المسيح حبًّا بكلّ إنسان. هي محبّةٍ تذهبُ إلى حدِّ الفداءِ والتّضحيةِ بالذّات، ولكنَّها لا تفتأُ توجِّهُ بصبرٍ وتقوِّمُ برفقٍ وتحثُّ بطولِ أناةٍ وتؤنّبُ حين يلزم بمحبّة.

في هذه السّاعة المباركة، اسمحوا لي يا صاحب الغبطة، أن أشكر:

أبي وأمي من تعبَا وسهرا على تنشئتي فليس من كلام أهل لوصف تضحيتهما وحبّهما.

إخوتي سندي وعزوتي الّذين رافقوني في كلّ خطوة من حياتي وكانوا دومًا بجانبي.

آل دحدل بكلّ فروعهم من كانوا وما زالوا يضرب فيهم المثل بحبّ الله والوطن والأمانة والغيرة على الكنيسة الأرثوذكسيّة المقدّسة.

أصدقائي وإخوتي في مدارسِ الأحد الأرثوذكسيّة، الّذين تعلَّمتُ منهم ومعهم الكثير.

إخوتي بالرّوح، الرّهبانَ من فيهم شممت عطر القداسة ولا أنسى الرّحم الّذي ولدت منه دير سيّدة حمطورة.

أبنائي رهبان دير القدّيس جاورجيوس الحميراء، من خدموا وما زالوا يخدمون بمحبّة وصمت كلّ عطشان لواحة الدّير المقدّس.

وهنا لا بدَّ لي أن أتوجّه بالشّكر إلى الحكومةَ اليونانيّةَ على المساعدةِ الّتي قدّمَتْها لي من أجلِ إتمامِ دراستي اللّاهوتيَّةِ، ولا أنسى أيضًا الكنيسةَ اليونانيَّةَ الّتي فيها حصلت على خبرة كبيرة، وأخصّ بالذّكر متروبوليت ثيسالونيكي صاحب القداسة أنثيموس.

كما أشكر بشكل خاصّ صاحب السّيادة داود متروبوليت غريفينون، الّذي أحاطني بمحبّتِه الأبويّة وتعهّدني روحيًّا كلّ فترة دراستي.

Εδώ πρέπει να ευχαριστήσω την Ελληνική Κυβέρνηση δια την βοήθεια την οποία μού προσέφερε για να ολοκληρώσω τις θεολογικές μου σπουδές. Ευχαριστώ επίσης και την Εκκλησία της Ελλάδος από την οποία απέκτησα μεγάλη εμπειρία, Τον Παναγιώτατον κ. Άνθυμο δια την πατερική του αγάπη, και ιδιαταίρως ευχαριστώ τον Σεβασμιώτατο Κ. Δαυίδ μητροπολίτην Γρεβενών ο οποίος μέ περιέβαλε με την πατερική του αγάπη και με ανέλαβε πνευματικά καθ’ όλη τη διάρκεια των σπουδών μου.

أشكر كلِّ الإكليروسِ والشَّعبِ وأعضاء مدارس الأحد الأرثوذكسيّة وأهل قريتي وكلّ الّذين أبهجُوني اليومَ بحضورِهم، وخاصَّةً أُولئك الّذين أتو من أماكن بعيدة.  

أشكر أعضاءِ الجوقةِ وفرق المراسمِ، والكادر الإعلاميّ، الّذين أضفَوا على الخدمة والاحتفالِ رونقًا خاصًّا.  

وأشكر بشكل خاصّ أصحاب السّيادة المطارنة الّذين شاركوني هذا الفرح العظيم.

ويبقى الشّكر الأكبر لكم يا صاحب الغبطة حيث أفضتم عليّ من محبّتكم وأعطيتموني ثقة كبيرة إذ سلّمتموني قبل ستّ سنوات الدّير الأحبّ إلى قلبكم والّذي فيه يسكن ويستكين قلبي، واليوم من جديد تستدعوني لرئاسة الكهنوت العظيمة، لحمل صليب خدمة أكبر، لذا أشكركم من كلّ قلبي وأقول فليكن مباركًا يا صاحب الغبطة والمجد لله على كلّ شيء."