لبنان
14 حزيران 2022, 08:45

هكذا احتفلت جبيل بعيد شفيعتها الشّهيدة أكويلينا!

تيلي لوميار/ نورسات
في عيد شفيعتها القدّيسة الشّهيدة أكويلينا الجبيليّة، احتفلت مدينة جبيل بالمناسبة في قدّاس إلهيّ ترأّسه رئيس أنطش جبيل الأب سيمون عبّود في باحة كنيستها الخارجيّة القابعة في وسط المدينة، عاونه فيه لفيف من آباء الدّير، وسط حضور سياسيّ وبلديّ واختياريّ وإداريّ وشعبيّ.

في بداية عظته بعد الإنجيل المقدّس، دعا عبّود إلى الوقوف دقيقة صمت "لكي تكون صرخة إيمان في قلب الملكوت يتردّد صداها تعزية لأهل شادي كريدي وطارق الطّيّاح، اللّذين قضيا في المروحيّة الّتي سقطت في إيطاليا، وهما في رحلة عمل، وراحة لنفسيهما في هذا الملكوت".

ثمّ تابع مشيرًا إلى أنّ الوكيل الأمين الحكيم "هو كلّ إنسان معمّد وموسوم بميرون المعموديّة، وكلّ مسيحيّ مؤمن وملتزم بعقيدته وكنيسته، وكلّ شهيد بذل نقطة دم طاهرة ونقيّة ومقدّسة"، مذكّرًا بأنّ "الشّهيدة أكويلينا الجبيلية ابنة الـ12 عامًا روت دماؤها أرض هذه المدينة منذ 1700 سنة، والّتي استشهدت بعد أن قالت لا للجحود ونعم للإيمان".

وتناول تاريخ مدينة جبيل وإرثها وهويّتها وتراثها، لافتًا إلى كونها أوّل أرض وطأتها الجماعة المسيحيّة، و"قبلة أنظار الملوك والحضارات منذ أيّام الفرس حتّى يومنا هذا، وهي المدينة الّتي أعطت وما زالت للوطن وللعالم رجال دين وعلمانيّين وسياسيّين، وأوّلهم ضمير لبنان العميد الرّاحل ريمون إدّه".

وشدّد عبّود بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، على ضرورة المحافظة على هذا الإرث، مؤكّدًا أنّ "وسامها الشّهادة، وكلّ وطن من دون دين هو كالباخرة من دون بوصلة، ومن يفكّر عكس ذلك يكون ضائعًا في عالم مليء بالاضطرابات والعتمة"، حاثًّا على أن تكون جبيل وكنائسها "محطّة أنوار كلّ مغترب"، وأن يعيش أبناؤها كما عاشت القدّيسة أكويلينا رسالة وشهادة ملتزمين بإيمانهم المسيحيّ، مفتخرين بأن يكونوا في منطقة جارها القدّيس شربل، ومن سلالة الشّهيدة أكويلينا.

ثمّ دعا إلى "الصّلاة إلى الله بشفاعة القدّيسة أكويلينا للحفاظ على مدينتنا ووطننا ومستقبل شبابنا وتبعد عنّا الضّيقة والصّعاب، وخصوصًا في هذه الأيّام المرّة الّتي نعيشها وأن تنير عقول المسؤولين في هذا البلد، الّذين أصبحوا عميانًا وطرشانًا عن صوت الضّمير وكرامة الإنسان".

وقال: "شعبنا لا يستحقّ الذّلّ ولا القهر ولا الجوع، لأنّه شعب يستحقّ الكرامة والعيش بسلام، وأن تزرع في قلوب المسؤولين عندنا المصالحة والغفران، وأن تنزع من قلوبهم الحقد والبغض والكراهيّة، كي لا يبكوا في النّهاية على وطن، لأنّهم لم يعرفوا المحافظة عليه كما يجب.

هذه المدينة هي لنا، وعلينا المحافظة عليها بكلّ ما أوتينا من قوّة، لأنّنا كلّنا مسؤولون عنها، من أجل الحفاظ على كرامتنا وثقافتنا وأخلاقنا".

وسبق القدّاس مسيرة سيرًا على الأقدام من كنيسة سيّدة ماريتيم إلى كنيسة القدّيسة أكويلينا.