أستراليا
28 أيلول 2020, 08:45

هكذا ساعدت الأبرشيّة المارونيّة في أستراليا لبنان خلال الأشهر الأخيرة!

تيلي لوميار/ نورسات
أعلن راعي أبرشيّة أستراليا المارونيّة المطران أنطوان- شربل طربيه عن زيارته لبنان قريبًا، للمشاركة في الرّياضة الرّوحيّة السّنويّة وسينودس الأساقفة الموارنة، مشيرًا إلى أنّ الزّيارة تشكّل "فرصة للاطّلاع على مستجدّات الوضع في بيروت وكلّ لبنان والتّوقّف عند أعمال الخير والرّحمة الّتي تقوم بها المنظّمات والجمعيّات الخيريّة المتنوّعة، الّتي نقدّم لها الدّعم عن طريق تبرّعاتكم ومساهماتكم السّخيّة".

عبّر طربيه، نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، عن امتنانه "لجاليتنا المارونيّة في أستراليا ولأصدقائنا من الجاليات الأخرى لتبرّعهم بسخاء والاستمرار في دعمهم لشعب لبنان المتألّم. كما تعلمون، لقد تضرّر الكثيرون من إخوتنا وأخواتنا في لبنان وبشكل مأسويّ من الانفجار الرّهيب الّذي وقع في مرفأ بيروت في الرّابع من آب الماضي، وبالأزمة السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة الحادّة الّتي تعصف بالوطن، بالإضافة إلى الوباء العالميّ الحاليّ. فلبنان اليوم يواجه أسوأ وضع اقتصاديّ له منذ ثلاثة عقود، مع ارتفاع كبير في البطالة وغلاء المعيشة، ما أسفر عن وتدمير حياة الكثيرين ووضع شباب لبنان أمام أفق مسدود".

وأشار طربيه إلى المبادرات الّتي أطلقتها الأبرشيّة والمنظّمات الخيريّة من أجل لبنان خلال الأشهرالعشرة الأخيرة، وأوضح أنّه "في كانون الأوّل من السّنة الماضية، أطلقنا حملة عيد الميلاد للتّبرّع للبنان بالتّعاون مع منظّمة الرّسالة المارونيّة في أستراليا، ومنظّمة السّماء على الأرض العاملة في رعيّة سيّدة لبنان، والرّابطة المارونيّة. جمعت هذه الحملة حوالى 123 ألف دولار، وقد استخدم المبلغ لتوزيع 2755 حصّة غذائيّة لعائلات كانت بأمسّ الحاجة إليها في الكثير من القرى والبلدات في لبنان.

كما تمّ تقديم تبرّع لكاريتاس لبنان بقيمة 20 ألف دولار للمساعدة في الأعمال الّتي تقوم بها. وفي شهر أيّار، تمّ تقديم تبرّع غذائيّ بقيمة 7 آلاف دولار لمستشفى الأمراض النّفسيّة والعقليّة في دير الصّليب، وهي مؤسّسة الصّحّة النّفسيّة والعقليّة الّتي تديرها راهبات الصّليب. هذه الحملة انتهت وقد تمّ توزيع كلّ الأموال الّتي جمعت خلالها، إمّا بتبرّعات مباشرة أو لشراء الحصص الغذائيّة.

وفي حزيران هذه السّنة، أطلق المجلس العامّ المارونيّ في أبرشيّتنا، بالتّعاون مع جمعيّة الرّسالة المارونيّة حملة التّبرّع بالقمح للبنان. الهدف من الحملة إرسال القمح إلى المزارعين في مناطق مختلفة من لبنان لكي يبذّروها في موسم الزّرع. وصل حجم التّبرّعات الّتي جمعت في هذه الحملة إلى 102 ألف دولار، ما سمح لنا بشراء 213 طنًا من القمح وتوزيعها من خلال الكنيسة المارونيّة في لبنان على مختلف المناطق والقرى اللّبنانيّة. ولقد بدأ توزيع القمح في شهر أيلول، وسوف يقوم المزارعون ببذره في تشرين الأوّل."

وعن حملة التّبرّع بالطّحين قال طربيه:"بعد الانفجار في مرفأ بيروت، وعلى رغم كونها آنذاك في خضمّ المرحلة الرّابعة من الإقفال النّاجم عنCOVID-19، فإنّ رعيّة سيّدة لبنان في ملبورن لم تنس إخوتها وأخواتها في لبنان، بل قامت بجمع ما يكفي من المال لإرسال 140 طنًا من الطّحين إلى كاريتاس لبنان للمساعدة في سدّ النّقص الحاصل في توفير مادّة الدّقيق بسبب الأضرار الّتي ألحقت بالأهراءات في بيروت. شكرًا لجاليتنا المارونيّة في فيكتوريا.

وفي آب 2020، تلقّت جمعية السّماء على الأرض في رعيّة سيّدة لبنان لائحة من كاريتاس لبنان بحاجات طبّيّة طارئة للمرضى الّذين كانت تشرف على رعايتهم. خلال أسبوعين، تمّ إرسال أوّل مجموعة من الأدوية إلى لبنان، قيمتها حوالى 28 ألف دولار، عن طريق الشّحن الجويّ. وتمّ تحضير شحنة ثانية أيضًا قيمتها حوالى 35 ألف دولار لإرسالها إلى لبنان في نهاية شهر أيلول".

أمّا عن حملة الإغاثة الخاصّة بكارثة بيروت فقال: "في اليوم التّالي لانفجار بيروت، أطلقت أبرشيّتنا ومنظّمة الرّسالة المارونيّة حملة الإغاثة الخاصّة بكارثة بيروت. حتّى الآن، جمعت الحملة أكثر من 495 ألف دولار، تمّ تخصيص 215 ألف دولار منها لمشاريع ترميم المنازل بالتّعاون مع جمعيّة التّضامن- لبنان Solidarity Lebanon، بالإضافة إلى 90 ألف دولار ذهبت لفرق جمعيّة الرّسالة المارونيّة والّتي يعمل أفرادها في بيروت على تصليح الأضرار الّتي ألحقت بالمنازل والأعمال. كذلك، تمّ شراء 1000 فرشة وتوزيعها على المتضرّرين من إخوتنا وأخواتنا الّذين كانوا يفترشون الأرض. بالإضافة إلى ذلك، قدّمنا مساعدات ماليّة لمنظّمة فيلوكاليا وسواها من المنظّمات الطّبّيّة والخيريّة في لبنان والّتي كانت في حاجّة ماسّة للمساعدة. وقد بلغ حجم هذه المشتريات والمنح حوالى 107 آلاف دولار. وسيتمّ إعداد تقرير مفصّل عن هذه الحملة من قبل جمعيّة الرّسالة المارونيّة عندما توزّع كلّ المساعدات الّتي جمعتها. بإمكانكم الاستمرار في التّبرّع لهذه الحملة عن طريق زيارة موقعmaronitesonmission.com."

كما أعلن المطران طربيه أنّه "بالتّعاون مع جمعيّتي "الرّسالة المارونيّة" و"السّماء على الأرض"، دعت الأبرشيّة إلى جمع تبرّعات عينيّة لأغراض أساسيّة لشحنها إلى لبنان. التّجاوب مع هذا النّداء كان كبيرًا وقد تجاوز سخاء جاليتنا كلّ توقّعاتنا، إذ ملأ 3 حاويات شحن كبيرة. وبدعم من لجنة إيمان ونور في الأبرشيّة، فإنّنا سنضيف حاوية رابعة إلى الشّحنة تتضمّن معدّات ضروريّة لذوي الحاجات الخاصّة مثل الأسرّة المعدّة للاستخدام الخاصّ والكراسي ذات العجلات. نشكر بشكل خاصّ شركة Maersk Shipping لتبرّعها بالحاويات وشحنها للبنان مجّانًا."

هذا وتمّ "إرسال الكثير من التّبرّعات السّخيّة مباشرة إلى الأبرشيّة المارونيّة عقب كارثة بيروت، وقد بلغت قيمتها 90 ألف دولار. بعد استشارة مجلس المستشارين الأبرشيّين، تقرّر تخصيص هذا المبلغ لدعم المؤسّسة البطريركيّة المارونيّة العالميّة للإنماء الشّامل في حملتها "سوا لتبقى بيروت". تهدف الحملة إلى ترميم 200 منزل و17 مصلحة تجاريّة في شارع فرعون في حيّ مار مخايل، بالإضافة إلى توفير مساعدة ماليّة للعائلات النّازحة في المنطقة".

وأنهى طربيه شاكرًا الجميع على تبرّعاتهم السّخيّة، وبشكل خاصّ "المتطوعين الكثر، بمن فيهم شبيبتنا وعائلاتنا في الجالية المارونيّة والّذين أمضوا ساعات طويلة وبذلوا قصارى جهدهم لإنجاح هذه الحملات الخيريّة. أنضمّ إليكم في الصّلاة من أجل لبناننا الحبيب ولإخوتنا وأخواتنا لكي ينتهي ألمهم وعذابهم قريبًا. أطلب منكم أيضًا الصّلاة من أجل سينودس الأساقفة الموارنة والّذي سيلتئم في شهر تشرين الأوّل، سائلاً الرّبّ أن يلهم غبطة أبينا البطريرك ورعاة الكنيسة المارونيّة لمواجهة الصّعوبات والتّحدّيات الّتي تعصف بلبنان ولتبقى الكنيسة واحة رجاء ورحمة لخدمة الإنسان وخصوصًا شعب لبنان المعذّب".