ولادة دير القديس بولس الرسول البطريركي في تل كوكب من جديد!
في هذا الدير، تحول فيه شاول المضطهد الى ابرز شخصية واصبح المجاهد الأكبر الذي بشر بالعقيدة الجديدة بين اليهود والوثنيين وبالرغم من كل الأذى الذي الحق به الى انه تحمل كل ذلك من اجل حياته مع المسيح. وبالتالي يعد نصب القديس بولس في دير رؤية مصدرا رئيسا للتشريع بشقيه الروحي والاجتماعي، لا بل الأثر الأبعد في نشر المسيحية. بحيث التصق بولس بطابع ارتداده الفائق الطبيعة، التصاقا لا تنفك عراه، وصار المسيح السماوي بملء قوته في توافق مع حياته.
واذا ما تعمقنا في شكل الدير حاليا، فهو عبارة عن بناء دائري شامخ في وسطه كنيسة وقد احيط بأطلال واعمدة وقناطر ولوحة طبيعية خلابة.
مقابل ذلك، انه يقام في هذا الدير ومنذ تدشينه العام 1962 قداسا احتفاليا في التاسع والعشرين من شهر حزيران من كل عام بمناسبة عيد الكرسي الأنطاكي عيد شفيع الدير بحيث كان يعتبر في السابق عبارة عن مقام روحي صغير.
رئيس الدير الأرشمندريت متى رزق قال:" تم تدشين الدير بشكله الحالي اليوم العام 2005 ولكن وبسبب الأزمة السورية والمخاطر التي احدقت بالبلدات المجاورة لتل كوكب غابت الحياة الروحية عن الدير الى حين استتب الأمن وبات الدير يشهد على ولادة جديدة في العام 2018 وليس وجود البطريرك يوحنا العاشر بيننا اليوم في دير الرؤية سوى تأكيد قاطع على دعمه الأبوي والروحي لنا وللدير المقدس الذي يؤمه المؤمنون مساء يوم السبت من كل اسبوع طلبا للصلاة والتضرع والمشاركة في القداسات. ويملك الدير حوالي 300 دنم ويحوي العديد من الآثار. وبالتالي علينا ان نحافظ على امانة آبائنا واجدادنا لأن الرسل علمونا ان نبقى هنا".
اما وكيل الدير سليمان يوسف السرج فسرد شهادة حياته وقصته مع الدير الذي لم يتركه ابان الأزمة بل جعل منه الملجأ الروحي والحضن الآمن قائلا:" انا وكيل للدير منذ العام 1996 ولم اتركه خلال الأزمة بل حافظت عليه من يد الارهاب والتخريب واصريت على البقاء ووضعت هدفا يقضي بأن ابقى ثابتا صامدا بعيدا عن الخوف والتقوقع، بحيث كنت املك الكثير من الجرأة والشجاعة والاندفاع الروحي كان سيد حياتي، واشكر الرب ان الازمة زالت عن البلدات المحاطة بالدير وها هي ولادته تعود من جديد".