العراق
28 آذار 2025, 10:30

هكذا ودّعت الكنيسة في برطلّة المثلّث الرّحمات المطران أثناسيوس متّي متّوكة!

تيلي لوميار/ نورسات
بمشاركة المطارنة ممثّلي آباء السّينودس السّريانيّ المقدّس، والآباء الخوارنة من الكهنة من الكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة ممثّلين المطارنة الّذين يشاركون في اجتماعات سينودس كنيستهم السّنويّ في لبنان، وعدد من الرّهبان والرّاهبات من مختلف الرّهبانيّات، وبحضور مسؤولين مدنيّين وعسكريّين محلّيّين وجموع غفيرة من المؤمنين إلى جانب شقيقة الرّاحل وعائلات أشقّائه وأنسبائه وأهالي برطلّة، ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان رتبة جنّاز ودفن المثلَّث الرّحمات المطران مار أثناسيوس متّي متّوكة رئيس الأساقفة السّابق لأبرشيّة بغداد للسّريان الكاثوليك، وذلك في كنيسة مار كوركيس، برطلّة- سهل نينوى، العراق.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى يونان عظة تأبينيّة بعنوان: "كلمتك سراجٌ لخطاي ونورٌ لسبيلي"، تحدّث فيها- بحسب إعلام البطريركيّة- عن سيرة حياة المثلَّث الرّحمات الّذي اتّخذ هذه الآية "شعارًا له"، وقال: "نحن نجتمع اليوم لوداعه الأخير، بالأسى، ولكن أيضًا بصلاة الرّجاء، وقد حمل هذا الشّعار معه منذ رسامته أسقفًا في الثّامن من كانون الأوّل عام 1979، وظلّ أمينًا له زهاء خمسٍ وأربعين سنةً وثلاثة أشهر ونيّف. إنّ عذوبة كلمة الله لا تعني مجرَّد لذَّة فكريّة، إنّما هي عذوبة خبرة وتمتُّع بالنّور الحقيقيّ. فالله أرسل كلمته الإلهيّ نورًا يشرق على العالم المظلم، ويدخل قلب المؤمن وينير أعماقه كاشفًا له عن عالم الرّوح، لينعم المؤمن بخبرة برّ الله السّاكن في نور لا يُدنى منه. الإيمان هو السّراج، وكلمة الله المتجِّسد، يسوع، هو النّور الحقيقيّ... الّذي يتجلّى من خلال كلمة الله المكتوبة في الكتاب المقدّس... وهو الزّيت الّذي يملأ السّراج."

ونوّه "بعيش المثلَّث الرّحمات طوال حياته "بهذه الرّوح المسيحيّة الكنسيّة العامرة بهدي نور الإيمان"، متوقّفًا عند مراحل حياته المختلفة، من ولادته وطفولته في مسقط رأسه بلدة برطلّة بسهل نينوى في العراق، وانتقاله إلى دير مار بهنام حيث درس وتمرّس في الحياة الرّوحيّة، ثمّ إلى إكليريكيّة مار أفرام ومار مبارك في القدس، فإلى دير سيّدة النّجاة البطريركيّ– الشّرفة بلبنان، حيث تابع دراساته الفلسفيّة والكهنوتية، وسيامته شمّاسًا إنجيليًّا، ثمّ كاهنًا في 17 تشرين الأوّل 1954 بوضع يد المثلَّث الرّحمات البطريرك الكاردينال مار إغناطيوس جبرائيل الأوّل تبوني، مسهبًا في الحديث عن خدمته الكهنوتيّة، بدءًا بمعاونته لرئيس دير مار بهنام، ثمّ انتقاله للتّدريس واستلام مهمّة مدير الإكليريكيّة الصّغرى في دير الشّرفة، فإلى أبرشيّة الموصل حيث خدم كسكرتير للمثلَّث الرّحمات المطران مار قورلّس عمّانوئيل بنّي، ثمّ انتقاله إلى بغداد ليكون سكرتيرًا للمثلَّث الرّحمات المطران مار أثناسيوس يوحنّا باكوس، وخدمته كأمين للسّرّ وأمين للصّندوق في المطرانيّة، وككاهن رعيّة في الأبرشيّة، وأهمّ أعماله حيت برزت فيه "أجمل الفضائل، كالتّقوى والنّبل الأخلاقيّ وروح الصّلاة، والتّفاني في العطاء، والتّواضع على رفعة، والفرح الدّاخليّ، والكلمة اللّطيفة، ودماثة الأخلاق، وطيب المعشر".

ولفت يونان إلى "ميّزات خدمة المطران متّي متّوكة كأسقف، بدءًا بانتخابه مطرانًا معاونًا للمطران باكوس بالتماس شخصيّ من المطران باكوس نفسه لآباء السّينودس بسبب تقدُّمه في السّنّ، فتمتّ سيامته الأسقفيّة في 8 كانون الأوّل عام 1979 بوضع يد المثلَّث الرّحمات البطريرك مار إغناطيوس أنطون الثّاني حايك، ثمّ مدبّرًا بطريركيًّا لأبرشيّة بغداد، فرئيس أساقفة لها في 12 آب 1984، حيث أدّى خدمته في رعاية الأبرشيّة "على مثال المعلّم الإلهيّ يسوع المسيح، راعيًا صالحًا في أحلك الظّروف الّتي عاشتها الأبرشيّة، من حرب وهدم وقتل وتهجير واحتلالات، وظلّ صامدًا مع الآباء الكهنة والشّعب المؤمن، فلم يهرب عندما كانت الذّئاب تُقبِل، ولم يدع الخراف يومًا فريسةً لها، لأنّه راعٍ صالح ومدبّر حكيم وأب محبّ وأسقف غيور، وذلك طيلة سنوات أسقفيّته على الأبرشيّة، من سنة 1984 إلى سنة 2010، كانت زاخرة بالعطاء، وسلّم الأمانة بمحبّة إلى خلفه صاحب السّيادة أخينا المطران مار أفرام يوسف عبّا الّذي يتابع المسيرة في الرّعاية الصّالحة لهذه الأبرشيّة المحبوبة".

وتوقّف عند أبرز إنجازات المثلَّث الرّحمات خلال رعايته لأبرشيّة بغداد، روحيًّا ورسوليًّا ورعويًّا مع الكهنة والعلمانيّين، وكذلك عمرانيًّا حيث بنى "دارًا جديدة للمطرانيّة وفّر فيها كلّ الشّروط الحديثة للسّكن والإدارة والاستقبال"، و"دارًا جديدة ملاصقة لكنيسة مار بهنام لسكن كهنة الرّعيّة، وعمارة كبيرة في عقد النّصارى على أنقاض المطرانيّة القديمة"، ورمّم "كنيسة مريم العذراء في المنطقة نفسها في الوسط التّجاريّ القديم"، وأشاد "بناءً قرب كنيسة مار بهنام يتضمّن قاعة فسيحة للمؤتمرات والمحاضرات، يعلوها طابقان يشتملان على عشرين غرفة للتّعليم المسيحيّ والنّشاطات الرّسوليّة"، ومسكونيًّا حيث "تعاون المثلَّث الرّحمات مع أصحاب السّيادة المطارنة رؤساء الأبرشيّات البغداديّة ومؤمنيها في الشّهادة للإنجيل وتعزيز الإيمان المسيحيّ. وعزّز علاقات الصّداقة والأخوّة مع المرجعيّات الإسلاميّة السّنّيّة والشّيعيّة في بغداد العزيزة ومنطقتها، فاحترمهم جميعًا وأحبّهم ومدّ إليهم يد التّعاون، وسهر معهم على بناء مجتمع وطنيّ واحد يتأمّن فيه خير الجميع وخير كلّ إنسان".

وأشار البطريرك يونان إلى النّكبة الكبرى بمذبحة كاتدرائيّة سيّدة النّجاة التي حلّت بأبرشيّة بغداد في السّنة الأخيرة من رعاية المثلَّث الرّحمات لها، "والتي أدّت إلى استشهاد الكاهنين الشّابّين ثائر عبدال ووسيم القسّ بطرس مع 46 من المؤمنين خلال القدّاس الإلهيّ ليلة عيد جميع القدّيسين في 31 تشرين الأوّل عام 2010، وكان لهذه المجزرة الرّهيبة وقعًا قويًّا في نفسه وفي نفوس كلّ أبناء الكنيسة في كلّ مكان، ونحن الآن، مع سيادة راعي الأبرشيّة مار أفرام يوسف عبّا، بصدد متابعة ملفّ دعوى تطويب هؤلاء الشّهداء الأبرار لدى مجمع دعاوى القدّيسين في الفاتيكان، على رجاء إعلان تطويبهم ورفعهم على المذابح قريبًا بإذن الله".

وتطرّق إلى المرحلة الأخيرة من حياة المثلَّث الرّحمات "لمّا قدّم استقالته من إدارة الأبرشيّة إثر بلوغه السّنّ القانونيّة، عاش المثلَّث الرّحمات فترة من الزّمن مع أهل بيته في برطلّة العزيزة. ثمّ، بدعوةٍ منّا، عاش معنا في مقرّ كرسينا البطريركيّ في بيروت، لينتقل بعدها إلى دير سيّدة النّجاة البطريركيّ– الشّرفة. وفي السّنوات الأخيرة أمضى فترة الشّيخوخة في دار المسيح الملك لراهبات الصّليب في برمّانا– لبنان، برعاية مباشرة منّا ومن سيادة أخينا المطران يوسف عبّا، حتّى اليوم الأخير من حياته"، لافتًا إلى أنّ "المطران مار أثناسيوس متّي متّوكة كان مثالًا في التّواضع والطّيبة والصّلاة والالتزام بالواجبات الرّوحيّة الجمهوريّة. فأحببناه كلّنا مع المطارنة والكهنة والرّهبان والرّاهبات والإكليريكيّين في الكرسيّ البطريركيّ وجميع الموظَّفين. وها هم جميعًا يحزنون معنا لفقده، وقد شاركونا الصّلاة لراحة نفسه يوم الثّلاثاء الماضي مع عيد بشارة أمّنا مريم العذراء، في كنيسة مار اغناطيوس في مقرّ كرسينا البطريركيّ في بيروت".

وأكّد على أنّه "بغياب هذا الحبر الجليل، تخسر كنيستنا السّريانيّة الكاثوليكيّة الأنطاكيّة أحد أعمدتها الرّاسخة، لا بل عميد أحبارها، الّذي اتّصف بالحكمة والفطنة، ونخسر نحن شخصيًّا كبطريرك أخًا عزيزًا وصديقًا صدوقًا وسندًا قويًّا في خدمة الكنيسة. وكان قد اتّصل بنا للمرّة الأخيرة ليلة عيد مار يوسف ليقدِّم تهنئته لنا، كعادته في كلّ المناسبات"، مقدّمًا التّعازي القلبيّة إلى "إخوتنا أصحاب السّيادة الأحبار الأجلّاء المطارنة آباء السّينودس المقدّس لكنيستنا السّريانيّة الكاثوليكيّة الأنطاكيّة، ولاسيّما لأخينا مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد، ولأبرشيّته، كهنةً ومؤمنين، ولأخينا مار بنديكتوس يونان حنّو رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، ولسلفه في رعاية الأبرشيّة أخينا مار يوحنّا بطرس موشي، وللأبرشيّة، كهنةً ومؤمنين، ولأخينا مار نثنائيل نزار سمعان مطران أبرشيّة حدياب– أربيل وسائر إقليم كوردستان، ولأخينا مار أثناسيوس فراس دردر النّائب البطريركيّ في البصرة والخليج العربيّ. ونعزّي بشكل خاصّ بلدة برطلّة الحبيبة، وشقيقة المثلَّث الرّحمات وعائلتها، وعائلات أشقّائه المرحومين، وعموم آل متّوكة والأهل والأقارب والأنسباء في الوطن وبلاد الانتشار".

وإختتم يونان عظته التّأبينيّة ضارعًا إلى الرّبّ يسوع كي يرحم المثلَّث الرّحمات ويمتِّعه "بميراث الملكوت السّماويّ مع الرّعاة الصّالحين والوكلاء الأمناء، ويعوّض على الكنيسة برعاة صالحين بحسب قلبه القدّوس. وليكن ذكره مؤبَّدًا".

وألقى المطران مار أفرام يوسف عبّا كلمة شكر في مستهلّها "غبطةَ أبينا البطريرك الّذي قَدِمَ من لبنان وتحمَّل أتعاب عناء السّفر. لقد كان قبل أسبوع منشغلًا جدًّا، رغم مشاريعه الكثيرة وأعماله ومسؤوليّاته، في إتمام المعاملات الرّسميّة كي يلبّي رغبة أهل المثلَّث الرّحمات بنقل جثمانه إلى بلدته برطلّة بين أهله. كان من المفروض أن يكون في مطرانيّة بغداد، إذ أنّه خدم بغداد، وضحّى بحياته في بغداد، وكان الحقّ أن يكون مقرّه الأخير عندنا، لكن لبّى غبطة أبينا البطريرك نداء أهله، فشكرًا سيّدنا على محبّتكم الكبيرة لأهل الفقيد ولأهل برطلّة الكرام الأعزّاء".

وشدّد على أنّ ما قاله البطريرك "بحقّ المثلَّث الرّحمات "لا يُنسى أبدًا، إنّها كلمات ذهبيّة تُسجَّل للتّاريخ في سجلّ كنيستنا السّريانيّة، وتبقى راسخة ومحفورة في قلوبنا. يستحقّ سيّدنا متّي، وكلّ ما قاله غبطته بحذافيره صحيح، لأنّ سيّدنا متّي كان هو أيضًا أمينًا ومخلصًا للكرسيّ البطريركيّ، وكان معكم خصّيصًا، يا صاحب الغبطة، أمينًا وثابتًا في كلامه وأفعاله، ومشجِّعًا لكم في كلّ أعمالكم ومشاريعكم".

وقدّم عبّا النّعازي باسم الخورانة والكهنة والمؤمنين في أبرشيّة بغداد إلى البطريرك يونان وآباء السّينودس وأهل وأصدقاء ومحبّي المثلَّث الرّحمات، وأهل برطلّة، مشيرًا إلى أنّ "رحيله عنّا ترك فراغًا كبيرًا، وخلَّف حزنًا عميقًا آلم قلوبنا جميعًا، ولو أنّه كان متقاعدًا، لكنّه كان مرجعًا لنا في اتّخاذ المشورة وتنفيذ توجيهاته الحكيمة في كافّة أمور الأبرشيّة وكيفيّة إدارتها ومسيرتها، وذلك أثناء تواجُدِنا في بيروت وزياراتنا المتكرِّرة له بصحبة غبطة أبينا البطريرك في مقرّ إقامته بدير راهبات الصّليب. عاش المثلَّث الرّحمات إحدى وسبعين سنةً، كاهنًا ومطرانًا، وخلال خدمته راعيًا لأبرشيّة بغداد، عمل بجدّ على تنظيم الرّعايا، وتنشيط العمل الرّسوليّ، والعناية بالكهنة، وتنظيم حياتهم المعيشيّة، وعملهم الرّسوليّ. كان الصّوت الصّارخ بوجه الظّلم والعمل الإجراميّ، ودعا دول العالم والمنظَّمات والهيئات الدّوليّة والجهات الرّسميّة في بغداد، مطالبًا بحقوق أبنائه الشّهداء للكشف عن هويّات الإرهابيّن لتقديمهم إلى العدالة، كي ينالوا جزاءهم العادل".

وإختتم كلمته مشيرٍا إلى أنّه "بعد أن رعى المثلَّث الرّحمات أبرشيّة بغداد بحكمة ومحبّة وروح أبويّة، قدّم استقالته، وقضى سنواته الأخيرة بالصّلاة من أجل أبرشيّته بغداد الّتي أحبَّها وخدمها بالتّفاني، وبادَلَتْهُ المحبّة. نَم قرير العين، أبانا الكبير، ستبقى كبيرًا في عيوننا وحاضرًا في قلوبنا، وسيبقى ذكرك مؤبَّدًا في قلوب أبناء أبرشيتك بغداد الّذين أحببتهم وأحبّوك".

كما ألقى السيّد موفَّق متّوكة كلمة باسم عائلة المثلَّث الرّحمات، قدّم خلالها الشّكر البنويّ للبطريرك على تجشُّمه عناء السّفر من لبنان لترؤُّس هذه الرّتبة، وعلى محبّته الكبيرة وعنايته الأبويّة بالمطران متّي، شاكرًا أيضًا أصحاب السّيادة، وكهنة الدّائرة البطريركيّة، وكاهن رعيّة برطلّة، وجميع الكهنة والشّمامسة والحضور، سائلًا إيّاهم أن يصلّوا من أجل راحة نفس المطران متّي متّوكة.

ثمّ وجّه المطران بنديكتوس يونان حنّو كلمة شكر "للآب السّماويّ على كلّ نعمه وإحساناته علينا، ونشكر غبطة أبينا البطريرك على قدومه وترؤُّسه هذه الصّلاة بيننا أيضًا، وأحبّ أن أشكر شعب برطلّة، ما قمتم به البارحة وهذا الاستقبال المهيب الّذي كان يليق فعلًا بالمثلَّث الرّحمات، والّذي ما هو إلّا تعبير عن مدى محبّتكم وإيمانكم واحترامكم للكنيسة وللسّلطة الكنسيّة، وهو أيضًا تعبير عن محبّتكم لأرضكم وكنيستكم. لذا أحبّ أن أشكركم باسمي وباسم الإكليروس يا شعب برطلّة الأبيّ، شعبنا وعائلاتنا وإخوتنا، على هذا الموقف خلال هذا الأسبوع من الاستعدادات ومن التّحضيرات الهامّة جدًّا، إذ كنتم تعملون كخليّة النّحل كي تستقبلوا المثلَّث الرّحمات وتودِّعوه في لحظاته الأخيرة، وتجعلوه يبقى في برطلّة إلى منتهى الدّهر. وهذا دلالة على مدى محبّة وأصالة شعبنا في برطلّة. هنئيًا لنا بهكذا شعب قويّ وغيور وصامد، وفي الوقت عينه شعب غيور على كنيسته. اليوم نشكر المثلَّث الرّحمات الّذي ترك هذه البصمة الجميلة في وسط هذا الشّعب وفي وسط مدينته، هذا يعلّمنا الكثير من الرّسائل، أن نكون نحن أيضًا أوفياء لشعبنا ومحبّين لمدينتنا وكنيستنا. إنَّ انتقاله ليس بخسارة، فجسده سيبقى موجودًا في هذه الكنيسة، وروحه في السّماء تحمينا وتصلّي من أجلنا".

وإختتم بالقول: "مهما بقيت أشكركم يا شعبنا في برطلّة، فالكلمات قليلة جدًّا، فعلًا ما قمتم به خلال هذه الأيّام يرفع الرّأس. فليحفظكم الرّبّ وليحمِكم وليوفِّقكم ويبارككم جميعًا ويبارك عائلاتكم، لتبقوا بهذه الهمّة وهذه الغيرة وهذه الأصالة، بالارتباط بكنيستنا وأرضنا وتراثنا. رحمه الله، وسنتابع المسيرة بالهمّة ذاتها وبالنّشاط وبالوحدة، ونلتمس بركة غبطة أبينا البطريرك، ونطلب صلاة وشفاعة المثلَّث الرّحمات".

في نهاية الرّتبة، نُقِلَ الجثمان ليوارى في مثواه الأخير في مدفن الأحبار والكهنة الرّاقدين تحت الكنيسة.