العالم
29 تشرين الأول 2024, 08:40

وثيقة " لقد أحبَّنا" تدعو المؤمنين إلى الخروج من الفردانيّة لملاقاة الآخرين": الكاردينال أوزفالد غراسياس

تيلي لوميار/ نورسات
علّق الكاردينال أوزفالد غراسياس، رئيس أساقفة مومباي في الهند، على الرسالة العامّة "لقد أحبّنا" لافتًا، من جهة إلى أنّ المؤمنين الكاثوليك في الهند يفتخرون بوجود صورة "قلب يسوع الأقدس"في بيوتهم، ومؤكّدًا، من جهة أخرى أنّ الكنيسة في الهند يمكن أن تستفيد كثيرًا من الوثيقة لكونها ستعطي دفعًا يشجّع المؤمنين على فهم معنى محبّة الله لنا وكيفيّة تجاوبنا مع هذه المحبّة، وفق ما نقلت "فاتيكان نيوز عربيّة".

 

ورأى الكاردينال غراسياس أنّ الرسالة العامّة الرابعة للبابا فرنسيس حول قلب يسوع الأقدس "لقد أحبّنا" تساعد القارئ على فهم كيفيّة إقامة علاقة مع الربّ يسوع، مذكّرًا بأنّ محبّة الله موجّهة، في المقام الأوّل، إلى الأشخاص الفقراء والمهّمشين، وهذه العلاقة هي الخطوة الأولى باتّجاه بناء السلام والتناغم.

أضاف غراسياس: "جاءت هذه الوثيقة في الوقت المناسب، وستكون مصدر عون وقدوة روحيّة للمؤمنين، فعالمنا هو شاهد على العديد من الحروب والصراعات المسلَّحة، وهو بأمسّ الحاجة إلى السلام، وهي مسألة يوليها المواطنون في الهند قيمة كبيرة. بالإضافة إلى  تسليط الضوء على العلاقات التي هي بالغة الأهمّيّة من أجل الاعتناء بالأشخاص الآخرين".

أشار الكاردينال غراسياس إلى أنّ أعمال المحبّة كلّها التي يقوم بها المؤمنون الكاثوليك في الهند تنبع من قلب يسوع الأقدس، وهذا يحصل عندما يلمس المؤمن قلب الربّ الذي يبدّل قلب الإنسان ليلمس بدوره قلوب الآخرين. وذكّر في هذا السياق بأنّ الكنيسة الكاثوليكيّة في الهند تدير حوالى خمسة وعشرين ألف مؤسّسة، من مدارس ومعاهد وكلّيّات ومستشفيات وعيادات ومراكز إعادة تأهيل وغيرها من المؤسّسات.

أوضح الكاردينال أنّ هذه النشاطات كلّها هي بمثابة تجاوب مع دعوة الربّ لنا، واقتداء به، وتعكس المحبّة المنبعثة من قلبه الأقدس. وللكنيسة واجب، لا مفرّ منه، ألا وهو الاعتناء بالآخر بغضّ النظر عن مكانته المجتمعيّة وانتمائه الدينيّ. ولفت إلى أنّ الربّ اقترب من معاناة البشر وآلامهم، وكان يصنع خيرًا معتنيًا بالمتألّمين وطالبي المساعدة. وهذا التفاعل انبعث من قلبه الأقدس.

تحدّث الكاردينال غراسياس عن التزام الكنيسة الهنديّة، على صعيد الرعاية الصحّيّة، مشيرًا إلى أنّها تسعى إلى التخفيف من آلام المرضى، لا سيّما الفقراء العاجزين عن تحمّل نفقات العلاج. حيث أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة، في الهند، تملك سبعمئة وستّة وأربعين مستشفىً، ومئات المؤسّسات الصحّيّة، بالإضافة إلى مئة وخمسة عشر مركزًا للتدريب الطبّيّ. والعالم اليوم يحتاج إلى لمسة شافية، لكي يُداوى الإنسان من أنانيّته وعدم اكتراثه بالآخرين.  

أضاف الكاردينال غراسياس: "رسالة "لقد أحبّنا" ترتكز إلى هذا المبدأ الذي لمسناه في خلال جائحة كوفيد، والطلب من الأساقفة آنذاك أن يتوكّلوا على قلب يسوع الأقدس، عندما كان العالم يعيش وضعًا من الارتباك والضياع، وقد أصبح عمل تكريس الهند إلى قلب يسوع مصدر حياة وإلهام للجميع، ومنَحَ المؤمنين الأمل والرجاء".  

كتب الكاردينال غراسياس في هذا الصدد أنّه شعر أنّ الربّ نفسه ألهمه وقاد خطوات الجميع من أجل الخروج من عتمة الجائحة، والاستمرار في خدمة الفقراء والمهاجرين، والمحرومين والمسنّين والمرضى والمتروكين.

ختم الكاردينال غراسياس مقاله بالقول إنّ هذه الوثيقة تدعو المؤمنين إلى الخروج من الفردانيّة والتفكير بالذات وحسب، كي يذهبوا لملاقاة الآخرين، وتشجّع أيضًا على الحوار كي تسعى الشعوب جميعها جاهدة، إلى العيش بروح منفتحة، ومقاسمة الأفراح والأتراح والهموم والمشاكل.