لبنان
17 أيار 2019, 05:00

هكذا ودّعت بكركي بالأمس عميد الكنيسة المارونيّة!

ترأّس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بعد ظهر الخميس، في كنيسة سيّدة الانتقال في الصّرح البطريركيّ في بكركي، حيث سجّي جثمان المثلّث الرّحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير منذ الأربعاء، قدّاس المرافقة الأوّل في يوم الجنازة لتتوالى بعده القدّاسات الّتي أقامتها الأبرشيّات تباعًا على نيّة البطريرك صفير والّتي استمرّت حتّى الثّانية ظهرًا.

 

بعده احتفل أمين سرّ البطريرك الأب شربل عبيد بقدّاس المرافقة الثّاني تبعه قدّاس المرافقة الثّالث الّذي ترأّسه عميد مجمع الكنائس الشّرقيّة الكاردينال ليوناردو ساندري وعاونه فيه أمين سرّه المونسنيور فلافيو باتشيه والسّفير البابويّ في لبنان جوزيف سبيتيري.

 

وألقى ساندري عظة بعد قراءة الإنجيل قال فيها: "اليوم نرافق رحيل أخينا العزيز وصديقنا الكاردينال صفير بطريرك أنطاكيا بالصّلاة، صلاة قلوبنا وأرواحنا وصلاة الكنيسة أيّ القدّاس الّذي به نجدّد ذكرى موت وقيامة يسوع المسيح.

ما أفكذر به اليوم هو مشاركتنا هذا الشّعور، فهو كان خادمًا لله طوال حياته في خدمة الكنيسة المارونيّة ولبنان والمؤمنين، ولو لم يكن عنده هذا الإيمان العميق بالله لما استمرّ.

إلتقيت به مرّة في الديمان بعد نزهته في الطّبيعة، وقلت في نفسي هذا رجل صلاة إنّه  يصلّي في نزهاته، يحاور الله الّذي يستمدّ منه قوّته. لكان من المستحيل التّفكير برجل مثله خدم الكنيسة لسنين عديدة بنفس الإخلاص واللّياقة والسّلام والابتسامة. نذكره اليوم كرجل الله فهذه جذور قوّته كراع وأسقف. وصوره العملاقة مع مسبحته تظهر علاقته مع الله والصّلاة وتعبّده للعذراء مريم، وهو مبتسم مع مسبحة الصّلاة. لقد كان خادمًا كبيرًا للكنيسة المارونيّة، زار كلّ الأماكن حيث يوجد الموارنة في لبنان وخارجه، خدم الكنيسة وليس شخصه، وهذه الخدمة تنعكس بتواضعه. وعندما شعر بالتّعب قدّم استقالته وقال كفى! أقدّم استقالتي كبطريرك، وأعيش انتظار لقاء الأب السّماويّ.

في 2011 كان مريضًا، ومن تلقاء نفسه قال للبابا سأرحل، هذا هو التّواضع الكنسيّ. الرّبّ يعمل من خلالي وعلينا أن نبقى في انتظار السّاعة. وأمضى سنواته الأخيرة بنسك مع معاناة المرض، ولكن أيضًا مع شهادته لخدمة الكنيسة والصّلاة. لم يكن شخصًا منغلقًا، وإنّما في خدمة الله، أحبّ لبنان وكلّ ما يمكن أن يقدّم لبلده المجروح من الحرب والكراهيّة أراد تقديم السّلام والمصالحة ليس للمسيحيّين اللّبنانيّين فقط وإنّما أيضًا للمسلمين في بلد الرّسالة الّذي يصلّي أن يبقى بلد حوار وتلاق كما أعلن البابا فرنسيس."

أمّا قدّاس المرافقة الرّابع فاحتفل به راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون على نيّة المثلّث الرّحمة البطريرك صفير، وعاونه فيه كهنة ورهبان الأبرشيّة.

 

وبعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران عون عظة قال فيها: "لطالما اهتمّ البطريرك صفير بأبرشيّة جبيل يوم كان مطرانًا عليها وبعدما أصبح بطريركًا تابع اهتمامه بها لغاية 1990، وهي اليوم تذكره باهتمام وتصلّي له لأنّه كان الرّاعي الصّالح لها، واهتمّ بها وكان لها القائد الرّوحيّ والمدنيّ بكلّ ما للكلمة من معنى.

وفي زمن وطنيّ صعب كان صوت الضّمير في لبنان لم يتراجع عن الحقيقة، وعن محبّته لكلّ اللّبنانيّين لأنّه آمن بلبنان وطنًا سيّدًا حرًّا ووطن الرّسالة. وعلى المستوى الكنسيّ يوم كان كاهنًا سنة 1950 حتّى عبوره إلى بيت الآب السّماويّ، كان كاهنًا وأسقفًا وبطريركًا، بقي ذاته الإنسان المصلّي والمتواضع الّذي يشهد الشّهادة الحقيقيّة بأمانته ورسالته وتواضعه واستحقّ أن يكون راعيًا صالحًا.

لقد أمضى 63 سنة في بكركي كاهنًا ومطرانًا ثم بطريركًا، عاش كالرّاهب في ديره، ومن تضحياته التّخلّي عن كلّ شيء. حياته كانت علامة حبّ في كلّ خدمة كان يقوم بها، وكان الرّاعي الأمين، نرافقه بصلواتنا اليوم ونقول: "أرقد بسلام أيّها الرّاعي الصّالح بصلاتك من عليائك.

كما نصلّي من أجل سيّدنا البطريرك الرّاعي ليبقى الشّاهد ويعطي الأساقفة والمؤمنين أن يعيشوا رسالة القداسة وتحقيق إرادة الرّبّ في حياتنا".

 

ثمّ احتفل النّائب البطريركيّ على نيابة صربا المارونيّة المطران بولس روحانا بقدّاس المرافقة الخامس وعاونه في القدّاس كهنة الأبرشيّة، وخدمت القدّاس جوقة مار روكز ريفون، بمشاركة حشد من رعايا النّيابة وخصوصًا من بلدة ريفون مسقط رأس الرّاحل .

وإستهلّ روحانا القدّاس بكلمة عدّد فيها مزايا الرّاحل مشدّدًا على "مسيرته الكهنوتيّة والأسقفيّة والبطريركيّة الّتي اتّسمت بالتّواضع والصّلاة وقربه من الله."

 

وطلب روحانا من محبّي البطريرك صفير "إكمال مسيرته ليرضى علينا من عليائه فنفكّر بالوطن كما فكّر هو الّذي خدمه بإخلاص وثبات لنكون على خطاه قلبًا واحدًا مكرّسين لخدمة الإنجيل ونناضل في سبيل رسالته رسالة الكنيسة الحبيبة."

 

بعدها احتفل راعي أبرشيّة صور المارونيّة المطران شكرالله نبيل الحاج، بقدّاس المرافقة السّادس عاونه فيه كهنة الأبرشيّة، وبعد الإنجيل كانت للمطران الحاج كلمة قال فيها: "ما من شيء أصعب من أن نتكلّم نحن الصّغار في حضرة سيّد الكلمة والبلاغة، وكبير المحبّة أمامنا، الصّرح لا يزال يضجّ بكلام سيّدنا صفير واليوم يضجّ بكلام سيّدنا البطريرك الرّاعي. من الصّعب أن نقول عن سيّدنا صفير كلمة ولكن على ضوء كلمة الله نتوقّف عند كلمة وهي أنّه في رئاسة سيّدنا مرّ لبنان ببحر من الظّلام وبعواصف محدقة بلبنان ومع ذلك كنّا مطمئنّين لرئاسته وقيادته السّفينة ومطمئنّين لوجود ربّان عظيم وريّس بكلّ ما للكلمة من معنى وخليفة لبطرس، جامد كالصّخر ودوره الكبير كان تثبيت إيماننا بيسوع المسيح وبالكنيسة وببكركي الصّخرة، وكنّا نشعر بالأمان عندما يتحدّث فيحيا هذا الرّجاء في قلوبنا وكان يقول أنّ السّفينة ستصل إلى الميناء وكنّا نعلم أنّه ما دام هو الرّبّان سنصل إلى شاطئ الأمان، لم يستطع الرّسل مقاومة العاصفة ولكن مع يسوع وصلوا إلى المكان المقصود، ومعك يا سيّدنا صفير وصلنا إلى المكان الّذي أردت أن توصلنا إليه واليوم مع سيّدنا الرّاعي نحن مطمئنّون لأنّنا سنصل بإيمان أيضًا إلى المكان المرسوم."

 

وإحتفل راعي الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة في منطقة جونية المطران أنطوان نبيل العنداري بقدّاس المرافقة السّابع على نيّة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بمشاركة كهنة الأبرشيّة وحشد من المؤمنين، استعدادًا للرّتبة الجنائزيّة.

أمّا قداس المرافقة الأخير فاحتفل به رئيس جمعيّة المرسلين اللّبنانيّين الأب العامّ مالك بو طانيوس، وعاونه لفيف من الكهنة، بمشاركة راهبات العائلة المقدّسة وراهبات المحبّة، وخدمت القدّاس جوقة أرزة لبنان.

 

بعد قدّاس المرافقة الأخير، أغلقت أبواب الكنيسة والصّرح أمام المؤمنين ليرفع الإكليروس الصّلوات والتّرانيم في الكنيسة لمرافقة جثمان البطريرك صفير الى حين موعد رتبة صلاة الجنازة عند الخامسة.

 

وقبيل إخراج النّعش من الكنيسة رفع البطريرك الرّاعي صلاة جنائزيّة ليُحمل بعدها النّعش على أكتاف عشرة كهنة وينقل إلى الباحة الخارجيّة للصّرح للبدء بمراسم الجنازة الّتي ترأّسها البطريرك الرّاعي وشارك فيها أركان الدّولة اللّبنانيّة وممثّلون لعدد من الدّول العربيّة والأجنبيّة، بالتّزامن مع قرع أجراس الكنائس ورفع لافتات وداعيّة للرّاحل في عدد كبير من المناطق.

 

وعند السّاعة الخامسة عصرًا، ترأّس البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي مراسم صلاة دفن البطريرك صفير، في الباحة الخارجيّة في الصّرح البطريركيّ في بكركي، يحيط به بطريرك الرّوم الكاثوليك يوسف العبسيّ، بطريرك السّريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، بطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام الأوّل كيشيشيان، بطريرك الرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، ممثّل البابا فرنسيس رئيس مجمع الكنائس الشّرقيّة الكاردينال ليوناردو ساندري، السّفير البابويّ جوزف سبيتري وعدد كبير من المطارنة والرؤساء العامّين والرّهبان والرّاهبات وممثّلي الكنائس المختلفة.

وحضر رتبة الجنّاز: رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، وزير أوروبا والشّؤون الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان ممثّلاً الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، السّفير السّعوديّ وليد البخاري ممثّلاً الملك السّعوديّ سلمان بن عبد العزيز، الوزير محمّد بن عبد العزيز الكواري ممثّلاً أمير قطر تميم بن حمد، القائمة بأعمال سفارة الأردنّ وفاء الأيتم ممثّلة ملك الأردنّ عبدالله الثّاني، السّفير الفلسطينيّ أشرف دبّور ممثّلاً الرّئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس وكريستينا رافتي ممثّلة رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس.

كما حضر رئيس مجلس النّوّاب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الرّئيس أمين الجميّل وعقيلته جويس، الرّئيس ميشال سليمان وعقيلته وفاء، الرّئيس حسين الحسيني، الرّئيس فؤاد السّنيورة، نائب رئيس مجلس النّواب إيلي الفرزلي، الوزراء: غسّان حاصباني، علي حسن خليل، أكرم شهيّب، وائل أبو فاعور، منصور بطيش، محمّد شقير، ريّا الحسن، جبران باسيل، الياس بو صعب، ريشار قويمجيان، مي شدياق، كميل أبو سليمان، أواديس كيدانيان، ألبير سرحان، محمّد شقير، فادي جريصاتي، ندى البستاني وفيوليت الصّفدي، المبعوث الأميركيّ الخاصّ ديفيد هيل، السّفيرة الأميركيّة إليزابيت ريتشار، السّفير البريطانيّ كرس رامبلنغ، سفير روسيا ألكسندر زاسبكين، سفيرة الاتّحاد الأوروبّيّ كريستينا لاسن وعدد من السّفراء، النّوّاب: فريد الخازن، شامل روكز، ابراهيم كنعان، الآن عون، حكمت ديب، سليم عون، ألكسندر ماطوسيان، فريد البستاني، مصطفى الحسيني، نقولا نحّاس، ميشال موسى، ابراهيم عازار، هاغوب بقرادونيان، أنور الخليل، نهاد المشنوق، نزيه نجم، هادي حبيش، محمّد الحجّار، سامي فتفت ونعمة افرام ممثّلاً بعقيلته زينة.

كما حضر عدد من الوزراء والنّوّاب السّابقين منهم: طارق متري، بطرس حرب، نايلة معوّض، صولانج الجميّل، فارس سعيد، ونائب رئيس المجلس الأعلى للرّوم الكاثوليك الوزير السّابق ميشال فرعون.

وحضر وفد كبير من "الحزب التّقدّميّ الاشتراكيّ" و"اللّقاء الدّيمقراطيّ" برئاسة النّائب تيمور جنبلاط، ضمّ النّوّاب: فيصل الصّايغ، هادي أبو الحسن، مروان حمادة، بلال عبدالله، نعمة طعمة، أكرم شهيّب وهنري حلو، قادة من الحزب ورجال دين وفاعليّات.

وحضر رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع وعقيلته النّائبة ستريدا جعجع على رأس وفد ضمّ: نائب رئيس الحكومة الوزير غسّان حاصباني، وزير العمل كميل أبو سليمان، وزير الشّؤون الاجتماعيّة ريشار قيومجيان ووزيرة الدّولة لشؤون التّنمية الإداريّة مي شدياق، النّوّاب: جورج عدوان، بيار بو عاصي، جورج عقيص، زياد حوّاط، سيزار معلوف، شوقي الدّكّاش، أنطوان حبشي، عماد واكيم وفادي سعد، الوزراء السّابقين: ملحم الرّياشي، طوني كرم وجو سركيس، النّوّاب السّابقين: فادي كرم، جوزيف المعلوف، إيلي كيروز، طوني زهرا وطوني أبو خاطر.

وحضر رئيس "حزب الكتائب" النّائب سامي الجميل على رأس وفد كبير ضمّ النّائبين نديم الجميّل والياس حنكش، نائب رئيس الحزب سليم الصّايغ والأمين العامّ نزار نجاريان ونوّاب الحزب والوزراء السّابقين وأعضاء المكتب السّياسيّ الكتائبيّ واللّجنة المركزيّة للحزب.

كذلك حضر رئيس "تيّار المردة" النّائب السّابق سليمان فرنجية على رأس وفد ضمّ النّائبين طوني فرنجية، إسطفان الدّويهيّ والوزير السّابق يوسف سعادة وعدد كبير من المنتسبين إلى التّيّار.

 

وحضر أيضًا رئيس "حركة الاستقلال" النّائب ميشال معوّض على رأس وفد كبير.

 

كما شارك رئيس الرّابطة المارونيّة النائب السّابق نعمة الله أبي نصر، السّيّدة منى الهراوي، مدير عامّ المراسم في القصر الجمهوريّ الدّكتور نبيل شديد، مدير عام المراسم في مجلس النّوّاب علي حمد، مدير عامّ المراسم في القصر الحكوميّ لحود لحّود، المدير العامّ لأمن الدّولة اللّواء طوني صليبا، مدير المخابرات طوني منصور، مدير الدّفاع المدنيّ ريمون خطّار، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، ممثّل نقيب الصّحافة عوني الكعكي جورج بشير، نقيب المحرّرين جوزف قصيفي، رئيس المؤسّسة المارونيّة للانتشار شارل الحاج، عميد السّلك القنصلي جوزف حبيس، عميد الصّناعيّين جاك صرّاف، مدير عامّ الجمارك بدري ضاهر، رئيس نقابة المقاولين مارون حلو، رئيس اتّحاد النّقابات السّيّاحية بيار الأشقر، رئيس المجلس الاقتصاديّ والاجتماعيّ شارل عربيد، المديرة العامّة للتّعاونيّات غلوريا أبو زيد، المدير العامّ لوزارة الاتّصالات باسل الأيّوبي المديرة العامّة للنّفط "أورور" الفغالي منعم، المدير العامّ لمصلحة سكك الحديد زياد صعب، عضو المجلس الأعلى للجمارك غراسيا القزّي، المديرة العامّة للمواصفات والمقاييس لانا ضرغام، المدير العامّ للإسكان روني لحّود، المدير العامّ للمهجّرين أحمد محمود، مديرة الوكالة الوطنيّة للإعلام لور سليمان، المفتّشة العامّة نضال الرّاعي، رئيس مجلس إدارة المؤسّسة العامّة للأسواق الاستهلاكيّة ياسر ذبيان، رئيس مجلس إدارة الهيئة اللّبنانيّة لسلامة الغذاء في رئاسة مجلس الوزراء إيلي عوض، مدير مكتب الإعلام في القصر الجمهوريّ رفيق شلالا، وفد تجمّع موارنة من أجل لبنان برئاسة المحامي بول يوسف كنعان، عائلة البطريرك الرّاحل صفير، طبيبه الخاصّ الدّكتور الياس صفير، ووفود كبيرة من مختلف المناطق اللّبنانيّة.

وألقى البطريرك الرّاعي بعد قراءة الإنجيل عظة بعنوان "أنا الرّاعي الصّالح. أعرف خرافي، وهي تعرف صوتي"، جاء فيها:

"فخامة رئيس الجمهوريّة، دولة رئيس مجلس النّوّاب، دولة رئيس مجلس الوزراء، نيافة الكاردينال Sandri Leonardo  الموفد الشّخصيّ لقداسة البابا فرنسيس، أصحاب القداسة والغبطة البطاركة ونيافة الكاردينال السّفير البابويّ في دمشق، أصحاب المعالي الوزراء، ممثّلي كلّ من الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، وسموّ أمير قطر الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني، وجلالة خادم الحرمين الشّريفيّن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسعادة ممثّلة جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وسعادة ممثّلة رئيس جمهوريّة قبرص Nicos Anastasiades، وسعادة ممثّل رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، إنّ حضوركم يعزّينا، وأنتم محاطون بهذا اللّفيف من المطارنة والوزراء والنّوّاب وسفراء الدّول، والرّؤساء العامّين والعامّات، ورؤساء الأحزاب، ومن ممثّلين عن مرجعيّات دينيّة وسياسيّة ومدنيّة، وهذا العدد الغفير من المؤمنين والمؤمنات. لقد أتينا كلّنا لوداع البطريرك الكبير، عميد الكنيسة المارونيّة، وعماد الوطن، المثلّث الرّحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، أيقونة هذا الكرسيّ البطريركيّ. ومعنا كلّ الّذين يشاركوننا الأسى وصلاة الرّجاء عبر وسائل الإعلام في لبنان وسائر البلدان شرقًا وغربًا، وأولئك الّذين أمّوا هذا الصّرح البطريركيّ منذ صباح الأحد من رؤساء كنائس وطوائف، وشخصيّات مسيحيّة وإسلاميّة وحزبيّة، وكهنة ورهبان وراهبات، وطلّاب مدارس وجامعات مع هيئاتها الإداريّة والتّعليميّة، وأخويّات ومنظّمات رسوليّة.

في مثل يوم أمس من بداية مئة سنة، 15 أيّار 1920، وهو عيد سيّدة الزّروع، زرع الله في كنيسة الأرض المجاهدة، في تربة ريفون العزيزة، نصرالله إبن مارون صفير وحنّه فهد من غوسطا، وحيدًا على خمس شقيقات سبقه منهنّ ثلاث إلى بيت الآب. فكان مثل حبّة الخردل في الإنجيل (لو13: 18-21) الّتي نمت ونضجت حتّى أصبحت شجرة كبيرة أعطت ثمارًا وفيرة في كلّ مراحل حياته: الكهنوتيّة والأسقفيّة والبطريركيّة والكارديناليّة. فكان راعيًا صالحًا على مثال المسيح "راعي الرّعاة العظيم" (1بط4:5). وبخبرة السّنوات الثّلاث والسّتّين الّتي قضاها في هذا الكرسيّ البطريركيّ، من دون انقطاع، "كان يعرف خرافه، وهي تعرف صوته" (يو10: 11و27). واليوم، يزرعه الله شفيعًا للكنيسة وللبنان في كنيسة السّماء الممجّدة لأبديّة لا تنقضي.

عرف كيف يبني حياته على الأساس الثّابت وهو الإيمان المسيحيّ الثّابت، والصّلاة، وكلام الله، والتّجرّد والتّواضع. فعلا بنيانه، ولمع في الكهنوت، فعيّنه المثلّث الرّحمة البطريرك الكاردينال مار بولس بطرس المعوشي أمين سرّه في سنة 1956، في أوّل عهده. وواصل في آن تدريس الأدب العربيّ وتاريخ الفلسفة العربيّة والتّرجمة في مدرسة الإخوة المريميّين في جونيه، قبل انتقاله إلى الشّانفيل. ويوجد من بين الحاضرين معنا اليوم كثيرون من الّذين تتلمذوا على يده ويشهدون لنبله الكهنوتيّ ومقدرته العلميّة ونباهته.

بفضل هذه الخصال رأى فيه البطريرك المعوشي وجه الأسقف، فقدّمه للسّينودس المقدّس في دورة 1961 فانتخبه مطرانًا نائبًا بطريركيًّا عامًّا، وهو في سنيه الإحدى والأربعين. لقد تعلّم من هذا البطريرك الكبير، إبن جزّين، صلابة البطاركة في الحفاظ على الأغليين: الإيمان المسيحيّ بكلّ قيمه الأخلاقيّة والحضاريّة، ولبنان السّيّد الحرّ المستقلّ، والشّجاعة في قول كلمة الحقّ من دون مسايرة. تعرّف إلى النّاس، كبيرهم وصغيرهم، وإلى السّياسيّين بألوانهم وتبدّلاتهم وفقًا لمصالحهم الآنيّة، الأمر الّذي ولد عنده الكثير من الفطنة في التّعاطي حتّى الحذر.

 

تولّى إدارة الأبرشيّة البطريركيّة بكلّ نياباتها: جبيل والبترون وجبّة بشري وإهدن- زغرتا ودير الأحمر. فكان الرّاعي السّاهر المتفاني الّذي لم يجد مجالاً للرّاحة. وقام في الوقت عينه بأعمال الدّائرة البطريركيّة بصمت وتجرّد وحسبه أن يعطي من دون أن يطلب لنفسه أيّ شيء، كما درج في كلّ حياته. مع كلّ ذلك، كان يجد متّسعًا من الوقت للكتابة. فألّف ثلاثة كتب، وترجم كتبًا روحيّة، وثلاثًا من وثائق المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثّاني، وعشر رسائل عامّة وإرشادات رسوليّة للبابا يوحنّا بولس الثّاني.

ثمّ كان السّاعد الأيمن للمثلّث الرّحمة البطريرك الكاردينال مار أنطونيوس بطرس خريش، كنائب بطريركيّ عامّ مع زميل منتخب ودّعناه الأسبوع الماضي بكثير من الألم والأسى هو المثلّث الرّحمة المطران رولان أبو جوده. فقاد الثّلاثة عمليّة احتضان المهجّرين وسائر ضحايا الحرب اللّبنانيّة المشؤومة الّتي اندلعت في 13 نيسان 1975، بعد شهرين من تنصيب البطريرك. وقادوا المقاومة الرّوحيّة والاجتماعيّة والسّياسيّة والدّيبلوماسيّة داخليًّا وفاتيكانيًّا ودوليًّا، بوجه الحرب الأهليّة ومخطّطات الهدم، والقضاء على المؤسّسات الدّستوريّة والإداريّة العامّة، ومشاريع التّقسيم. وأسّسوا مع بطاركة الكنائس رابطة كاريتاس- لبنان، كجهاز الكنيسة الرّاعوي الاجتماعيّ.

 

وعندما انتخب بطريركًا في نيسان 1986، وهو ما لم يطلب البطريركيّة ولا سعى إليها بل أعطيت له مع مجد لبنان، كان على أتمّ الاستعداد لحمل صليبها، بفضل ما اكتنزت شخصيّته من روح رئاسيّ وراعويّ وقياديّ. لقد بنى خدمته البطريركيّة على أساس الصّليب المتين. وكان مدركًا أنّ عليه حمله ككلّ أسلافه البطاركة ليجعلوا من هذا الجبل اللّبنانيّ معقل إيمان، وكلمة حرّيّة، وحصن كرامة، وقدس أقداس حقوق الإنسان. وراح للحال يعمل على إسقاط الحواجز النّفسيّة ثمّ المادّيّة، وشدّ أواصر الوحدة الوطنيّة وأجزاء الوطن، وإعادة بناء الدّولة بالقضاء على سلطان الدّويلات، وتعزيز العيش المشترك الّذي كان يعتبره جوهر لبنان ورسالته الحضاريّة. ذلك أنّ لبنان هو البلد الوحيد في المنطقة الّذي يتساوى فيه المسلم والمسيحيّ على قاعدة الميثاق الوطنيّ والدّستور.

 

وتأتي اليوم الشّهادات عن هذا البطريرك الكبير من كلّ فم وعبر جميع وسائل الإعلام. فالكلّ يجمع على أنّه "خسارة وطنيّة". ورأوا فيه بطريرك الاستقلال الثّاني، والبطريرك الّذي من حديد وقدّ من صخر، وبطريرك المصالحة الوطنيّة، والبطريرك الّذي لا يتكرّر، المناضل والمقاوم من دون سلاح وسيف وصاروخ، وصمّام الأمان لبقاء الوطن، وضمانة لاستمرار الشّعب. وإنّه رجل الإصغاء، يتكلّم قليلا ويتأمّل كثيرًا، ثم يحزم الأمر ويحسم الموقف. وكجبل لا تهزّه ريح، أمديحًا كانت أم تجريحًا أم رفضًا أم انتقادًا لاذعًا. فكان في كلّ ذلك يزداد صلابة، على شبه شجرة الأرز الّتي تنمو وتقوى وتتصلّب بمقدار ما تعصف الرّياح بها وتتراكم الثّلوج على أغصانها. أمّا الشّهادة النّاطقة الكبرى فهي الوفود من جميع المناطق اللّبنانيّة ومن الخارج الّتي ما فتئت تتقاطر للتّعزية والصّلاة منذ صباح الأحد، والحشود الّتي لا تحصى، وقد وقفت لوداعه على الطّرقات في خطّ متّصل من مستشفى أوتيل ديو إلى بكركي. هذا الحزن العارم الّذي عاشه اللّبنانيّون، ترجمته الحكومة اللّبنانيّة مشكورة بإعلان يوم أمس يوم حداد وطنيّ تنكّس فيه الأعلام، واليوم يوم إقفال عامّ للمشاركة في وداع هذا الرّاعي المثاليّ.

لقد شاركته معاناته في السّنوات الأربع الأول من بطريركيّته كنائب بطريركيّ عامّ مع المثلّث الرّحمة المطران رولان أبو جوده. وقد لاقى فيها، على التّوالي ومنذ البداية، مرارة الرّفض والتّهميش والإساءة والاعتداء الجسديّ والمعنويّ، بالإضافة إلى ويلات الحرب والضّياع. فكان لنا قدوة في صبره وصمته وصلاته وغفرانه وقوله: "لن أكون الحلقة الّتي تنكسر". وهو المؤمن أنّ الصّليب يؤدّي حتمًا إلى القيامة. وهكذا كان، وإذا بالوطن ينجو، وبالجميع يعودون للالتفاف من حوله وسماع صوت هذا الرّاعي. فانطبقت عليه الآية الإنجيليّة: "سينظرون إلى الّذي طعنوه" (يو27:19). وفهمنا أكثر فأكثر كلمة بولس الرّسول: "لو لم يقم المسيح، لكان إيماننا باطلاً، وتبشيرنا باطلاً، ولكنّا أمواتًا في خطايانا" (1كور17:15). بهذا الإيمان الصّامد على صخرة الرّجاء، راح يملأ الفراغ السّياسيّ، مجاهدًا من أجل تحرير أرض لبنان من كلّ احتلال ووجود عسكريّ غريب، وشعاره مثلّث: "حرّيّة وسيادة واستقلال"، وهو صدى لصوت أسلافه البطاركة العظام، بدءًا من خادم الله البطريرك الياس الحويّك أبي لبنان الكبير، والبطريرك أنطوان عريضه صانع الاستقلال وضامن الميثاق الوطنيّ.

وشاء بطريركنا الرّاحل لقاء قرنة شهوان إطارًا جامعًا للقوى المسيحيّة المؤمنة بسيادة الوطن، وصدى لصوته في المحيط السّياسيّ. بهذا الهدف كان على تنسيق دائم مع القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني الّذي تبنّى قضيّة لبنان بنداءاته ورسائله وديبلوماسيّة الكرسيّ الرّسوليّ، وعقد جمعيّة خاصّة "لسينودس الأساقفة الرّومانيّ" من أجل لبنان سنة 1995، وأصدر إرشاده الرّسوليّ موقّعًا في بيروت بتاريخ 12 أيّار 1997، وهو بعنوان: "رجاء جديد للبنان"؛ وجالس رؤساء الدّول الكبرى مثل الولايات المتّحدة الأميركيّة وفرنسا وروسيا والأمين العامّ للأمم المتّحدة، فضلاً عن لقاءاته مع بعض أمراء دول الخليج ورؤساء دول آخرين.

مع كلّ ذلك ظلّ شغله الشّاغل شأن كنيسته المارونيّة والكنائس في لبنان وبلدان الشّرق الأوسط. ففي الكنيسة المارونيّة، أنشأ أبرشيّات جديدة، وأعاد ترسيم حدود بعضها، وسام أربعة وأربعين مطرانًا. وقاد الإصلاح اللّيتورجيّ بتعيين اللّجنة البطريركيّة للشّؤون الطّقسيّة، وحلّ قضيّة الشّراكة في الدّيمان ووادي قنّوبين وبلوزا وسرعل. وأنشأ المؤسّسة الاجتماعيّة المارونيّة، والصّندوق التّعاضديّ الاجتماعيّ الصّحّيّ، والمركز المارونيّ للتّوثيق والأبحاث، والمؤسّسة المارونيّة للانتشار، وصندوق ضمان المطارنة المتقاعدين، ومؤسّسة البطريرك صفير الاجتماعيّة في ريفون. وأضاف إلى كرسيّ بكركي أجنحة جديدة، وكنيسة القيامة الفنّيّة في الباحة الخارجيّة، واستحدث متحفها، وأعاد إحياء الحياة الرّهبانيّة في كرسيّ قنّوبين. وشيّد المجمع الإداريّ والقضائيّ والكنسيّ في زوق مصبح، وأجنحة جديدة في المدرسة الإكليريكيّة في غزير، وخصّ بعنايته المؤسّسات والأوقاف العائدة إدارتها إلى البطريركيّة. وفي الخارج، أعاد فتح المعهد الحبريّ المارونيّ في روما، ورمّم وحسّن الوكالات البطريركيّة في روما وباريس ومرسيليا والقدس.

وافتقد أبناء كنيسته المنتشرين، فقام بثماني عشرة زيارة راعويّة، وخصّ فرنسا بأربع منها، أمّا الكرسيّ الرّسوليّ فكان يزوره أكثر من مرّة في السّنة لأعمال تختصّ بالبطريركيّة، ولتعاونه مع قداسة البابا في خدمته البطرسّية ككاردينال منذ سنة 1994، من خلال عضويّته في أكثر من مجمع ومجلس حبريّ. وفي عهده أعلنت قداسة وتطويب قدّيسي كنيستنا المارونيّة الخمسة.

أمّا على صعيد الكنائس في لبنان والشّرق الأوسط، ففعل أعمال مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وخصّ أمانته العامّة ولجانه بمبنى خاصّ في المجمع البطريركيّ. وأسّس مع البطاركة مجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك وشارك في مؤتمراته السّنويّة.

لا نستطيع أن نغفل التّعاون الأخويّ الوطيد بينه وبين المثلّث الرّحمة المطران رولان أبو جوده، على مدى أربع وأربعين سنة، ملؤها التّفاني في تحمّل المسؤوليّة، والخدمة، وحمل صليب مآسي لبنان والشّعب اللّبنانيّ وانقسام السّياسيّين، وصليب الفقر والتّهجير والهجرة. وكأنّ المسيح الإله، الّذي أشركهما في صليبه، شاء أن يشركهما معًا في مجده السّماويّ، فدعاهما إليه في غضون أسبوع. فتذكّرت رثاء داود الملك لابنيه بعبارة تنطبق عليهما، إذ قال: "كيف تصرعت الجبابرة!" (2صمو19:1)، وكلمة جبران خليل جبران: "ولدتما معًا، وستظلّان معًا إلى الأبد، عندما تبدّد أيّامكما أجنحة الموت البيضاء" (النّبيّ).

إنّ أبانا البطريرك الكاردينال مار نصرلله بطرس، إذ يغيب عنّا بالجسد، فهو يبقى مرافقًا لنا بتشفّعه من قرب العرش الإلهيّ، ونحن نظلّ نسمع صوته في أعماله الكاملة المنشورة من عظات وبيانات ورسائل ومذكّرات. إنّ "الوزنات الخمس" الّتي منحه إيّاها مجانًا الله الغنيّ بالرّحمة: وزنات الكهنوت والأسقفيّة والبطريركيّة والكارديناليّة، قد ثمرها بإخلاص، وهو يعيدها اليوم إلى سيّده مضاعفة، فيستحقّ أن يستقبله بحنان رحمته: "هلمّ أيّها الخادم الأمين! كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل فرح سيّدك" (متّى 23:25). فله كلّ مجد وتسبيح وشكر الآن وإلى الأبد، آمين. المسيح قام حقًّا قام".

وألقى الكاردينال ليوناردو ساندري كلمة باسم البابا فرنسيس باللّغة الإيطاليّة تلاها المطران حنّا علوان باللّغة العربيّة، واستهلّها بالقول: "إلى صاحب الغبطة والنّيافة الكاردينال بشارة بطرس الرّاعي بطريرك أنطاكية للموارنة، لقد تلقّيت، بأسف شديد، خبر وفاة غبطة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، البطريرك السّابق لأنطاكية للموارنة، عن عمر تسعة وتسعين سنة.

أتقدّم بأحرّ التّعازي منكم، كما ومن العائلة، وكل أبناء الكنيسة البطريركيّة الأنطاكيّة المارونيّة، الّتي رعاها هو، لسنين عديدة بكلّ وداعة كما وبكلّ حزم. رجل حرّ شجاع، الكاردينال صفير، قام برسالته في ظروف مضطربة، وكان عنصرًا مؤثّرًا في جمع الصّفوف وإرساء السّلام والمصالحة، مدافعًا غيورًا عن سيادة واستقلال بلده، وسيبقى وجهًا لامعًا في تاريخ لبنان.

أسأل أبا كلّ المراحم، أن يستقبل في دياره مساكن السّلام والنّور، هذا الرّاعي الحكيم والملتزم، الذذي عرف أن يظهر حبّ الله للشّعب، الّذي أوكل إلى عنايته.

وتعبيرًا عن تعازينا، أمنحكم يا صاحب الغبطة، البركة الرّسوليّة، ولكلّ عائلة الكاردينال الرّاحل وأقاربه، ولكلّ الأشخاص الّذين رافقوه في سنيه الأخيرة، ولكلّ الّذين يشتركون في مراسم هذه الجنازة. فرنسيس راعي الرّعاة.

وفي ختام الجنازة  أعلن مدير المراسم في رئاسة الجمهوريّة الدكتور نبيل شديد: "أيّها الحضور الكرام، اليوم، حيث يودّع لبنان والكنيسة المارونيّة المثلّث الرّحمة غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، صخرة قيامة وأرزة خلود وزيتونة سلام للبنان، وطن الله، على ما يذكر الكتاب المقدّس،

وتقديرًا لما قدّمه للبنان وأبنائه من مختلف الطّوائف، وقد كان المدافع عن حقّهم جميعًا بالحياة الحرّة، السّيّدة والمستقلّة، وفعل إيمان حيّ للكنيسة ومؤمنيها، قرّر فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون منح الرّاحل الكبير، الوشاح الأكبر من وسام الاستحقاق اللّبنانيّ".

هذا وتختتم التّعازي بمثلث الرّحمة الكاردينال صفير اليوم الجمعة، إذا تبدأ عند العاشرة والنّصف وتتوقّف عند الثّانية عشرة والنّصف، على أن تستأنف عند الثّالثة والنّصف من بعد الظهر وتستمرّ حتّى السّادسة مساءً.