الفاتيكان
08 تموز 2025, 14:00

وثيقة توجيهيّة لمرافقة المرحلة التّنفيذيّة للمسيرة السّينودسيّة، ومضمونها؟

تيلي لوميار/ نورسات
نشرت الأمانة العامّة للسّينودس أمس الإثنين، وثيقة توجيهيّة لتكون مرجعًا للكنائس المحلّيّة من أجل فهم وتطبيق ثمار السّينودس حول السّينودسيّة مع دخول المسيرة السّينودسيّة مرحلة التّطبيق.

وبحسب "فاتيكان نيوز"، "ذكرت الأمانة العامّة على موقعها الإلكترونيّ أنّ هذه الوثيقة، والّتي قد تليها وثائق أخرى في حال كانت هناك حاجة، تُقدِّم إجابات على بعض الأسئلة الأساسيّة الّتي وُجّهت خلال الأشهر الماضيّة إلى الأمانة العامّة. وتتألّف الوثيقة من أقسام أربعة عُنون أوّلها بالسّؤال: ما هي المرحلة التّنفيذيّة وما هي أهدافها. أمّا القسم الثّاني فموضوعه المشاركون في هذه المرحلة، ما هي واجباتهم ومسؤوليّاتهم. ولهذا القسم فصول أربعة تتطرّق إلى مسؤوليّة الأسقف، واجب الفِرق السّينودسيّة وأجهزة المشاركة، دور التّجمّعات الكنسيّة ثمّ خدمة الأمانة العامّة للسّينودس. يأتي بعد ذلك القسم الثّالث والّذي يتمحور حول كيفيّة استخدام الوثيقة الختاميّة للسّينودس في المرحلة التّنفيذيّة، ويتألّف القسم بدوره من فصول تتطرّق إلى حماية النّظرة المشتركة والتّركيز على أهمّيّة التّطبيقات العمليّة في هذه المرحلة. أمّا القسم الرّابع فيتمحور حول منهج العمل والأدوات اللّازمة لتطبيق نتائج السّينودس. ويتألّف القسم بدوره من فصلين، الأوّل حول التّمييز الكنسيّ بينما عُنون الثّاني: صياغة ومرافقة مسيرات بالأسلوب السّينودسيّ.

هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الوثيقة قد تمّت الموافقة عليها خلال اجتماع المجلس العاديّ للأمانة العامّة لسينودس الأساقفة يومَي ٢٦ و٢٧ حزيران يونيو الماضي. وتبدأ الوثيقة بمقدّمة للأمين العامّ للسّينودس الكاردينال ماريو غريك أشار فيها إلى أنّه في عالم اليوم الّذي تطبعه ما وصفها بدوّامة عنف وحروب لا تنتهي، والّذي لا يتمكّن من خلق فرص للّقاء والحوار، هناك حاجة أكثر من أيّ وقت مضى إلى كنيسة قادرة على أن تكون علامة وأداة لوحدة الجنس البشريّ كلّه. وتطرّق الأمين العامّ في المقدّمة إلى قيام الكثير من الكنائس المحلّيّة بالمسيرة السّينودسيّة بحماسة، بينما هناك أخرى لا تزال تتساءل حول كيفيّة السّير في المرحلة التّنفيذيّة أو لا تزال تقوم بالخطوات الأولى. ومن هذا المنطلق فإنّ هذه الوثيقة الّتي تصدرها الأمانة العامّة للسّينودس يمكنها أن نكون أفقًا للانطلاق منه وتشجيعًا على السّير إلى الأمام بشجاعة في مواجهة المقاومة والمصاعب. وأكّد الكاردينال غريك من جهة أخرى استعداد الأمانة العامّة للسّينودس للإصغاء إلى الجميع ومرافقتهم وتحفيز الحوار وتبادل المواهب بين الكنائس. وأضاف أنّ الأمانة ستوفّر تحفيزات وأدوات إضافيّة على أساس ما ستتلقّى من إسهامات أو أسئلة.

هذا وتُعرِّف الوثيقة الجديدة في صفحاتها الأولى بالمراحل القادمة للمسيرة التّنفيذيّة، ويتمّ هنا الإعلان عن حدث خاصّ ألا وهو ما أُطلق عليه اسم يوبيل الفِرق السّينودسيّة وأجهزة المشاركة، وقد حُدّدت موعدًا له الفترة من ٢٤ حتّى ٢٦ تشرين أوّل أكتوبر القادم. ووصفت الوثيقة هذا اليوبيل بفرصة لنسج الرّوابط وتبادل الخبرات والتّنسيق بشكل أفضل.

وفي حديثها عن المرحلة التّنفيذيّة تؤكّد الوثيقة الصّادرة عن الأمانة العامّة للسّينودس أنّ هذه المرحلة ليست واجبًا إضافيًّا تطلبه روما ولا زمنًا لصياغة افتراضيّات مجرّدة، وليست من جهة أخرى عودة إلى الوراء أو تكرارًا لما عيش من قبل، بل هذه المرحلة التّنفيذيّة هي جزء من الحياة العاديّة للكنائس والّتي عليها أن تحدّد مسيرات تكوينيّة من أجل تحقيق ارتداد سينودسيّ ملموس في مكوّنات الكنيسة كافّة. تؤكّد الوثيقة من جهة أخرى أنّ المشاركة في هذه المرحلة تشمل كلّ المواهب والدّعوات والخدمات، الجماعات الصّغيرة والجماعات الكنسيّة الأساسيّة، الرّعايا، الجمعيّات، الحركات والمكرّسين، وذلك لأنّه لا يمكن لهذه أن تكون مسيرة محدودة لمجموعة واحدة، بل على المرحلة التّنفيذيّة أن تساهم في توسيع إمكانيّة المشاركة في ممارسة المسؤوليّة من قِبل المعمَّدين جميعًا. وتشدّد الوثيقة من هذا المنطلق على إشراك مَن لا يزالون على هامش المسيرة السّينودسيّة وخاصّة الفقراء والمستبعدين، هذا إلى جانب ضرورة الاهتمام بالإصغاء إلى مَن يُبدون تردّدًا أو مقاومة.