لبنان
04 كانون الأول 2024, 08:40

واجب السياسيّ والحقوقيّ المسيحيّ الخدمة بأمانة وشفافية وحكمة

تيلي لوميار/ نورسات
شارك البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكيّ، في ورشة عمل ضمّت سياسيّين وحقوقيّين ملتزمين كنسيًّا من مناطق مختلفة حول العالم، بدعوة من شبكة المشرّعين الكاثوليك الدوليّين (ICLN: International Catholic Legislators Network)، وذلك في قصر السلام، في منطقة المانش - فرنسا. رافقه المونسنيور حبيب مراد، القيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة، عن موقع البطريركيّة السريانيّة الكاثوليكيّة.

 

جرى تبادُل الحديث حول واجب السياسيّ والحقوقيّ المسيحيّ في خدمة البلد والمجتمع بأمانة وشفافيّة وحكمة، من دون أن يساوم على المجاهرة بالحقّ بمحبّة، فضلًا عن الاهتمام الخاصّ بأفراد المجتمع الأكثر حاجة إلى المساعدة.

جدير بالذكر أيضًا أن شارك في ورشة العمل الكردينال شارلز بو، رئيس أساقفة ميانمار، ومجموعة من عشرين شخصًا من سياسيّين وحقوقيّين من أوروبا وإفريقيا والولايات المتّحدة الأميركيّة وأميركا اللاتينيّة وأستراليا.  نذكر أيضًا  أنّ قصر السلام هذا يحمل أهمّيّة تاريخيّة فريدة، لأن فيه تمّ توقيع اتّفاقيّة إنهاء الحرب العالميّة الثانية.

ألقى البطريرك يونان كلمة مسهبَة تناول فيها، بشكل مفصَّل، الأوضاع العامّة في منطقة الشرق الأوسط والحضور المسيحيّ فيها، والدفاع عن حقوق المسيحيّين ومناصرة قضاياهم العادلة، ولا سيّما في لبنان وسورية والعراق والأراضي المقدّسة، لافتًا إلى أهمّ الإشكاليّات والتحدّيات، وآفاق المستقبل.

كما وجّه البطريرك يونان الدعوة إلى الجميع حاثًّا إيّاهم على مشاركته في صلاة الرجاء الذي لا يخيّب إلى الربّ يسوع، من أجل انتهاء الحروب والمِحَن والأزمات، وإحلال السلام والأمان في كلّ مكان حول العالم، خصوصًا في الشرق الأوسط المعذَّب، بشفاعة العذراء مريم سيّدة النجاة، والقدّيسين جميعهم.

تخلّلت ورشة العمل أوقات للصلاة والتأمّل، شدّد في خلالها البطريرك على أهمّيّة دعوة السياسيّ المسيحيّ وضرورة التزامه بأداء الشهادة الواجبة للربّ يسوع في قلب المجتمع، ليكون رسولًا للربّ في خضمّ العولمة التي تجتاح عالمنا اليوم.

وإبّان انعقاد ورشة العمل، صُدم البطريرك وكلّ المشاركين بالحزن الشديد للأنباءَ المؤلمة عن الوضع المأساويّ الذي حلّ بمدينة حلب في سورية وبسائر المناطق المحيطة، وحثّ البطريرك بدوره المجتمعين على التضرُّع إلى الربّ كي يُلهِم المسؤولين إلى حلّ الأمور الخلافيّة بروح الحوار والعدل والسلام.

وعلى هامش أعمال ورشة العمل، زار البطريرك والمجتمعون موقع إنزال الحلفاء قبل ثمانين عامًا، في حزيران/يونيو عام ١٩٤٤، لإلقاء نظرة على هذا المكان التاريخيّ حيث انتهت الحرب العالميّة الثانية بعد معارك ضارية ومخيفة.