هو يصغي.. فهل تخاطبه؟
كم من مرّة احتجنا الى مخاطبة الله فضاعت منا الكلمات، وكم من مرّة تعطّشت أرواحنا الى ملاقاته ولم نروي ظمأها لانشغالنا بأمور حياتية؟
علاقتنا مع الله تشبه علاقة صديقين أحدهما حاضر دائماً للإستماع الى مشاكل الآخر ومساعدته، الله مستعدٌ في كل حين الى احتضاننا وانتشالنا من الصّعوبات، هو الأذن الصّاغية والسّند لدى الصّعاب، فكيف نخاطب هذا الصّديق؟
يجاوب المسيح على سؤالنا موضحاً: " متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم. واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضًا نغفر لكل من يذنب إلينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير"، فبهذه الآية يؤكّد لنا يسوع أن الله أب حنون غافر كريم ومحبّ، يعلّمنا أننا متى وضعنا ثقتنا بأبينا لا بدّ أن ننال مبتغى قلبنا.
وفي كل حين يذكّرنا المسيح أن الصّلاة هي لحظات تجمعنا مع أبينا فتوصل له أوجاعنا ورجاءنا، وبأنّه مهما ابتعدنا عنه سنجده حاضراً أبداً لاحتضاننا من جديد كما احتضن الأب ابنه في مثل الإبن الضّال.
الصّلاة هي محادثة تجمع الإنسان بإله أحبّه حباً عظيماً فبذل نفسه من أجله، فإذا ما أردنا مخاطبته فلنحدثه بقلب محبّ ولتكن نبضات قلوبنا همسات مصلية نوصلها الى أب همه الوحيد السّهر علينا...