دينيّة
24 كانون الأول 2017, 08:00

وتبقى مريم الزّنبقة الطّاهرة في نسب يسوع

غلوريا بو خليل
في سجلّات الماضي يبحث الإنسان عن نسبه وفي الكتاب المقدّس نبحث اليوم عن نسب يسوع المسيح فنكتشف محبّة الله اللّامتناهية الّذي جاء ليخلّص كلّ الشّعوب.

 

"يبدأ إنجيل متّى بنسب يسوع مظهرًا تاريخ شعب إسرائيل ليحضّرنا لميلاد الرّبّ يسوع، "كِتَابُ ميلادِ يَسُوعَ المَسيح، إِبنِ دَاوُد، إِبْنِ إبْرَاهِيم" (متّى 1: 1). ويسوع هو ابن الملك داود، وريث عرشه، هو ابن إبراهيم أي أبن الوعد الذي تتبارك به الشعوب"، بهذه الكلمات استهلّ كاهن رعيّة مار سمعان العموديّ - القليعات الخوري يوسف مبارك شرح إنجيل نسب يسوع في اتّصال مع موقع "نورنيوز".

وأضاف مبارك "يشمل القدّيس لوقا بإنجيل النّسب البشريّة كلّها حتى آدم. لكنّ القدّيس متّى فالمُلفت بإنجيليه أنّه يتكلّم عن "فلان ولد فلان"، ذاكرًا بهذا التّعداد أربعة نساء بينهنّ وثنيّات وخاطئات، متخطيًّا بذلك العادات والتّقاليد فهو يتحدّث عن النّسب إنطلاقًا من نسب الأمّ معدّدًا تمار الكنعانيّة ورحاب من أريحا ورعوت المؤابيّة وبتشابع الحثيّة إمرأة أوريا الّتي تزوّجها داوود بعد أن قتل زوجها." وهذا دليل على أنّ نسب يسوع ليس محصورًا بالشّعب اليهوديّ وحده، وبالتّالي يؤكّد لنا القدّيس متّى أنّ الخلاص آتٍ لكلّ الشّعوب، للأبعدين والأقربين."

وأكمل قائلًا "يقسّم متّى نسب يسوع إلى ثلاثة أقسام، كلّ قسم يحوي أربعة عشر جيل أيّ أربعة عشر إسمًا، من إبراهيم حتّى داود الملك فالمنفى البابليّ فالمسيح، ليثبّت بذلك أنّ يسوع هو المسيح الملك الآتي، ابن داوود مُنتَظَر الأجيال كلّها "فَجَميعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْرَاهيمَ إِلى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ دَاوُدَ إِلى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلى المَسيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً." (متّى 1 : 17)."

كما علّق مبارك على تشديد القدّيس متّى على بتوليّة مريم الّتي منها وُلد يسوع مؤكّدًا بإنجيليه أنّ المرأة الخامسة هي المميّزة في نسب يسوع، وتبقى الزّنبقة الطّاهرة بين النّساء اللّواتي ذُكِرن في هذا النّسب قائلًا "وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَم، الَّتي مِنْهَا وُلِدَ يَسُوع، وهُوَ الَّذي يُدْعَى المَسيح." (متّى 1 : 16).إ

وتابع "لائحة النّسب هذه بأسمائها الغريبة والّتي ربما تُضحكنا عندما نقرأها هي جامعة الأبرار والخطأة، فالله أراد أن يشبّهنا بكلّ شيء ما عدا الخطيئة ليقول لنا إنّ الخلاص آتٍ للجميع، وهذا يضعنا أمام التّرتيلة القربانيّة الّتي تقول "وحّدت يا ربّ لاهوتك بناسوتنا وناسوتنا بلاهوتك... أخذت ما لنا ووهبتنا ما لك".

وختم الخوري مبارك حديثه مسلّطًا الضّوء على العائلة قائلًا: "أحد النّسب هو عيد العائلة البشريّة المُخلَّصة بيسوع المسيح، العائلة الّتي على رأسها الأمّ الحاضرة مع حامي العائلة وحارس الفادي".