هكذا أحيت بلدة رميش عيد الصّليب!
حضر القدّاس أعضاء المجلس البلديّ والمخاتير، ممثّلون عن بعض الجمعيّات في البلدة وأبناء الرّعيّة.
بعد الإنجيل، ألقى الخوري طوني الياس عظة جاء فيها: "ما دمنا في هذا الجسد نحن في مواجهة ديشون حكمة هذا العالم وحكمة الله.
لا أعلم كم من النّاس سائرين على طريق الموت مستقلّين عن الصّليب.
اليهود يطلبون علامة ليؤمنوا واليونانيّون يريدون المعرفة العلميّة كي يفهموا، فبالنّسبة لهم يبقوا جهلة وحمقى لأنّهم لم يفهموا معنى الحبّ لأنّ الله محبّة، وهذه المحبّة أصبحت شعارًا واحدًا، غرس في أرض التّاريخ وأصبح قوّة الله وما هو إلّا الصّليب، لهذا نحن في صراع دائم بين حكمة الله والإيمان الّذي يتكلّم عنه الله، حكمة ومفهوم هذا العالم، لأنّ النّاس يعتبرونه سخافة ويعتبرون أنّ حياتنا المسيحيّة باتت من العصر الحجريّ.
إسمعوا جيّدًا، إن جرّدت المسيحيّة ممّا يسمّى بسخافاتنا كي تبدو مقبولة بفكر العالم الحاضر، وكي تكون مناسبة لممارسة السّلطة بحسب هذا العالم، وعيش حرّيّة مزيّفة بحسب مفهوم هذا العالم، فماذا يبقى لنا؟
إذا تجرّدنا من الصّليب ماذا يبقى؟ الذّكاء والفضيلة؟ الله خلقهما عندما خلق الإنسان قبل تجسّد يسوع المسيح.
حتّى الآن هناك كثر أذكياء ولكن ليسوا مسيحيّين، إذًا ماذا أضاف لنا يسوع؟
وتابع: جواب يسوع: "لقد حانت السّاعة لكي يمجّد ابن الإنسان، سرعان ما نظرت العيون إلى الصّليب".
لذلك دعونا نتسلّح في الإيمان ونسير تحت راية واحدة والّتي هي راية يسوع المسيح.
بحقّ دم يسوع الثّمين على الصّليب، فلنكن مسيحيّين، مصلوبين مع المسيح ولا صالبين، فلنكن خدّامًا ليسوع ولا عبيدًا للخطيئة والأنانيّة والكبرياء وحبّ الذّات والمال على حساب إخوتنا في الإنسانيّة، لنكن مسيحيّين فعند عمادنا رسمت على جبيننا إشارة الصّليب، أيّ أنّنا مطبوعون بختم يسوع المسيح المتجسّد، الّذي مات والإله الّذي ضحّى بحياته لأجلنا على الصّليب.
إذًا، فلنكن مصلوبين مع المسيح، وذلك يعني أن نعرف كيف نحبّ ونضحّي لأنّ المسيح هو محبّة والمحبّة غير محدودة."
وإختتم قائلًا: "إجعلوا الصّليب نصب أعينكم، في منازلكم وعلّموا أولادكم رسم إشارة الصّليب منذ الصّغر كي لا تحملوه عندما يكبرون، فيسوع بحاجة إلى أبطال، إلى ناس يحبّونه ويشهدون له بكلّ شيء: بأجسادهم، قلوبهم، روحهم، لبسهم، تصرّفاتهم وكلامهم.
ليقدّسكم الله والشّكر دائمًا له آمين."
ويذكر أنّ القدّاس سبقه نشاط ترفيهيّ تخلّله ألعاب للأطفال من تنظيم بلديّة رميش وبالتّعاون مع جمعيّتي رغيف رحمة وكاريتاس لبنان، وبعد القدّاس أقيمت سهرة احتفاليّة تخلّلتها عروض من الألعاب النّاريّة و"أكشاك" متنوّعة للطّعام والمشروبات، إضافة إلى حلقات حول النّار أضفت على السّهرة دفئًا وبهجة غامرة.