وإنتقلت بالنّفس والجسد
فها هما "الأمّ والأب يظهران مشاركين في محاربة العدوّ الجهنّميّ حتّى الانتصار الكامل عليه. ويعبّر هذا الانتصار عن نفسه بنوع خاصّ في التّغلّب على الخطيئة والموت... ولذلك فكما أنّ قيامة المسيح الممجّدة كانت علامة مقرّرة لهذا النّصر، فهكذا إنّ تمجيد مريم، حتّى في جسدها البتوليّ يشكّل التّأكيد النّهائيّ لتضامنها الكامل مع الابن في الكفاح والانتصار على حدّ سواء." ( البابا بنديكتوس السّادس عشر)
يأتي انتقال العذراء ليفتح آفاق السّماء ويحرّك الأمل في أنّه بعد سراط طويل وإن كان محفوفًا بالعذاب، فنهاية هذا الدّرب مجد مع المسيح الّذي يلتزم بكنيسته في الحياة والموت والقيامة.
يحلّ العيد ليضيء على أهمّيّة الجسد "هيكل الرّوح القدس المُعَدّ للتّمجيد" وليس للتّدنيس.
هو عيد انتقال العذراء بالنّفس والجسد الّذي يدعونا إلى عيش السّماء على الأرض وإلى اتّخاذ مريم مثالاً لحياتنا، فنحبّ يسوع بالقدر الّذي أحبّته، ونعتني به وبكنيسته كما اعتنت به، ونتمّم مشيئته.
هي ملكة السّماء وملائكتها وقدّيسيها. هي سيّدة الكنيسة الأرضيّة الّتي تقود النّفوس من الهلاك إلى الخلاص، فتعبر رحمتها برحمة الله الواسعة.
هي سيّدة الانتقال الّتي نجثو أمام جلالتها اليوم في عيدها، ونقدّم لها ورود التّكريم ونطلب حمايتها الآن وإلى ساعة موتنا، آمين.