الفاتيكان
10 حزيران 2024, 06:55

هل أنا حرّ مثل المسيح أم سجين في الدنيويّة؟ البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
في صلاة التبشير الملائكيّ يوم الأحد، شجّع البابا فرنسيس المؤمنين على التعلّم من انفصال يسوع عن المال والسلطة والسطحيّة وعدم اكتراثه بها.

 

هل أنت حرّ، مثل يسوع، أم سجين الأمور السطحيّة؟

هذا هو السؤال الذي دعا البابا فرنسيس المؤمنين جميعهم إلى التفكير فيه في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكيّ يوم الأحد في الفاتيكان، حينما حثّهم على تخليص أنفسهم من كلّ ما يثقلهم ويعيق اقترابهم من الله.

استلهم الأب الأقدس من قراءة إنجيل الأحد، من القدّيس مرقس، والتي تظهر ردود الفعل المختلفة تجاه يسوع، بعد أن بدأ خدمته العلنيّة: فقد خشي أقاربه من إصابته بالجنون، بينما اتّهمته السلطات الدينيّة بالتصرّف تحت تأثير روحٍ شرير.  

على العكس من ذلك، قال البابا، كان يسوع يكرز ويشفي المرضى بقوّة الروح القدس - الروح عينه الذي "جعله حرًّا إلهيًّا"، أي "قادرًا على المحبّة والخدمة من دون قياس ومن دون شروط".

قال البابا: "دعونا نتوقّف للحظة للتفكير في حرّيّة يسوع هذه".

أوّلًا، قال البابا، كان يسوع حرًّا في ما يتعلّق بالثروة، وبالتالي ترك أمن قريته الناصرة ليحتضن حياة فقيرة وغير مضمونة. وتابع أن الربّ شفى المرضى وأي شخص جاء لطلب مساعدته مجّانًا، "من دون أن يطلب أي شيء في المقابل".

وقال إنّ يسوع لم يتردّد أبدًا في قول الحقيقة، حتّى عندما لم يحظَ بشعبيّة، وكان يسوع حرًّا في ما يتعلّق بالسلطة.

وذكّر البابا بأنّ الربّ يسوع "بينما كان يدعو الكثيرين إلى اتّباعه، لم يُجبر أحدًا على القيام بذلك، ولم يطلب أبدًا دعم الأقوياء، لكنّه وقف دائمًا إلى جانب الأصغر، وعلّم تلاميذه أن يفعلوا الشيء عينه".

أخيرًا، قال البابا، كان يسوع حرًّا في ما يتعلّق بالسعي وراء الشهرة والقبول، ولهذا السبب، لم يتردّد أبدًا في قول الحقيقة، "حتى على حساب عدم فهمه" و "حساب أن يصير غير محبوب"، "حتّى لدرجة الموت على الصليب".

قال البابا أيضًا إنّ الربّ لم يسمح لنفسه أبدًا بأن "يخاف أو يُشترى أو يُفسد من قبل أي شيء أو أي شخص".

هذا كلّه يبيّن لنا أنّ يسوع كان رجلًا حًّرا، وهو يعلّمنا درسًا قيّمًا: "إذا سمحنا لأنفسنا بأن نكون مشروطين بالسعي وراء المتعة أو السلطة أو المال أو القبول، فإنّنا نمسي عبيدًا لهذه الأشياء".

ولكن، "إذا سمحنا لمحبّة الله المجّانيّة أن تملأ قلوبنا وتوسّعها، وإذا تركناها تفيض تلقائيًّا"، كما قال، "فإنّنا ننمو بحرّيّة وننشر عطرها الجيّد حولنا، في بيوتنا، وفي عائلاتنا، وفي مجتمعاتنا".

ختم البابا فرنسيس كلمته بالطلب من العذراء مريم أن تساعدنا لنعيش ونحبّ كما علّمنا يسوع، في حرّيّة أولاد الله.