يوحنّا العاشر يعزّي بأمير الكويت
"نودّ عبر كتابنا الحاضر أن نبعث لكم وعبركم إلى الشّعب الكويتيّ بخالص المشاعر الصّادقة والتّعازي القلبيّة بوفاة المغفور له بإذنه تعالى الأمير صباح الأحمد الجابر الصّباح. إنّ كلماتٍ قليلة ونذرًا يسيرًا ليس له أن يحيط بمسيرة الفقيد الكبير والّتي يذكرها الكويتيّون خصوصًا والعرب عامّةً والعالم أجمع. لقد جعل الفقيد الكبير من الكويت موئلاً للوئام والخير العامّ وسط توازنات وتشنّجات هذا العالم وجسرًا احتفظ ويحتفظ بكلّ علاقةٍ طيّبةٍ مع الكلّ ليدرأ عن شعبه ويصونه في الخير والمحبّة والوئام، وليسهم ما أمكن في حلّ كلّ نزاع. نحن نذكر بوافر التّقدير والاحترام موقفه وجهوده لإحلال السّلام في لبنان في أواخر ثمانينيّات القرن الماضي. كما نذكر ونقدّر موقفه المعتدل المترّوي والدّاعي لحلّ الأزمة السّوريّة بالطّرق السّلميّة. ونذكر أيضًا حفاوته الكبيرة ونبل شخصه يوم استقبلنا في زيارتنا للكويت في كانون الثّاني 2015، والّتي إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على احتضانه لأبنائنا المسيحيّين الأنطاكيّين الموجودين في الكويت ولسائر الأطياف والمكوّنات.
وإذ نبعث بتعازينا القلبيّة الحارّة لوفاة الفقيد الكبير لكم شخصيًّا وللأسرة الكريمة ولكلّ شعب الكويت، نحن الّذين التقيناكم شخصيًّا وعرفناكم حاملين حكمته طيب خصاله، نرسل طيّها تهانينا ودعواتنا لكم لمناسبة تولّيكم الإمارة من بعده، كي يمنحكم المولى القدير من حكمته زادًا ويزيدكم من مَعِيْنهِ قوّةً للسّير قدمًا فيما بدأه السّلف الصّالح والّذي بمشورته وتقديره انتقاكم كوليّ للعهد، لما رأى فيكم من خصال، لهذه المهمّة النّبيلة.
نسأل الله أن يأخذ بيمينكم لما فيه خير الشّعب الكويتيّ ونسأله أيضًا أن يتغمّد الفقيد الكبير بوافر رحمته ويديم مراحمه الرّبّانيّة على الكويت وعلى العالم أجمع."